الوطن

نشر النتائج عبر الأنترنت يؤدي أحيانا إلى انتحارات وسط النجباء الراسبين

تحذيرات من التباهي بنتائج الناجحين

وجه رئيس مصلحة الأمراض العقلية لدى الأطفال بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة بالشراڤة بالعاصمة، الأستاذ عبد المجيد ثابتي، تحذيرات للأولياء من عواقب آثار التباهي بعرض نتائج الامتحانات الوطنية للتلاميذ الناجحين على شبكات التواصل الاجتماعي، وأثرها السلبي على نفسيات زملائهم الراسبين، خاصة النجباء، والتي يؤدي بعضها إلى حالات انتحار.

وحسب ذات المتحدث، فإن "العمل بالتكنولوجيات الحديثة في المجال التربوي ساهم في تنمية قدرات التلاميذ وتحسين مستواهم، إلا أن استعمال شبكات التواصل للإعلان عن نتائج الامتحانات الوطنية على غرار السنة الـ 5 ابتدائي والـ 4 متوسط والبكالوريا "قد يعرض بعض التلاميذ، لاسيما ذوي الشخصيات الهشة أو الذين يعانون من بعض الاضطرابات النفسية والعاطفية، إلى صدمات قد تصل إلى محاولة الانتحار حتى وإن كانوا تلاميذ نجباء".

وحسب ثابتي فإنه "إذا كانت بعض مجالات التطور فرضت نفسها"، فإن الأستاذ ثابتي يفضل "العودة إلى النظام القديم في مجال الإعلان عن نتائج الامتحانات الوطنية على مستوى المؤسسات التربوية، حيث غالبا ما يرافق الأولياء أبناءهم للاطلاع على هذه النتائج مهما كانت، إيجابية أو سلبية، ما يحميهم من الصدمات النفسية ومحاولة بعضهم الانتحار".

وتأسف في هذا الصدد من لجوء بعض الأولياء لعرض نقاط أبنائهم الناجحين على شبكات التواصل الاجتماعي، ما يعرض بعض الراسبين من هذه الفئة إلى "صدمات نفسية قد تؤدي بهم إلى محاولة الانتحار هروبا من مواجهة نظرة الآخرين إليهم كفاشلين"، مشددا في هذا الإطار على أن تكون "الفرحة متقاسمة بين أفراد الأسرة لا غير".

ودعا الأولياء لضرورة التكفل بأبنائهم لاسيما فئة المراهقين وعدم الضغط عليهم والشرح لهم بأن الفشل مرة قد يكون "تعثرا وسببا في الدفع نحو نجاح دائم"، مشيرا على الخصوص إلى تلاميذ السنة الـ 3 الثانوي المعنيين باجتياز شهادة البكالوريا باعتبارهم "شريحة عمر في سن مراهقة حساسة تستدعي المرافقة والمراقبة عن بعد" لوقايتها من الأخطار التي قد تتعرض لها جراء الفشل في الدراسة.

وذكر على سبيل المثال في هذا الإطار بفئة التلاميذ الذين يتحصلون على مدار السنة على نقاط جيدة، وإذ بهم يصابون "بخيبة أمل" في امتحان مصيري كالبكالوريا قد تفقدهم حتى الأمل في الحياة.

كما أشار إلى بعض الحالات التي تعرضت إلى محاولة الانتحار وأخرى كانت حاملة لنفس الأفكار استفادت من تكفل طبي بالمؤسسة الاستشفائية للشراڤة خلال الأيام الأخيرة، وذلك نتيجة الضغوطات التي يعاني منها التلاميذ من طرف الأولياء بعد فشلهم في الدراسة، مؤكدا أن بعض الحالات لجأت إلى استهلاك المخدرات ما زاد في تعقيد المشكل.

ونصح السلك التربوي بالعمل على الكشف منذ بداية السنة الدراسية عن التلاميذ الذين يعانون من بعض الصدمات النفسية أو المشاكل العائلية أو العاطفية التي قد تجعلهم أرضية خصبة لظواهر اجتماعية خطيرة جدا في مقدمتها محاولة الانتحار، مشيرا على سبيل المثال إلى فتح وحدة تتكفل بالفشل الدراسي بكل الأطوار على مستوى المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية والنفسية لدى الأطفال بالشراڤة.

وقال من جهته الأستاذ محمد ضيف الله، وهو بيداغوجي، أنه "لا يمكن التخلي عن استعمال التكنولوجيا في جميع المجالات، بينما يجب دراسة عرض كشوف نقاط نتائج الامتحانات الوطنية من الجانب الاجتماعي"، لأن الظاهرة "انتقلت من التحصيل العلمي إلى التباهي والمقارنة بالغير من قبل الأولياء، ما يشكل صدمة لدى التلاميذ الفاشلين في الدراسة وحتى لآبائهم في بعض الحالات".

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن