الوطن

عيادات خاصة توظف مساعدين بمستوى الابتدائي!

في ظل نقص المكونين في مجال التمريض والمساعدة الطبية

يشتكي قطاع الصحة في الجزائر من نقص المكونين في مجال التمريض أو المساعدة الطبية، وهو ما يجعل مئات العيادات الخاصة تستعين بممرضين ومساعدين طبيين دون أدنى مؤهل أو مستوى تعليمي، ما يؤثر سلبا على عمل هذه العيادات، خاصة أن بعض التخصصات تتطلب أشخاصا ملمين بأبسط أبجديات الطب أو على الأقل قادرين على التصرف في الحالات الاستعجالية. 

ولا تزال مئات العيادات الخاصة تسير بأشخاص لا يمتلكون أي مستوى تعليمي أو شهادات في مجال التمريض والمساعدة الطبية، وإنما مجرد سكرتير ينحصر دوره في فتح الباب وترتيب المواعيد، رغم أن المساعد من المفروض أن يكون مكونا ويعرف كيف يتعامل مع المريض ويفرق بين الحالات المستعجلة ونصف المستعجلة وغير المستعجلة، ما يجعله ينتبه إلى ضرورة إدخال مريض قبل الآخر ويدرك متى يُسمح بتأجيل موعد المعاينة، كما يمكنه حتى مساعدة الطبيب في تقديم طلبيات المواد الطبية وأيضا حفظها وتعقيم التجهيزات، وهي كلها مهام تأخذ الكثير من وقت الطبيب. 

والملاحظ أن أغلب الأطباء الخواص يعتمدون على أشخاص الكثير منهم لا يمتلك حتى مستوى الثالثة ثانوي، فالمهم بالنسبة لهم هو أن يكون المساعد يجيد الكتابة والقراءة لكي يكون قادرا على تدوين أسماء المرضى والمواعيد، ولا يضرّ إن كان لا يفهم شيئا في الطب، فالأهم هو أن يكون حاضرا بشكل يومي وطيلة ساعات الدوام لتسهيل دخول المرضى وترتيب مواعيدهم وفقط. 

وبالمقابل، دائما ما يشتكي المرضى من الاستعانة بأشخاص غير مؤهلين في العيادات الخاصة، حيث كثيرا ما لا يفرقون بين الحالات المستعجلة وغير المستعجلة، ولا يحسن الكثيرون التصرف في الحالات الطارئة، ويعجزون حتى عن قياس ضغط الدم أو تقديم الإسعافات الأولية.

وهو الوضع الذي يعترف به الأطباء ويرجعونه إلى العجز المسجل في عدد الحائزين على شهادة مساعد طبي أو المهن القريبة منه، وعدم تكوين العدد الكافي من المناصب الخاصة بهذه الفئة في معاهد شبه الطبي، مثلما هو معمول به في العديد من دول العالم.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن