الوطن

دعوات لطرح أسئلة الباك شفويا مستقبلا لمنع الغش

"قطع الأنترنت" لقي ترحيب الأولياء وأثار انتقاد مختصي المعلوماتية

ثمنت رئيسة الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، قرارات وزارة التربية الوطنية باللجوء إلى قطع الأنترنت لإحباط محاولات الغش الجماعية خلال امتحانات البكالوريا، أو تسريب المواضيع عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

أكدت رئيسة الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، جميلة خيار، أنه "للضرورة تم قطع خدمة الأنترنت خلال الساعة الأولى من كل امتحان" لتفادي سيناريوهات السنتين الماضيتين.

ودعت جميلة خيار أولياء التلاميذ إلى غرس روح المثابرة والاعتماد على النفس لدى الأبناء، مشددة على ضرورة تجند الجميع لمحاربة الغش الذي لا يمت بصلة إلى تقاليد الجزائريين وثقافتهم.

بدوره اعتبر إيهاب تيكور، مختص في المعلوماتية، أن الغش ظاهرة عالمية وقطع الأنترنت لمحاربة الغش في البكالوريا "حل سهل لا يخدم المطلوب منه"، مشيرا إلى أن الجزائر البلد الوحيد الذي يتخذ مثل هذا القرار، داعيا إلى ضرورة "إيجاد حلول أكثر جدية بطريقة تسمح بعدم المساس بأشخاص آخرين غير معنيين بالبكالوريا".

وتلقت وزيرة التربية، نورية بن غبريت، عدة انتقادات من قبل مختصي المعلوماتية، حيث اعتبروا أن قطع الأنترنت ليس بالحل، مؤكدين أنه من الضروري فتح نقاش وطني من الآن للنظر في كيفية البحث عن طرق بديلة لحماية البكالوريا من الغش ومن التسريبات، على غرار طريقة إضافة أسئلة شفوية في هذا الامتحان، مع طرح أسئلة تعتمد فقط على الفهم وليس الحفظ.

يأتي هذا فيما استحسن عدد من المترشحين لامتحان البكالوريا وأوليائهم قطع خدمة الأنترنت خلال الساعة الأولى من كل امتحان، مؤكدين أن هذا القرار سمح بالتقليل من القلق لدى المترشحين ومن مخاوف الأولياء.

وثمن الأولياء عبر عدد من مركز الامتحان بالجزائر العاصمة، خلال اليومين الأولين من هذا الامتحان، هذا القرار الذي وضع حدّا، كما قالوا، لبعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين يقومون بنشر مواضيع مغلوطة على أساس أنها مواضيع البكالوريا خلال فترة الامتحان، تؤثر سلبا على المترشحين وتقلص من درجة التركيز لديهم وتزيد من مخاوفهم.

فبثانوية روشاي بوعلام (بلوزداد) أشادت التلميذة ياسمين (علوم تجريبية) بقطع الأنترنت، مؤكدة أنه سمح بتجنيب التلاميذ القلق والارتباك الذي عانى منه التلاميذ الذين اجتازوا هذا الامتحان في سنوات 2016 و2017، ليواصل زميلها محمد أمين الذي يجتاز البكالوريا للمرة الثانية في نفس الشعبة قائلا أن قطع الأنترنت "أمر إيجابي" لأنه سمح بخلق جو من الهدوء في قاعات الامتحان وجنب حالة عدم الاستقرار النفسي الذي عايشه الزملاء في السنتين الأخيرتين، مذكرا بدورة استثنائية في 2016 وما كان لها من أثر على المترشحين.

بدورها، أمال التي تقدمت لامتحان البكالوريا شعبة اللغات الأجنبية بثانوية الإدريسي بساحة أول ماي، أكدت أن قطع خدمة الأنترنت "لم يؤثر" على أداء التلاميذ، لاسيما المجتهدين منهم الذين وضعوا نصب أعينهم المثابرة والاعتماد على النفس لتحقيق النجاح.

بدورها، عبرت رميساء التي تقدمت هي الأخرى للبكالوريا في شعبة اللغات الأجنبية عن تفاؤلها وارتياحها للتنظيم المحكم الذي ميز امتحان البكالوريا هذه السنة، مؤكدة أن قطع الأنترنت لم يؤثر على المترشحين.

من جانبهما، آية وبلقيس (أحرار) اعتبرتا أن قطع الأنترنت في وقت الامتحان "مقبول غير أنه مرفوض في حالة قطعه في وقت المراجعة، لأن المترشحين الأحرار يحتاجون لخدمة الأنترنت في مراجعة الدروس"، وهو ما ذهب إليه خير الدين الذي يرى أن "قطع الأنترنت لا يطرح أي مشكل والمهم هو أن تكون مواضيع الامتحان في متناول الجميع".

وفي ذات الموضوع، اعتبرت والدة التلميذ محمد أمين أن قطع الأنترنت خلال الساعة الأولى من كل امتحان "أمر إيجابي" وسمح بالتخفيف من الارتباك والقلق لدى التلاميذ، مشيرة أنها بادرت بغلق الأنترنت في البيت عشية الامتحان لتتفادى أي نشر للمواضيع يؤثر على ابنها وأصدقائه الذين تعمل على مساعدتهم على المراجعة يوميا باعتبارها أستاذة جامعية. 

للإشارة، كانت وزيرة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيا والرقمنة, هدى إيمان فرعون، قد أكدت مؤخرا أنه اتخذ قرار بقطع خدمة الأنترنت خلال ساعة واحدة في بداية كل امتحان قصد تفادي كل محاولة للغش في هذا الامتحان الوطني.

عثماني مريم
 

من نفس القسم الوطن