الوطن

مدراء تورطوا في كتابة أجوبة "السنكيام" للتلاميذ

خوفا من نتائج ضعيفة تتسبب في عقوبات ضدهم من قبل وزارة التربية

كشفت تقارير تربوية صادرة عن أساتذة ونقابات عن تجاوزات خطيرة تورط فيها مدراء المدارس الابتدائية في امتحان نهائية مرحلة التعليم الابتدائي، بخصوص تشجيع الأساتذة على تسهيل عملية غش التلاميذ الذين اجتازوا امتحان "السنكيام" في 23 ماي الماضي، وهذا من أجل تحقيق نتائج عالية وتجنب عقوبات من قبل وزارة التربية الوطنية.

وبناء على تقارير، فإنه قام مدير مدرسة ابتدائية بإحدى الولايات الداخلية بعقد اجتماع حول نتائج نهاية مرحلة التعليم الابتدائي "السنكيام" التي تحصلت فيها المؤسسة على نسبة 60.66℅ والتي كانت نسبة حقيقية بدون غش حسب الأساتذة الذين كانوا راضين على ما قدموه، لكن تفاجؤوا أن المدير عكس ذلك وقال أنه خلال فترة الامتحان كان عليهم ترك التلاميذ يغشون "حيث أن جميع التلاميذ غشوا إلا تلاميذنا وجميع المدارس كانت 100 بالمائة".

وأضافت ذات المصادر أن "المدير طيلة الاجتماع خصصه للحديث عن طريقة الغش وكأنه يقدم لنا دروسا في الغش، كل هذا خوفا من مدير التربية والمحاسبة التي تنتظره من قبل وزارة التربية، ما جعل المدير يفكر في طريقة تجعل النسبة مرتفعة.

هذا فيما لجأت مديرية مدرسة ابتدائية غرب بئر توتة وفي امتحان مادة اللغة العربية إلى إعطاء الأجوبة على السبورة، وهو ما أدى بالتلاميذ إلى تحقيق نقاط تفوق 7 من 20 رغم مستواهم الضعيف ، كل هذا من أجل رفع نسب النجاح وتفادي أية توبيخات من وزارة التربية الوطنية.

ونقلت ذات التقارير أنه عرفت امتحانات شهادة التعليم الابتدائي التي تم الإعلان عن نتائجها الأسبوع الماضي، بنسبة نجاح بلغت 87.25 بالمائة عدة حالات غش بطلها بعض رؤساء المراكز والأساتذة الذين قاموا بإملاء الإجابات على المترشحين وكتابتها على السبورة وحتى شطب إجاباتهم الخاطئة وتدوين إجابات صحيحة مكانها، وهو ما يفسر ارتفاع معدلات النجاح وتحقيق أكثر من 10 آلاف تلميذ لمعدلات كاملة وحصول مئات المؤسسات التربوية على نسبة مائة بالمائة من النجاح.

وأوضحت أنه تسببت سياسة العقاب والجزاء التي اعتمدتها مصالح الوزيرة مع مدراء المؤسسات التربوية حول نتائج الامتحانات الرسمية في سعي العديد منهم لتضخيم نسب النجاح باستعمال جميع الطرق، بما فيها الغش خلال الامتحانات الرسمية لتفادي التوبيخ، حيث أن بعض مراكز الإجراء عرفت عدة حالات غش حيث قام بعض الأساتذة وحتى رؤساء المراكز أي مدراء المؤسسات بكتابة الإجابات على السبورة للمترشحين وهذا بعد تسجيل وجود تنافس كبير بين المدراء والأساتذة والمفتشين لتحقيق أحسن النتائج.

وحذرت نقابات التربية على غرار "الأسنتيو" و"الستاف" من سياسية وزيرة التربية الوطنية وتهديدها للمدراء بتطبيق عقوبات للمؤسسات التي لا تحقق نتائج جيدة، واعتبرت أن هذه السياسة تشجع على الغش والتي تورط فيها حتى مدراء مدارس.

سعيد. ح

 

من نفس القسم الوطن