الوطن
داء "الليشمانيوز" يضرب من بجاية
يعد قاتلا وينتقل من الكلاب الضالة والجرذان للإنسان
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 جوان 2018
ظهرت في عدد من بلديات ولاية بجاية مؤخرا حالات للإصابة بداء الليشمانيوز، وهو ما اضطر الأميار في عدد من البلديات لدعوة السكان لأخذ الحيطة والحذر والالتزام بتدابير نظافة خاصة لمحاربة هذا الداء الذي يعد مصدره الأول الحيوانات الضالة وسوء نظافة المحيط.
وحسب إعلان لرئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بني معوش ببجاية، فإن الداء ظهر في البلدية، ما استدعى إعلام مصلحة النظافة بهذه الأخيرة السكان بضرورة أخذ الحيطة والحذر، من خلال تدابير وقائية تتعلق بضرورة تنظيف محيط المنازل المتواجدة في دائرة البلدية. وينتشر مرض الليشمانيوز بسبب الحرارة وقلة النظافة، حيث يتم انتقال هذا المرض الخطير إلى الإنسان انطلاقا من الكلب غالبا، ونادرا من الإنسان إلى الإنسان، وهذا عبر ناموس ''الفليبوتوم'' الذي يكون محملا بالجرثوم المسبب للداء بعدما يلسع الكلب المصاب أو الإنسان المصاب، وتشير إحصائيات لوزارة الصحة لأرقام مخيفة حول عدد المصابين بالأمراض المتنقلة عبر الحيوانات الضالة، منها آلاف الإصابات بداء الليشمانيوز بسبب تحول الأزقة والشوارع إلى مرتع للكلاب المتشردة والقطط الضالة التي أصبحت تشكل خطرا على صحة المواطن، في ظل عجز السلطات المحلية عن إحكام قبضتها على التكاثر المريب لتلك الحيوانات التي أضحت تغزو شوارعنا ليس ليلا فقط، بل حتى في وضح النهار، حيث تسجل مختلف المؤسسات الاستشفائية أزيد من 100 عضة يوميا، أي ما يفوق 45 ألف عضة سنويا، وهي الحالات المصرح بها، فيما يفضل ضعف هذا العدد عدم التنقل إلى المراكز الصحية للحصول على اللقاح، ويبلغ عدد المصابين بالليشمانيوز الجلدية المتنقلة عبر الجرذان والكلاب 5376 إصابة سنويا وتمس مختلف الفئات العمرية.
وتنتشر العدوى، حسب الأطباء، عن طريق بعوضة تنقل الجرثومة من الجرذ أو الكلب إلى الإنسان عند لدغه. ويرى الأطباء أن الارتفاع المسجل في الإصابة بهذا الداء مقترن بالتكاثر الكبير للحيوانات الضالة، لاسيما الكلاب منها، حيث أصبحت تغزو الشوارع والأحياء، خصوصا في النهار، ما يجعلنا جميعا عرضة لهجوم في أي وقت من تلك الحيوانات، إضافة إلى عدم احترام مربي الحيوانات الأليفة للقانون الخاص بطرق الاعتناء بالحيوان، وعدم قيامهم بتلقيح الكلاب والقطط بصفة دورية، زيادة على تركهم لها تجوب الشوارع حيث تحمل هناك شتى أنواع الميكروبات والفيروسات، وهو ما يفسر ارتفاع عدد الإصابات بالليشمانيوز الذي يتطلب علاجه تدخلا استعجاليا.
ويرى المختصون أن الحل يكمن في تضافر جميع الجهود في كافة القطاعات من أجل القضاء النهائي على مشكل الحيوانات الضالة، ناهيك عن إرغام مربي الكلاب في المنازل على التلقيح الدوري لحيواناتهم، لاسيما الكلاب منها لتفادي الإصابة بأي فيروس من شأنه الانتقال إليهم من خلال الاحتكاك بالحيوان، مشددين على أهمية وعي المواطن بخطورة التقرب من أي حيوان ضال، ضمن أيام توعوية وتحسيسية، لاسيما في المناطق النائية.
س. زموش