الوطن
رمضان بتكلفة جد مرتفعة للعائلات؟!
معدل ما صرفته العائلات المتوسطة لغاية الآن يتجاوز الـ 10 ملايين سنتيم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 جوان 2018
قدر خبراء، أمس، معدل ما صرفته العائلة الجزائرية المتوسطة لغاية الآن في حدود العشرة ملايين سنتيم، معتبرين أن بقاء الأسعار مرتفعة منذ بداية رمضان ولغاية الآن وعدم تغير العادات الاستهلاكية لعموم الجزائريين أنهك ميزانية الأسر بشكل إضافي، حيث لجأت 80 بالمائة من أسر الطبقة المتوسطة للكريدي الأسبوع الأول من رمضان.
ويعد رمضان هذه السنة من بين الأغلى في زمن التقشف، حيث خالفت الأسعار كل التوقعات وبدل أن تنخفض مع نهاية الأسبوع الأول تبعا لانخفاض الطلب، ارتفعت بشكل جنوني بسبب التقلبات الجوية ونقص العرض، وهو ما أخلط حسابات الأسر الجزائرية التي اضطرت لصرف الضعف بسبب الأسعار المرتفعة وعدم قدرة جل العائلات على التحكم في سلوكياتها الاستهلاكية وترشديها وفقا لميزانيتها ومدخولها الشهري.
• رزيق: الأسعار المرتفعة أثرت في إنفاق الجزائريين
وفي هذا الصدد، أكد أمس الخبير الاقتصادي، كمال رزيق، أن الأسر المتوسطة المتكونة من خمسة أشخاص صرفت منذ بداية رمضان ولغاية الآن ميزانية في حدود عشرة ملايين سنتيم، رغم أن التقديرات والتوقعات قبل بداية رمضان كانت في حدود 7 ملايين سنتيم، غير أن الأسعار التي لم تنخفض وعاكست كل التوقعات أثرت في إنفاق الجزائريين.
وقال رزيق في تصريح لـ"الرائد" أنه بما أن غالبية المواطنين لا يصل دخلهم إلى 10 ملايين سنتيم وهناك مواطنون لا يتجاوز دخلهم الشهري الـ20 ألف دينار، فإن 80 بالمائة من عائلات الطبقة المتوسطة لجأت للاقتراض مع انتهاء الأسبوع الأول من رمضان، مضيفا أن الشيء السلبي الذي سجل خلال رمضان هذه السنة وككل السنوات، هو استمرار السلوك الاستهلاكي غير المتوازن بالنسبة لأغلب الأسر، ورغم غلاء الأسعار وانهيار القدرة الشرائية لمستويات دنيا فقد شهدنا مظاهر تبذير كبيرة، وهو ما ينعكس على وضع الأسر المادي، خاصة أن رمضان لم ينته بعد وهناك مصاريف إضافية ستخصص لعيد الفطر.
• حريز: المواطنون يتحملون جزءا من المسؤولية بسبب سلوكهم الاستهلاكي
من جهته، أكد أمس رئيس فدرالية حماية المستهلكين، زكي حريز، أن رمضان هذه السنة كان الأغلى في زمن التقشف، حيث خالفت الأسعار كل التوقعات.
وقال حريز أن بورصة الأسعار ومع بداية الأسبوع الثالث لا تزال تعرف ارتفاعا كبيرا، وهو ما أنهك ميزانية الأسر، غير أن حريز حمل المواطنين جزءا من المسؤولية، معتبرا أن غلاء الأسعار وجشع التجار لم يقف عائقا أمام المواطنين الذين تفننوا في الإنفاق غير المبرر واقتنوا كل شيء ليكون مصير آلاف الأطنان من المنتجات الغذائية المزابل.
وأكد حريز في السياق ذاته أن ظاهرة التبذير لم تتراجع هذه السنة وككل سنة، مضيفا أن أغلب الأسر اتجهت نحو الاقتراض لتغطية المصاريف ليتعقد الوضع أكثر مع اقتراب العيد وبورصة ملابس العيد التي ارتفعت هذ السنة أيضا بشكل قياسي، ليبقى المواطن يتخبط بين كثرة المصاريف وبين عدم قدرته على التحكم في سلوكه الاستهلاكي.
س. زموش