الوطن

"النظافة" لإنجاح موسم الاصطياف !!

عبر حملات شاركت فيها سلطات محلية وجمعيات ومواطنون

عرفت، أمس، الحملة الوطنية لتنظيف الفضاءات العمومية والشواطئ عبر ولايات الوطن بمناسبة موسم الاصطياف، استجابة في العديد من الولايات التي بادرت فيها السلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني وحتى المواطنون لتنظيف المحيط ورفع النفايات وتحسين المحيط، في عمل تطوعي يحمل رسالة تحسيسية بضرورة الاهتمام أكثر بالمحيط ونظافته، خاصة ونحن في فصل الصيف.

جاءت هذه الحملة بتنظيم من وزارة الداخلية والجماعات المحلية بهدف تنظيف الفضاءات العمومية عبر جميع ولايات الوطن بمناسبة موسم الاصطياف 2018، بغية "توفير الإطار الأنسب لراحة واستجمام المواطنين خلال هذه الفترة المميزة من السنة". وحسب الوزارة، فإن الحملة شملت إضافة إلى الشواطئ بالنسبة للولايات الساحلية، الأماكن والساحات العمومية، المساحات الخضراء، أماكن الراحة بالفضاءات الغابية والأحياء، وذلك بمشاركة الجماعات المحلية وجميع أطياف المجتمع المدني والجمعيات الشبانية الفاعلة. وتندرج المبادرة في سياق توصيات اللجنة الوطنية متعددة القطاعات للتحضير لموسم الاصطياف، وهي تهدف، بالإضافة إلى إزالة كل مظاهر التلوث البيئي التي يمكن أن تسبب خطرا على سلامة وصحة المواطن خلال موسم الاصطياف، إلى تدعيم مساعي السلطات العمومية الرامية إلى نشر قيم المواطنة والحس المدني، لاسيما لدى الفئات الشابة وكذا تحسيس مختلف الفاعلين بضرورة تضافر الجهود للحفاظ على نظافة المحيط".

 

حملات لحث العاصميين على احترام مواعيد رمي القمامة

 

وبالعاصمة شهدت العديد من الأحياء، أمس، بمشاركة من السلطات المحلية وعدد من الجمعيات وحتى مواطنين، حملة نظافة "واسعة" وذلك بهدف تكثيف الجهود لتحسين المنظر العام والاهتمام بالمحيط داخل المدينة وعبر أحيائها. ومست الحملة مختلف أحياء العاصمة على غرار أول ماي والعربي بن مهيدي وساحة الشهداء وباب الوادي، ولقيت المبادرة استحسان المواطنين الذين دعوا السلطات المحلية إلى التكرار الدوري لهذا العمل الجماعي مع التركيز على الجانب التحسيسي من أجل حث العائلات على ضرورة تنظيم واحترام وقت رمي النفايات، وأهمية حفاظ المواطنين على مكتسبات الأحياء التي تم ترميمها وإعادة تهيئتها عبر العديد من بلديات العاصمة مؤخرا.

 

عنابة ترفع تحدي أنظف ولاية ساحلية في 2018

 

وبولاية عنابة تتواصل حملات تنظيف أحياء الولاية في إطار مشروع يهدف لتحويل هذه الأخيرة لأنظف ولاية في الجزائر خلال 2018، حيث تم تنظيف العديد من الأحياء والبلديات مؤخرا بمشاركة السلطات المحلية والمؤسسات المعنية بالبيئة، منها مركز الردم التقني ومؤسسة عنابة نظيفة والجزائر البيضاء، إلى جانب مشاركة الجمعيات الفاعلة في المجال البيئي، حيث تم تسخير عتاد وتجهيزات لجمع ورفع ونقل النفايات إلى مركز الردم التقني للنفايات، وتتم عمليات التنظيف بإشراف والي الولاية محمد سلماني الذي أكد في العديد من التصريحات بأن عملية إعادة تأهيل المحيط استدعت إحصاء النقاط السوداء وتسخير مختلف الفاعلين، مشيرا أن عمليات التنظيف والمحافظة على المحيط ستتواصل بصفة دورية لتشمل مجموع بلديات الولاية، داعيا إلى ضرورة تجاوب السكان وإسهامهم في هذا الجهد الذي يهم الحياة الجماعية لكل المواطنين، ويهدف إلى تحقيق بيئة نظيفة ومحيط راق بعنابة. وقد مكنت عمليات التنظيف من جمع كميات هامة من النفايات المنزلية، وأخرى كانت مرمية على حواف الطرقات تتمثل أساسا في قارورات مختلف أنواع المشروبات وبقايا مواد غذائية ونفايات صلبة أخرى. وتظهر صور تم تداولها أمس بمواقع التواصل الاجتماعي بعد الانتهاء من حملات التنظيف في عدد من البلديات، تغييرا جذريا في المحيط في ولاية عنابة، حيث نجحت الحملات في هذه البلديات في إعطاء صورة مغايرة للمحيط.

 

عمليات تنظيف واسعة وحملات تحسيسية بالمدية 

 

وبالمدية باشرت مصالح الولاية، في اليومين الماضيين، عملية واسعة لنزع الأعشاب الضارة من المقابر ووسط التجمعات، ونظّمت كل من مديرية البيئة والمؤسسة العمومية لتسيير الردم التقني ودار البيئة لقاء تحسيسيا بمشاركة ممثلي المجتمع المدني بهدف إشراك الجمعيات في ميدان بيئة نظيفة، على اعتبار أنها تعتبر شريكا فعليا في إثراء المخططات والبرامج الخاصة بنظافة المحيط. وسجلت مديرية البيئة انشغالات رؤساء الأحياء المتمثلة في انعدام نقاط جمع النفايات، الرمي العشوائي لسكان بعض الأحياء، وهي الظاهرة التي من شأنها أن تعمل على تعكير وجه عاصمة الولاية. 

 

تدهور شواطئ جيجل يحرك الجمعيات والسلطات المحلية

 

من جانب آخر، أطلقت العديد من الجمعيات البيئية بولاية جيجل بالتنسيق مع شركاء القطاع والفاعلين في الحركة الجمعوية حملة نظافة واسعة ستشمل عدة شواطئ في الولاية. وقد جاء تحرك الجهات المعنية هذا والاستجابة لحملة التنظيف المبرمجة من طرف وزارة الداخلية، على خلفية اتساخ المحيط الساحلي إلى جانب الرمي العشوائي للقاذورات والأوساخ، وهو ما ساهم في انتشار الروائح والقاذورات التي ساهمت بنسبة كبيرة في عزوف المصطافين. وحسب الجمعيات المشاركة في لحملة، فإن هذه الأخيرة ستساعد على تعزيز الثقافة البيئية وسط المصطافين والزوار للحفاظ على بيئة نظيفة، وكذا ترسيخ ثقافة البيئة لدى الأطفال. ولإنجاح الحملة، جندت الجمعية ومديرية البيئة كل الوسائل المادية والبشرية، كما سخرت بلدية جيجل العتاد اللازم من شاحنات وجرارات، إضافة إلى العمال، كما تم توزيع آلاف الأكياس لجمع النفايات للمساهمة في الحفاظ على شواطئ نظيفة. وعلى صعيد آخر، ساهم سكان المناطق الساحلية في توسيع نشاط الحملة، حيث تم تطهير الأقبية ونقاط تجميع المياه القذرة، وذلك لمحاربة الانتشار الواسع للناموس والحشرات السامة، والتي تعتبر هي الأخرى هاجسا طالما أرق المصطافين وكذلك زوار مدينة جيجل.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن