الوطن

أنفلونزا "الصيف" تحدث طوارئ بالمستشفيات والعيادات الخاصة

أعراضها خطيرة وتتطلب تدخلا دوائيا للشفاء منها

بقاط: أنفلونزا الصيف أكثر خطورة لأنها تتشكل في بيئة غير طبيعية

 

شهدت المستشفيات، هذه الأيام، توافدا غير مسبوق لجزائريين أصيبوا بأنفلونزا صيف حادة، فعلى غير العادة تستقبل المستشفيات يوميا مئات الحالات لمرضى يعانون من الأنفلونزا ونزلات البرد الحادة رغم الحرارة المرتفعة المسجلة عبر مختلف ولايات الوطن، وهو ما جعل الأطباء يحذرون المواطنين من خطورة الأنفلونزا الصيفية، داعين إلى اتخاذ جملة من الاحتياطات لتجنبها.

 

عرفت المستشفيات والعيادات الخاصة وحتى الصيدليات، في الفترة الأخيرة، توافدا قياسيا يوميا للجزائريين الباحثين عن علاج لأنفلونزا حادة ونزلات برد والتهاب للوزتين، في عز فصل الصيف. والملاحظ، حسب عدد من المرضى تحدثت معهم "الرائد"، أن هذه الأنفلونزا بطيئة الشفاء، حيث تستدعي تدخلا دوائيا، بل أن هناك من المرضى من اضطروا للبقاء في الفراش لأيام بسبب حدة الأنفلونزا وبطء شفائها. وقد حذر الأطباء من خطر وتعقيد أنفلونزا الصيف التي تعد أكثر خطورة من أنفلونزا الشتاء، حيث تتطور هذه الأخيرة في ظروف ليست عادية، ما يجعلها أكثر حدة من الأنفلونزا المعروفة، خاصة أن الأشخاص الذين يصابون بها معظمهم يكونون غير ملقحين، باعتبار أن فترة اللقاح ضد الأنفلونزا تمتد خلال فصل الشتاء فقط، ما يعني أن أعراض هذه الأخيرة تكون أكثر حدة وتعقيدا، ما يجعلها بطيئة الشفاء وتتطلب تدخلا دوائيا.

 

بقاط: أنفلونزا الصيف أكثر خطورة لأنها تتشكل في بيئة غير طبيعية

 

وفي هذا الصدد، كشف رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بركاني بقاط، أمس، استقبال مصالح الاستعجالات والطب العام في المستشفيات يوميا لمئات الحالات للإصابة بأنفلونزا صيفية حادة وكذا نزلات برد معقدة الأعراض، مضيفا أن الإصابة بالأنفلونزا صيفا أمر غير عادي، خصوصاً مع ارتفاع درجة الحرارة.

 وقال بقاط في تصريحات لـ"الرائد" أن فيروس الأنفلونزا يصيب الأشخاص صيفا من خلال التعرّض لجو بارد ثم إلى جو حار، والعكس صحيح، لذلك فإن ارتفاع درجة الحرارة وإصابة الشخص بالتعرق وبعدها الجلوس في غرف مبرّدة جراء التكييف لفترات طويلة، يساعد على الإصابة بالبرد، والعكس صحيح الجلوس في المنزل مع التكييف وبعدها الخروج لأجواء حارة قد يؤدي أيضا للإصابة بفيروس الأنفلونزا. 

من جانب آخر، قال بقاط أنه يجب التفريق بين نزلات البرد التي قد تصيب الفرد على مدار العام والأنفلونزا التي لديها مواسم محددة، مشيرا أن هناك تشابها كبيرا بين المرضين، ولكن أنفلونزا الصيف لها بعض الأعراض الخاصة بها التي تستطيع أن تفرق بينها وبين نزلة البرد الطبيعية. وعن هذه الأعراض، قال بقاط أن أنفلونزا الصيف دوما ما تأتي مصاحبة بالصداع الحاد وتؤدي للشعور بالإجهاد المستمر وعدم القدرة على التحرك، كما تسبب في العطس والكحة واحتقان الحلق. 

وبالنسبة لارتفاع درجة الحرارة، أكد بقاط أنه عندما يتعلق الأمر بارتفاع طبيعي يكون العرض خاصا بنزلة برد، لكن أن يتجاوز ارتفاع درجة الحرارة الـ39 درجة فإن هذا الارتفاع سببه أنفلونزا حادة، مشيرا أن الأنفلونزا الحالية معقدة وتحتاج لتدخل علاجي، لذلك فقد دعا بقاط الجزائريين للتوجه إلى المستشفيات والعيادات في حال إصابتهم بالأعراض المذكورة، ليشير أن الوقاية تبقى الأهم، حيث نصح بقاط المواطنين بأخذ بعض الاحتياطات لتجنب الأنفلونزا، منها عدم إغلاق الغرف المبرّدة والمكيّفة، ووضع الحرارة بطريقة تلائم الجو الخارجي لا أن تكون منخفضة جداً، وتهوية الغرف من أجل تعديل درجات الحرارة، مضيفا أن الأطفال والأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة وكذا الحوامل هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأنفلونزا.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن