الوطن
أساتذة يصححون أوراق البكالوريا تحت أسقف من البلاستيك والزنك
ارتفاع درجات الحرارة حوّل التصحيح إلى مأساة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 جولية 2018
حذر الأساتذة المصححون لأوراق امتحانات البكالوريا من الظروف السيئة التي تعيشها عدة مراكز تصحيح عبر الوطن خاصة الجنوبية، بما فيها مراكز بقلب العاصمة التي تفتقد لأدنى الشروط، ما جعل الأساتذة يطلقون صفارة الإنذار من التأثير السلبي لهذه الظروف على التصحيح الجيد للأوراق، في ظل تهديد عدة أساتذة بالمقاطعة وهز ما من شأنه تأخير إعلان النتائج.
ورفع الأساتذة المصححون لأوراق امتحانات البكالوريا بمركز تصحيح البكالوريا ثانوية البيروني بالحراش بالعاصمة شكوى، أمس، إلى وزيرة التربية بسبب ارتفاع درجات الحرارة جراء افتقار المركز لأدنى الشروط وباعتبار الثانوية أسقفها من البلاستيك والزنك.
وجاء في شكوة الأساتذة أن المثير في الأمر أن هناك من الأساتذة من يعانون من ضيق تنفس وأرادوا مغادرة المركز، لذلك وجهوا نداء عاجلا لوزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، للتدخل العاجل من أجل زيارة المركز والوقوف على هذه المأساة، حيث قال أحدهم "وكأننا في حمام صونا"، الأمر الذي أدى بالأساتذة إلى هجرة بعض الأقسام والتصحيح في الأروقة.
وتزامنت شكوى الأساتذة مع انطلاقهم أمس في التصحيح الثاني، وأكدوا أن العملية تعرف تباطؤا كبيرا بسبب ارتفاع درجة الحراة وظروف التصحيح الصعبة، ما أدى ببعض الأستاذات للاستنجاد بالمروحيات اليدوية.
يأتي هذا فيما يعرف هذا المركز عملية تصحيح أوراق مختلف المواد، حيث عدد كبير من الأساتذة يهددون بالمقاطعة وتوقيف التصحيح في حالة استمرار هذه الظروف، خاصة أن التصحيح يتطلب أياما طويلة تتجاوز الأسبوع، خاصة ما تعلق بأساتذة الفلسفة الذين عددهم 63 أستاذا.
وحذر هؤلاء الأساتذة وزيرة التربية من عواقب الحرارة وتأثيرها على التصحيح، حيث يغيب التركيز، ما يستدعي قراءة الورقة عدة مرات لمنح النقطة، في ظل استحالة ذلك مع هذه الظروف والذي يؤثر سلبا على عملية التصحيح على كل المواد.
كما هدد الأساتذة بالغياب في حالة عدم تدخل وزيرة التربية وحذروا من تأخر التصحيح والذي سيؤدي إلى تأخير الإفراج عن النتائج النهائية، مناشدين بذلك الوزيرة التنقل إلى المركز والوقوف على المأساة التي يعاني منها مصححو البكالوريا.
ونفس الظروف يعاني منها أساتذة كثر بولايات الجنوب وبالولايات الداخلية، حسب مصادر نقابية حذرت وزيرة التربية من مقاطعة التصحيح بسبب فشل مديريات التربية في توفير الظروف المناسبة للتصحيح، وهو ما سيؤثر سلبا على تصحيح الأوراق.
في المقابل، نظمت بولاية الشلف وقفة احتجاجية تحذيرية بأحد مراكز تصحيح البكالوريا من طرف أساتذة مواد الهوية (اللغة العربية، العلوم الإسلامية، التاريخ والجغرافيا)، حيث توقف الأساتذة عن التصحيح محذرين مصالح الوزارة المعنية من عواقب محاولاتها المتكررة لحذف مواد الهوية من اختبار البكالوريا.
ودعا أساتذة الشلف كامل الأساتذة عبر الوطن إلى القيام بمقاطعة التصحيح احتجاجا على مشروع وزيرة التربية الخاص بالمساس بمواد الهوية، يأتي هذا رغم تأكيد وزارة التربية خلال لقاء جمعها بالنقابات أن المشروع الخاص بإصلاح البكالوريا الذي رفع إلى الحكومة تم فيه التأكيد على الحفاظ على مواد الهوية.
وانطلقت عملية التصحيح الأولي الثلاثاء الماضي بعد أن أكدت الوزارة ـنها جندت للعملية 30 ألف أستاذ من ذوي الخبرة والكفاءة عبر المستوى الوطني، على أن يتم الإعلان عن النتائج في 22 جويلية الجاري بدل الـ15 من نفس الشهر.