الوطن

أبو زيد يتخذ من الرهائن الفرنسيين "دروعا بشرية"

تمر اليوم سنتان على وقوعهم في قبضة عناصر من القاعدة

 


كشف أمس مسؤول أمني من النيجر أن الإرهابي أبو زيد المكنى بحميد السوفي أحد أذرع تنظيم القاعدة في الساحل الصحراوي يستعمل أربع رهائن فرنسيين يختطفهم منذ سنتين كدروع بشرية لحمايته من أي هجوم عسكري مباغت قد تشنه دول الجوار كموريتانيا بالتعاون مع فرنسا لتحرير المختطفين.

ولا يزال أربعة فرنسيين محتجزين رهائن بعد سنتين على خطفهم في النيجر، لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي احتل شمال مالي منذ خمسة أشهر ونصف بمساعدة حركات إسلامية مسلحة أخرى. وتواجه المفاوضات التي بدأت بعد عملية خطف أربعة موظفين في مجموعة اريفا الذرية الفرنسية في 16 سبتمبر 2010 بشمال النيجر، صعوبات شديدة.

المحتجزون هم دنيال لاريب وبيار لوغران ومارك فيري وتيري دول، وأكد مسؤول أمني في أحد بلدان الساحل أن "أكبر عائق في هذا الملف هو الموقف المتقلب لأبي زيد، قائد القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يحتجز الفرنسيين الأربعة". ويعتبر الجزائري أبو زيد، وهو أحد أخطر قيادي التنظيم، مسؤولا عن مقتل رهينتين غربيتين، في حين قضى حتفه قائده الجزائري نبيل مخلوفي المدعو نبيل أبو علقمة الذي كان ينسق عمليات القاعدة في شمال مالي، نهاية الاسبوع الماضي في حادث سير. وأضاف المسؤول الأمني أن "أبو زيد يبدو أحيانا مستعدا للتفاوض وأحيانا يغلق الأبواب وكأن الوقت يعمل في صالحه، دون أن ننسى أنه يستخدم الرهائن دروعا تفاديا لقصف قواعده".

غير أن الوضع في تطور، حيث أن بعد سقوط مدينة دوينتزا الاستراتيجية بوسط مالي قرب الشمال، في الأول من سبتمبر، وجهت السلطات الانتقالية في ذلك البلد دعوة رسمية الى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا تطلب فيها مساعدة على استعادة شمال مالي.

ويبدو ذلك بعيد المنال، لكنه قد يفسر إرادة الخاطفين ضمان درع بشري قبل أي تدخل عسكري. وتشهد المفاوضات صعوبات أخرى تتمثل في الفدية التي يطالب بها الخاطفون وهي مسألة ترفض الجهات الرسمية الخوض فيها، لكن قيل في مرحلة أولى إنها تبلغ مئة مليون يورو قبل أن تخفض قليلا حسبما أفاد مصدر قريب من الوساطة المالية. وألمح أحد الرهائن دنيال لاريب في الشريط الذي بث في الثامن من سبتمبر، الى الفدية، مشيرا الى أن الإفراج "قد يكون له ثمن غال يجب دفعه".

وأعلن ناطق باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وهي من الحركات التي تحتل شمال مالي، أن الحركة حصلت على فدية 15 مليون يورو في منتصف جويلية مقابل الإفراج عن ثلاث رهائن أوروبيين كانت تحتجزهم من أكتوبر 2011.

ويرى المراقبون أن كثرة شبكات الوساطة يزيد في تعقيد الملف. وأوضح الصحافي المالي تيغوم بوبيي مايغا المطلع على مسائل شمال مالي أن "تعدد الوسطاء يضر بالوساطة، ومرة أخرى في هذا الملف أن الخاطفين هم الذين يتحكمون في اللعبة، ولديهم أجندة يحرصون على تنفيذها". ومن جانبه أكد دبلوماسي معتمد في باماكو أن "الخاطفين هم أيضا رهائن الوضع، إنهم مضطرون، نظرا لقضايا استراتيجية، على السهر على صحة الرهائن الفرنسيين، إن احتمال وفاة الرهائن يجعل موقفهم هشا".

وقالت الأسر إن الرهائن بدوا في الشريط الاخير "متعبين وربما منهكين". وتفيد معلومات لفرانس برس من عدة وسطاء في المنطقة أن الرهائن محتجزون منفردين ويتم تغيير أماكن احتجازهم باستمرار تفاديا لأي عملية كومندوس للإفراج عنهم جميعا. وفي المجموع يحتجز تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي تسعة أوروبيين بينهم ستة فرنسيين في منطقة الساحل. وتساءلت أم إحدى الرهائن في منتصف أوت “ما الذي يعطل؟” التقدم في حل المشكل. واستقبل الرئيس فرنسوا هولاند الخميس الماضي في قصر الإيليزي عائلات الرهائن بعد أسبوع من بث الخاطفين شريط فيديو التقطت فيه صور الرهائن في 29 أوت حسب أحدهم.

محمد. ا

 

من نفس القسم الوطن