الوطن

توقعات بصيف حار وتخوفات من تكرار سيناريو حرائق العام الماضي

خبراء يحذرون ويدعون الحكومة لتبني مخطط استثنائي لمحاربة الكارثة هذه السنة

شلغوم: 25 بالمائة من الغطاء النباتي فقدته الجزائر في ظرف 7 سنوات فقط

الحكومة تتحدث عن توسيع تجربة "الطائرات" لإخماد الحرائق هذه السنة

 

من المتوقع أن يكون صيف الجزائريين هذه السنة حارا بامتياز بعدما شهدنا شتاء باردا وممطرا امتد لغاية جوان، وهو ما يثر التخوفات بشأن تكرار سيناريو الحرائق الذي سجل السنة الماضية، ما جعل الخبراء يحذرون ويدعون الحكومة لتبني مخطط استثنائي هذه السنة بالتنسيق مع كل الأطراف الفاعلة.

 

بوناطيرو: موجات حر استثنائية هذه الصائفة

 

وبشأن توقعات الطقس خلال هذه الصائفة، أكد أمس الخبير في علم الفلك لوط بوناطيرو، في تصريح لـ "الرائد"، أن التوقعات تشير لتسجيل صيف حار هذه السنة نوعا ما مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما فسره بوناطيرو بأن كل شتاء بارد يقابله صيف ساخن، وبما أن الشتاء هذه السنة كان باردا وممطر بامتياز، يضيف ذات الخبير، وامتد لغاية جوان في ظاهرة نادرة،فإن الصيف سيكون حارا لدرجات قصوى.

وقال بوناطيرو في السياق ذاته أن ذلك هو نتاج الدورة الفيزيائية للشمس، منها الدورة الحالية التي تعرف بدورة الـ 11 سنة التي بدأت في 2010.مشيرا أن المعطى الحراري خلال هذا الصيف سيكون رغم ارتفاع الحرارة بشكل كبير منطقيا تبعا لدخول الدورة الشمسية الجديدة عامها الثامن وما يترتب عنها من زيادة نشاطها النووي، وهي دورة مرشحة لأن تستمر إلى غاية العام 2021. ونبّه بوناطيرو إلى أنّ الجزائر ستكون هذه السنة أيضا على غرار السنة الماضية على موعد مع موجات حرّ استثنائية خاصة بداية من منتصف جويلية، اعتبارا لبداية الصمائم الكبرى التي تمتدّ عادة إلى غاية 31 من أوت.

وبخصوص التخوف من تكرار سيناريو حرائق الغابات، قال بوناطيروأن الحرارة المرتفعة هي من أبرز أسباب الحرائق والكوارث المرتبطة بذلك،مشيرا أن الحكومةعليها تبني مخطط استعجالي واستثنائي لتجنب كارثة السنة الماضية.

 

شلغوم: 25 بالمائة من الغطاء النباتي فقدته الجزائر في ظرف 7 سنوات فقط

 

من جانبه، أكد رئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم،لـ"الرائد"، أن فاتورة حرائق الغابات السنة الماضية كانت ثقيلة ورغم ذلك لم تسايرها أي إجراءات استثنائية وعاجلة من أجل إعادة بعث مخلفات الحرائق عن طريق إعداد برنامج لإعادة تشجير وإحياء ما قتلته النيران، لا سيما أن الغطاء النباتي يلزمه أكثر من 10 سنوات ليعيد وجوده من جديد، منتقدا غياب سياسة رشيدة تهتم بمجال التشجير. 

وقال شلغوم أن الحرائق تعد ضمن 10 المخاطر الكبرى التي تهدد الجزائر، مؤكدا على ضرورة إيلاء الدولة أهمية لتسيير مثل هذه المخاطر التي أتت على ما يقارب 500 ألف هكتار من المساحة الغابية للوطن في الفترة 2003/2010 فقط، كاشفا أن 25 بالمائة من الغطاء النباتي فقدته الجزائر في ظرف 7 سنوات، وهي نسبة جد عالية.

وقال شلغوم أن ارتفاع درجات الحرارة لمعدلات غير طبيعية يرفع احتمال تسجيل حرائق عشر مرات أكثر من الحالات العادية، وبما أن التوقعات تشير لتسجيل صيف جد حار هذه السنة،فإن الحكومة مطالبة بالتحرك مسبقا تفاديا لسيناريو 2017.

 

الحكومة تتحدث عن توسيع تجربة "الطائرات" لإخماد الحرائق هذه السنة

 

من جهتها، أعلنت الحكومة منذ فترة على لسان وزير الداخلية نور الدين بدوي، عن تعزيز مخطط مكافحة حرائق الغابات باتخاذ جملة من التدابير الوقائية الرامية لتفادي سيناريو،2017، حيث تم وضع استراتيجية وطنية للوقاية من الحرائق إلى غاية 2030، تتضمن وضع مخطط ميداني للوقاية ومكافحة هذه الظاهرة.

 وفي هذا الإطار سيتم تعزيز جهاز مكافحة الحرائق بأنظمة معلوماتية تتعلق بالوقاية من الكوارث الطبيعية وتسييرها ومنها حرائق الغابات، عبر استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال ابتداء من السداسي الثاني لسنة 2018، كما سيتم تدعيم مصالح الحماية المدنية بـ"15 رتلا متنقلا جديدا يضاف لـ22 رتلا موجودا، بالإضافة إلى عملية جديدة لاقتناء وسائل مكافحة حرائق الغابات لإنشاء أرتال متنقلة على مستوى الولايات التي لا تتوفر عليها والولايات ذات الثروة الغابية المكثفة". 

وحسب تصريحات الوزير،فإن التجارب الميدانية للحماية المدنية بخصوص استعمال الوسائل الجوية في إخماد الحرائق خلال السنة الماضية على مستوى ولاية الطارف، سيتم استعمالها بصفة تدريجية ابتداء من حملة مكافحة حرائق الغابات لسنة 2018، مضيفا أن الوزارة "في مرحلة دراسة وإعداد دفتر شروط من أجل اقتناء طائرات خاصة لمكافحة الحرائق مستقبلا من دول لها تجربة في هذا الميدان".

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن