الوطن

تواطؤ بين الناقلين الخواص ومطاعم الطرقات السريعة لابتزاز المسافرين ؟!

إما التوقف عند مطاعم تربطهم معهم صفقات مشبوهة أو عدم التوقف من أساسه

يشتكي المسافرون عبر الخطوط الطويلة من ابتزاز يمارس ضدهم من طرف الناقلين الخواص، حيث يتوقف هؤلاء الناقلون عند مطاعم ومحلات أكل سريع يختاروها باتفاق مسبق مع أصحابها، ويجبرون المسافرين على النزول وتناول وجبات بأسعار خيالية لا تخضع لأدنى شروط نظافة، وهي الممارسات التي حذرت منها جمعيات حماية المستهلك أكثر من مرة.

ودائما ما يشتكي المسافرون عبر الخطوط الطويلة من عمليات ابتزاز ومساومة يتعرضون لها من طرف الناقلين الخواص، فإما التوقف عند مطاعم تربطهم معهم صفقات مشبوهة أو عدم التوقف من أساسه، حيث بات الناقلون يستفيدون من هذه الصفقات على حساب المسافر الذي يدفع ثلاثة أضعاف سعر الوجبة، في حين يستفيد الناقل من وجبات مجانية وحتى مزايا أخرى كالتبغ والفواكه. ويؤكد أغلب المسافرين الذين يقومون برحلات طويلة أن غالبية المطاعم التي يتوقف عندها السائقون، تتعمّد رفع أسعارها عندما يتعلق الأمر بالمسافرين عبر الحافلات، فالطبق الذي يقدر ثمنه مثلا بـ150 دج، يحتسب للمسافر النازل من الحافلة بـ250 دج، كما يقدمون له أطباقا إضافية لم يطلبها على غرار السلطة، ويطلبون ثمنها، ومقابل هذه الأرباح التي يجنيها صاحب المطعم، يستفيد السائق الذي يؤمّن أكثر من 50 زبونا دفعة واحدة من مزايا عديدة، فزيادة على تناوله الطعام الذي يشتهيه ومجانا، فإن بعض السائقين يطلبون عند انتهائهم من الأكل، كيسا مليئا بالفاكهة، وقارورتي ماء وعصير وحتى التبغ، وهي ممارسات باتت تتكرر بشكل يومي حتى تحول الأمر لظاهرة يصعب ردعها. 

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الاتحاد الوطني للناقلين الخواص، عبد القادر بوشريط، في تصريح لـ"الرائد" أن مثل هذه التصرفات مرفوضة تماما، مشيرا أنه لا يمكن أن يجبر سائق الحافلة المسافرين على النزول في مطعم يرفضونه، كما لا يوجد قانون أو مادة في دفتر الشروط تسمح للسّائق بإجبار المسافر على ذلك، مضيفا أن المسافرين عليهم معرفة حقوقهم وعليهم التبليغ ضد هذه الممارسات. 

وأكد بوشريط أن السائق يستفيد من منحة الأكل من طرف رب عمله، وإذا سمح له صاحب المطعم بالأكل المجاني فهذا أمر يخص السائق نفسه وصاحب المطعم، ولكن على المسافرين الذين يتعرضون للتهديد أو الابتزاز من طرف السائق أن يقدموا شكاوى لاتحادية الناقلين أو مديريات النقل لردع المتورطين. 

وقال بوشريط أن الظاهرة تخص بعض الخطوط فقط، فخطوط المناطق الغربية لا تعرف مثل هذه الظواهر، لوجود نقاط توقف معلومة للسائقين، بينما تكثر الظاهرة على خطوط الجهة الشرقية، مشيرا أن المسافر الذي تعرض لابتزاز عليه أن يأخذ رقم الحافلة ليقدم شكوى، متأسفا من كون الكثير من المسافرين يمتنعون عن إيداع شكاوى بالسائقين المخالفين، تحت مبررات، وهو ما جعل الظاهرة تستمر دون وجود رادع.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن