الوطن

الجزائريون يتجاهلون الفتاوى المستوردة ويحيون صلاة "التهجد"

مساجد الوطن تعرف إقبالا كبيرا هذه الأيام من رجال وحتى النساء

عية: صلاة التهجد تدخل في "النوافل" وليست بدعة

مختص في علم الاجتماع: الجزائريون واعون دينيا 

 

عرفت مساجد الوطن منذ بداية العشر الأواخر لرمضان إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين لأداء صلاة التهجد، حيث لم تؤثر الفتاوى المستوردة التي تعتبر هذه العبادة مجرد بدعة على "نية" العديد من الجزائريين الذين فضلوا استغلال العشر الأواخر من رمضان في قراءة القرآن والصلاة جماعة.

وقد شهدت مساجد الوطن إقبالا كبيرا من طرف المصلين لأداء صلاة التهجد، حيث أحيت العديد من بيوت الله هذه العبادة خلال العشر الأواخر لرمضان رغم الفتاوى الجاهزة والمستوردة، والتي تعتبر هذه الأخيرة بدعة، وسجلت صلاة التهجد بمختلف المساجد إقبالا كبيرا من طرف الرجال وحتى النساء، خاصة أن الفترة الليلية في رمضان لهذه السنة قصيرة بسبب فصل الصيف، لذلك فقد فضل العديد من الجزائريين استغلال هذا الوقت في العبادة.

 

عية: صلاة التهجد تدخل في "النوافل" وليست بدعة

 

وقد نفى أمس إمام المسجد الكبير، علي عية، أن تكون صلاة التهجد بدعة وعادة غريبة ولا يمكن الاستمرار فيها، مشيرا في تصريح لـ"الرائد" أن بعض الفتاوى الجاهزة والمستوردة والتي ليس لها أصل ومرجعية، تحاول كل مرة أن تشكك في الشعائر الدينية للجزائريين، وقال عية أن صلاة التهجد تدخل في إطار النوافل وتكون في العشر الأواخر من شهر رمضان لكن بضوابط،منها أن من يؤم المصلين في المساجد في آخر الليل يجب أن تكون قراءته بصوت مقبول وخافت ولا يستعمل المكبر بصوت مرتفع، وهذا لتفادي إزعاج الناس، وعلى المتوجهين إلى المساجد لأداء صلاة التهجد الحفاظ على وحدة الجماعة ووحدة المسجد وتفادي كل ما من شأنه تعكير جو العبادة والتفرغ لأمور لا علاقة لها بالدين.

واعتبر عية أن صلاة التهجد من النوافل وهي فضاء للأعمال والله يضاعف الأجر بها خلال شهر الصيام كما يضاعفه بالدعاء وقراءة القرآن، مضيفا أنه على المسلمين أن يجتهدوا في العشر الأواخر من شهر رمضان لما فيها من الخير والفضائل، والعشر الأواخر فيها ليلة القدر، معتبرا أن التهجد سنة نبوية، لقوله صلى الله عليه وسلم "عليكم بصلاة الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم" وقوله "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" والمراد بها التهجد. 

وفي السياق ذاته أشار عية أن الجزائريين كل مرة يثبتون أن معدنهم طيب، مثنيا على مئات المصلين الذين يملأون المساجد في صلاة التراويح وصلاة التهجد من رجال وحتى نساء.

 

سعدي: الإقبال المتزايد على صلاة التهجد يكشف عن نمو في الوعي الديني

 

من جهته، أكد أمس الأستاذ في علم الاجتماع، جمال سعدي، في تصريح لـ"الرائد"، أن مظاهر آلاف المصلين يؤدون صلاة التراويح في المساجد طيلة رمضان، ومئات منهم يقيمون الليل في صلاة التهجد، تكشف عن نمو في الوعي الديني في الجزائر والحفاظ على الشعائر الدينية من فرائض وحتى سنن، دون التأثر بالفتاوى المستوردة والجاهزة والتي تحاول زعزعة عقيدة الجزائريين ومرجعتيهم. 

وقال سعدي أن صلاة التهجد كانت في وقت مضى ممنوعة في المساجد بسبب الأوضاع الأمنية، لكن بمجرد أن تحسنت هذه الأخيرة عاد الجزائريون لإقامتها عبر مختلف ولايات الوطن، وبات الإقبال عليها كبيرا من رجال وحتى النساء، وهو ما يكشف عن اهتمام كبير من الجزائريين بالشعائر الدينية التي تعد الأساس في أي مجتمع لأنها منمية للأخلاق.

وأضاف سعدي أن بعض الفتاوى تثير التعصب بين الجزائريين وتحدث فتنة، معتبرا أن الفرد يجب أن يتبع فطرته ويحكم عقله في كل الأمور لأن "الحلال بيّن والحرام بيّن".

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن