الوطن

العاصمة تنام ليلا وحتى نهارا في عز الصيف!

تجار يغلقون محلاتهم ليلا وفي فترة الظهيرة هروبا من الحرارة المرتفعة

صويلح: لا يوجد أي قانون يجبر التاجر على أوقات عمل معينة ونظام المداومة هو الحل

لالماس: "الذهنيات" هي التي تقف في وجه مشروع "العاصمة لا تنام"

 

عادت الحركة التجارية في العديد من بلديات العاصمة لركودها بمجرد انقضاء شهر رمضان، فعدا بعض البلديات والمناطق التي تفتح أبوابها للمواطنين ليلا، تعيش باقي البلديات في حالة سبات رغم أننا في عز الصيف وموسم من المفروض أنه سياحي بامتياز، وهو ما يؤكد فشل مساعي العاصمة لا تنام، حيث باتت هذه الأخيرة تنام ليلا وأحيانا حتى نهارا خاصة عند تسجيل درجات حرارة مرتفعة، حيث يغلق التجار محلاتهم في العديد من البلديات في أوقات الذروة.

 

محلات تغلق من الواحدة ظهرا حتى الخامسة مساء طيلة الصيف

 

والملاحظ في الصيف كما في الشتاء، أن العاصمة لاتزال تخلد للنوم باكرا، عكس باقي العواصم الأخرى التي تدب فيها الحياة بشكل كبير خلال الليل، فبمجرد انقضاء شهر رمضان عادت الأوضاع لما كانت عليه في العديد من البلديات التي تغلق فيها المحلات التجارية في وقت لا يزيد عن منتصف الليل، بل أن هناك بعض البلديات التي أصبح التحدي فيها هي إحياؤها نهارا خاصة عند تسجيل درجات حرارة مرتفعة، حيث يفضل أغلب التجار غلق محلاتهم في الفترة الممتدة من الواحدة ظهرا حتى الخامسة مساء تجنبا لوقت الذروة في درجات الحرارة، وتتأخر الكثير من المحلات في الفتح إلى ما بعد بداية ساعات العمل الإدارية، في ظل غياب قانون أو تعليمة تحدد أوقات العمل وتجبر الالتزام بها، وهو ما جعل هؤلاء التجار يعملون حسب أهوائهم، ما يثير الكثير من علامات الاستفهام.

 

صويلح: لا يوجد أي قانون يجبر التاجر على أوقات عمل معينة ونظام المداومة هو الحل

 

وفي هذا الصدد، أكد رئيس اتحاد التجار والحرفيين، صالح صويلح، أمس، لـ"الرائد"، أن مشروع العاصمة لا تنام فشل بكل المقاييس بدليل حالة الركود الذي يعرفه النشاط التجاري رغم أننا في موسم الاصطياف. وقال صويلح أنه لولا بعض البلديات التي تنقذ الوضع وأصبحت تفتح محلاتها لوقت متأخر لكان الجزائريون ناموا قبل منتصف الليل صيفا، مشيرا أنه لا يمكن أن نقيس على هذه البلديات لأن نشاطهم تجاري محض. 

من جانب آخر أكد صويلح أن المشروع فشل لعدة أسباب منها ضعف استجابة التجار بالإضافة إلى بقاء بعض النقائص عالقة، كبقاء العديد من الأزقة والشوارع وسط العاصمة بدون إنارة تعيش في ظلام دامس يقابله انعدام الأمن، في الوقت الذي يعتبر النقل هو الآخر من أكثر المطالب لتمكين الساهرين من التجوال من وإلى الأماكن المقصودة. 

وعن ممارسات بعض التجار الذين باتوا يغلقون محلاتهم حتى في وقت الظهيرة هروبا من درجات الحرارة المرتفعة، اعترف صويلح بوجود كل هذه الممارسات، مشيرا أنه لا يوجد أي قانون يجبر التاجر على أوقات عمل معينة وهو ما جعل صويلح يقترح مرة أخرى قانونا لمداومة التجار ليلا وتحديد أوقات العمل نهارا مع فرض عقوبات للمخالفين.

 

لالماس: "الذهنيات" هي التي تقف في وجه مشروع "العاصمة لا تنام"

 

من جهته، أكد الخبير الاقتصادي إسماعيل لا لماس، في تصريح لـ "الرائد"، أن إنهاء الركود التجاري الذي تعرفه العاصمة ليلا على غرار باقي الولايات يحتاج إلى صبر ووقت طويل لإعادة بناء الذهنيات وتعويد الجزائري مرة أخرى على سلوكيات اجتماعية فقدها بمرور السنوات، مشيرا أن الأمر لا يتعلق فقط بتنفيذ أوامر وتعليمات بل بتوفير "خيارات واسعة" للمواطنين وكذا "تشجيع السياحة لإخراج العاصمة من سباتها المبكر، كما اقترح لالماس في إطار إعادة إحياء مشروع العاصمة لا تنام منح جملة من الامتيازات والتسهيلات لفائدة الملتزمين بالمشروع من التجار، كمنحهم تسهيلات جبائية وتخفيضات في فواتير الكهرباء وتوفير خدمات أمنية أكبر، بالإضافة إلى تحفيزات فيما يتعلق بالضمان الاجتماعي لفائدة التجار الذين يوظفون عمالا شبابا خلال فترات العمل اللّيلية.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن