الوطن

حجب "السوشيال مديا" أيام البكالوريا قرار بيروقراطي لا جدوى منه

الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال هشام بولحبال في حوار مع "الرائد":

• بقلم جريدة الرائد
• نشر في 09 جوان 2018

اعتبرْ أمس، الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، هشام بولحبال، في حوار مع "الرائد"، أن لجوء وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال مرة أخرى لحجب مواقع التواصل الاجتماعي لحماية امتحانات البكالوريا إجراء بيروقراطي يضر بـ 18 مليون مستخدم للإنترنت، كان يمكن تجنبه بإعادة النظر في تنظيم هذه الامتحانات، مضيفا أن الإجراء لا جدوى منه أساسا لأنه كل مرة تكشف التجربة تفوق نشطاء الفايسبوك على الحكومة وتمكنهم من استعمال هذه المواقع رغم الحجب.

• مرة أخرى تقرر وزارة البريد حجب مواقع التواصل الاجتماعي أيام امتحانات البكالوريا، كيف تعلقون على هذا القرار؟

قرار الحكومة اللجوء لحظر مواقع التواصل الاجتماعي والأنترنت هو حل بالإضافة إلى كونه أسلوبا بيروقراطيا ويضر بحوالي 18 مليون مستخدم لهذه المواقع، فهو لا جدوى منه من الأساس وتجربة السنوات الماضية التي تم فيها الحظر خير دليل على ذلك، رأينا ملايين المستخدمين يستعملون هذه المواقع باعتماد تقنية "في بي أن" لذا من غير المجدي التوجه نحو هكذا إجراء من أساسه.

• لكن حسب الحكومة لا يوجد أي خيار لحماية مصداقية امتحان البكالوريا وحماية الأسئلة من التسريب أم هناك حلول أخرى حسبكم؟

من الناحية التقنية لا يمكن منع حوالي 18 مليون مستخدم للأنترنت في الجزائر من نشر وتداول محتويات أين كانت إلا بقطع الأنترنت على الجزائر بشكل كامل، لكن كان الأحرى على وزارة التربية ووزارة البريد التفكير في تنظيم جديد للامتحانات الرسمية بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، وبدل أن تستعمل هذه الأخيرة لضرب مصداقية الامتحانات تكون حامية لها والاقتراحات كثيرة، يمكن اعتماد طرق حديثة ومبتكرة كإعداد وطبع وتوزيع الأسئلة والمواضيع على المترشحين إلكترونيا بتوفير شاشات داخل أقسام الإجراء وتخصيص أسئلة مختلفة لكل شعبة عبر لوحة رقمية منصبة على طاولة الامتحان، فضلا عن طريقة الانتقاء الإلكتروني للأسئلة آنيا دقائق قبل انطلاق الامتحان، وهي كلها طرق باتت تستعمل حتى في دول العالم الثالث.

• تحدثتم عن تقنيات وطرق قد تراها الحكومة حاليا مكلفة خاصة في ظل الوضعية الاقتصادية التي تعرفها الجزائر؟

ربما تكون هذه التقنيات مكلفة في البداية، لكن بمجرد اتخاذ الخطوة الأولى فإن الجزائر ومنظومة التربية وقطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال ستربح كثيرا بدل التسبب في خسارة بالجملة للمؤسسات والإدارات بسبب حجب مواقع مهمة، والتسبب في تذبذب كبير لشبكة الانترنت مدة تزيد عن 3 أيام.