الوطن

بلديات تبرمج الأشغال العمومية في أوقات تقلق راحة "الصائمين"!

باتت لا تحترم النظام العام وتعرض صحة المواطن للخطر

بوداود: الأميار يستغلون جهل المواطن بقانون البلدية

 

تعرف العديد من البلديات منذ بداية رمضان أشغالا عمومية في أوقات لا تراعى فيها السكينة والنظام العام والآداب العامة للسكان، حيث برمجت العديد من البلديات أشغالا فوضوية في فترات متأخرة من الليل والصباح الباكر، وهو ما أقلق راحة الصائمين.

 

وقد انتشرت في العديد من البلديات هذه الأيام أشغال فوضوية تشرف عليها مصالح البلديات دون أدنى اعتبار للسكان، حيث تجاوز الأميار كل الخطوط الحمراء غير آبهين براحة السكان وسكينتهم، رغم أننا في شهر رمضان. 

وببلديتي جسر قسنطينة والحراش تعرف العديد من الأحياء أشغال تهيئة وانتشارا لآلات الحفر في أوقات جد باكرة وأحيانا في ساعات متأخرة من الليل، حيث برمجت أغلب الأشغال العمومية ليلا تجنبا لفترات النهار أين يفضل العمال العمل ليلا بدل العمل نهارا وهم صيام، غير أن هذه الوضعية أزعجت الصائمين حيث باتت هذه الأشغال لا تحترم النظام العام والآداب العامة وتعرض صحة المواطن للخطر وتؤثر على صحته خاصة في شهر رمضان.

 

بوداود: الأميار يستغلون جهل المواطن بقانون البلدية

 

وفي هذا الصدد أكد أمس رئيس المجمع الجزائري لخبراء البناء والمهندسين المعماريين، عبد الحميد بوداود، أن مصالح البلدية تستغل جهل المواطنين بالقوانين للعبث براحتهم حتى في شهر رمضان، أين استغلوا الفترات الليلية وسهرات الشهر الكريم من أجل استدراك ما فاتهم من المشاريع المعلقة، تتعلق بتهيئة الأرصفة وتغيير قنوات الصرف الصحي، تقوم بها مصالحهم خارج الوقت المناسب ومن دون احترام المواطن، حيث تشهد مدن في العاصمة فوضى الأشغال العمومية، وانتشارا للحفر والرمال والتربة والأسلاك الحديدية وغيرها من مخلفات هذه الأشغال. 

وأكد بوداود أن هناك مواد في قانون البلدية تمنع الأشغال العمومية في أوقات تعد تهديدا لسكينة المواطن وإزعاجا له، مضيفا أن المواطن يملك حرية وحق اللجوء إلى القضاء، خاصة أن الضجيج والتلوث باتا يهددان يوميا صحته، موضحا أن الجزائريين لا يملكون ثقافة مقاضاة الدولة وهذا لعدم معرفة حقوقهم وواجباتهم، حيث انتهز الأميار هذه "العقلية" عند المواطن واتبعوا نظاما خاصا للأشغال يتعارض وسكينة المواطن وأمنه وراحته. 

وقال بوداود أنه من المفروض أن تطالب مصالح الولاية بتقارير حول هذه الأشغال العمومية التي تقوم بها مصالح البلديات والشركات المقاولاتية خارج أوقات العمل المنصوص عليها، مشيرا أن هذه الأشغال من المفروض أن تكون في حالات استعجالية فقط وليس بشكل دائم، معتبرا أن المسؤولية هنا تقع على عاتق الولاة الذين لا يراقبون سير هذه المشاريع.

 

خياطي: الأشغال العمومية الفوضوية تسبب الأرق والتوتر وتنعكس سلبا على صحة المواطن

 

من جهته، حذر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، البروفيسور مصطفى خياطي، من الأشغال العمومية الفوضوية وانعكاساتها على الصحة الجسدية والنفسية للجزائريين، مشيرا أن حوالي مليوني جزائري يصابون سنويا بالأمراض التنفسية فقط بسبب مخلفات الأشغال العمومية.

 وقال خياطي لـ"الرائد" أن مستوى الضجيج الذي تسببه الأشغال العمومية في غير أوقاتها تعدى مقياس 78 ديسيبال، بينما تضبط منظمة الصحة العمومية الحد الأقصى للضجيج في المحيط الحضري، عند 70 ديسيبال، و35 ديسيبال في الفضاء المغلق أي داخل المنازل.

وأكد رئيس هيئة "الفورام" أن 18 بالمائة من الأمراض التي تصيب الجزائريين في المدن الكبرى الجزائرية وأكثرها العاصمة، ناجمة عن الضوضاء، والصحة العمومية أصبحت في خطر، بعد أن تحول الضجيج والصخب الناجم عن الأشغال العمومية الفوضوية إلى ظاهرة تقلق السكان. وأضاف البروفيسور خياطي أن 60 بالمائة من الجزائريين يعانون التوتر السمعي والإرهاق اليومي والضغط الدموي بسبب هاجس الضوضاء الذي تسببه آلات الحفر وشاحنات المؤسسات المقاولاتية، مضيفا أن المستشفيات ومصالح الطب العصبي والنفسي تستقبل آلاف الحالات سنويا لمرضى يشتكون قلة النوم وقلق الضجيج.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن