الوطن

شوارع وطرقات تستفيد من الإنارة العمومية ليلا ونهارا؟!

في صورة تعكس حجم التبذير في الطاقة الذي تتورط فيه الجماعات المحلية

يعاكس واقع العديد من الشوارع والطرقات التي تضاء بها الإنارة العمومية ليلا ونهارا، في صورة تكشف عن تبذير كبير للطاقة، تصريحات وزير الداخلية بدوي الذي صنف المساجد في مقدمة أكبر المستهلكين لهذه الأخيرة، وهو ما يستدعي تدخلا لدى السلطات المحلية من أجل إيجاد حل لهذه الظاهرة التي تتكرر بشكل يومي.

وتشهدت العديد من البلديات تبذيرا كبيرا للطاقة بسبب الإنارة العمومية التي تبقى مستعملة ليلا ونهارا، وهو ما تكشف عنه صور يتم تداولها كل مرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشكاوى تصل جمعيات حماية المستهلك من مواطنين يرون في الظاهرة تبذيرا لموارد البلاد، خاصة وأنه في الوقت الذي تبقى الإنارة العمومية مستعملة في عدد من البلديات والشمس ساطعة نهارا، تغرق عدد من البلديات الأخرى في الظلام ليلا بسبب عدم توفر هذه الخدمة العمومية، وتقدر فاتورة كهرباء الإنارة العمومية للجماعات المحلية بنحو 13 مليار دينار سنويا عبر كامل ولايات القطر الوطني، وهي تمثل نسبة 40 بالمائة من إجمالي إنتاج الطاقة الكهربائية، في حين أن المستحقات غير المدفوعة تقدر بـ 4,8 مليار دينار؟ وهي أرقام تستدعي استحداث نموذج استهلاكي جديد للطاقة قائم على العقلانية وترشيد استهلاك الطاقة والتحول التدريجي نحو الطاقات المتجددة، باعتبارها من الأولويات التي تستلزم تفعليها من أجل تخفيض أعباء ميزانية الجماعات المحلية من الكهرباء والغاز، لاسيما أن فاتورة استهلاك هاتين المادتين تمثل 2 إلى 5 % من إجمالي نفقات التسيير على مستوى ميزانية البلدية، خاصة في الظرف الحالي الذي يتطلب عقلنة وترشيد النفقات إلى جانب حماية البيئة من خلال التخفيض من انبعاثات الغازات.

ويمكن حسب الخبراء للجماعات المحلية تحقيق النجاعة الطاقوية من خلال تطبيقات بسيطة في استعمال المصابيح المقتصدة للكهرباء والتوجه أكثر نحو استخدام الطاقات المتجددة على مستوى الجماعات المحلية خصوصا الإنارة العمومية، مع العمل على اقتصاد هذه الطاقة وتجنب التبذير.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن