الوطن
هكذا تتحول "الوجبات" من سريعة إلى "قاتلة"!
خبيرة التغذية تنصح الجزائريين بتجنب محلات الفاست فود صيفا
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 جوان 2018
تصنف التسممات الغذائية في الجزائر، خاصة في فترة الصيف، في خانة المشاكل الصحية العمومية التي باتت تؤرق الحكومة والمواطن على حد سواء، حيث تحصد التسممات كل فصل صيف عشرات القتلى وهو ما يستدعي، حسب خبراء التغذية، الحيطة والحذر من طرف المستهلك، خاصة فيما تعلق بالمواد سريعة التلف والأكل السريع.
وفي هذا الصدد، أكدت الخبيرة في التغذية، نصيرة مداني، أمس، أن الوجبات الجاهزة تتصدر أهم أسباب التسممات الغذائية وسط الجزائريين حسب تحقيقات طبية بنسبة 40 بالمائة، إضافة إلى اللحوم التي تكون غير صالحة للاستهلاك بنسبة 34 بالمائة، مقابل 18 بالمائة من التسممات بسبب استهلاك الحليب ومشتقاته من مثلجات ومرطبات و"ياوورت" وأجبان، معتبرة أن إصرار أصحاب المحلات التجارية على عدم الأخذ بعين الاعتبار شروط النظافة ومقاييس حفظ المواد الغذائية خصوصا شديدة التلف، إلى جانب الانعدام شبه الكلي للرقابة، هي كلها عوامل ساهمت في انتشار حالات التسممات الغذائية أثناء فترة الصيف، بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تتطلب مقاييس صارمة لا يمكن تجاوزها في عرض مختلف المنتوجات الغذائية.
• هذه الأطعمة الأكثر تسببا للتسمم "صيفا"
وقالت مداني أن الأغذية المكشوفة وبعض أنواع أغذية الأطفال كأكياس الشيبس والشكولاتة تعتبر من أكثر الأغذية تعرضا للفساد خلال درجات الحرارة العالية، حيث تفقد الكثير من زمن صلاحيتها عند التعرض للحرارة العالية، خصوصاً مع سوء التخزين، محذرة أيضا من المايونيز الذي يستخدم مع مختلف أنواع الوجبات السريعة، حيث قالت الخبيرة أن خطورة المايونيز تكمن في أنه يحضر من البيض النيئ والزيوت، ويكون بذلك قابلا للفساد خلال وقت قصير جدا إذا تعرض للحرارة.
من جهة أخرى، أكدت مداني أن اللحوم والأسماك والحليب ومشتقاته ومشروبات العصير تندرج أيضا ضمن قائمة الأغذية المعرضة للفساد عند تعرضها للهواء الخارجي بما يحتويه من جراثيم وميكروبات وغيرها أكثر من 12 ساعة، تضاف إليها الفواكه والخضروات التي تظهر عليها علامة البكتيريا، والأطعمة التي يتم إخراجها من الثلاجة لفترات طويلة دون استهلاكها، مضيفة أن الأغذية المعلبة الفاسدة لا تقل خطورة عن غيرها من المواد الغذائية، لذلك لابد من ضرورة الاهتمام والتأكد من مدة صلاحية المعلبات، مع ملاحظة أية علامات تدل على فسادها، كالانتفاخات الظاهرة على العبوات أو وجود الصدأ داخلها.
وفي السياق ذاته، أكدت خبيرة التغذية أن فئات الأطفال والمسنين وكذا أصحاب الأمراض المزمنة هم الأكثر تعرضا لحالات التسممات الغذائية، بسبب هشاشة جهاز المناعة لديهم، وهو ما يتطلب، حسبها، ضرورة إعطاء عناية مركزة لهم، من خلال السهر على مراقبة كل ما يستهلكونه، خاصة الحليب بالنسبة للأطفال، داعية إلى ضرورة تدعيم آليات الرقابة، وتشديد الإجراءات العقابية، بما يلزم منتجي المواد الغذائية وكذا بائعيها على احترام شروط النظافة ومقاييس حفظ تلك المواد، إلى جانب تحلي المستهلك بالوعي.
س. زموش