الوطن

غذاء الجزائريين يحتاج إلى الرقابة !!

أغلب ما يتناولونه مجهول المصدر وتستعمل فيه ملونات ومواد حافظة بجرعات غير مضبوطة

بولنوار: قلة المخابر شجعت بعض المنتجين على استعمال مواد مشكوك فيها

خبيرة تغذية: المنتجات مجهولة المصدر التي تباع على الأرصفة أكبر خطر على الصحة

 

يصاب الجزائريون سنويا بمئات الأمراض منها شتى أنواع السرطانات، فقط بسبب الغذاء، حيث يجمع الخبراء أن ما يتناوله الجزائريون من غذاء يصنف في خانة غير الصحي من ناحية النمط الغذائي ومكونات الغذاء وما يميل إليه الجزائريون، فماذا أن كان أغلب  ما يتناوله الجزائريون يعد غير مراقب، خاصة إذا تعلق الأمر بأطنان من المواد الغذائية مجهولة المصادر تباع في الأسواق الموازية وأطنان من المنتجات تستعمل فيها مواد كيميائية وملونات ومواد حافظة بجرعات غير مضبوطة، وهو ما يستوجب دق ناقوس الخطر بشأن صحة الجزائريين.

يستهلك الجزائريون سنوياآلاف الأطنان من الأغذية دون أن يهتموا بمصدرها ولا بجودتها، في حين أن حالات عديدة تكشف مدى خطورة ما يتناوله الجزائريون على الصحة، على غرار اللحوم التي يتحدث بشأنها الخبراء وحتى من أصحاب المهنة، أن أغلبها تعد غير مراقبة ويستعمل في تربيتها مواد كيميائية قد تكون مسرطنة، وهو ما ينطبق على مواد غذائية أخرى يدخل في تركيبها العديد من المكونات المشبوهة،لاسيما في ظل اكتساح الصناعة الغذائية المعلبة ذات الاستهلاك الواسع التي تحتوي على مواد كيميائية تمدد العمر الحياتي للمنتوج وأخرى تضمن إكساب المنتوج لونا خاصا أو ذوقا وعطرا جذابا يشجع على توسيع شريحة مستهلكي هذا المنتوج، غير أن هذه الأخيرة قد تشكل خطرا على صحة مستهلكيها، خاصة أن العديد من هذه المضافات يجهل مصدرها أو حتى الكمية المسموح بتناولها في غياب ثقافة استهلاكية لدى الكثير من المواطنين، وتغليب مبدأ السعر المنخفض أولا، وينتقد الخبراء تأخر الجزائر في اقتناء التجهيزات المخبرية والمواد التحليلية المرافقة لها، للكشف عن أخطار المضافات الغذائية، كالملونات والمواد الحافظة والنكهات الموجودة في مختلف المواد الغذائية، وعلاقتها بالإصابة بالسرطان، رغم صدور مرسوم تنفيذي حول المضافات الغذائية، وتحديد القوائم مع النسب المرخص باستعمالها في الصناعات الغذائية.

وبسبب الغذاء فإن الجزائر من بين أكثر الدول المهددة بالسرطان وبسبب هذه الوضعية تعد الجزائر من بين الدول المهددة بالإصابة بأمراض السرطان بمختلف أنواعه.

 

بولنوار: قلة المخابر شجعت بعض المنتجين على استعمال مواد مشكوك فيها

 

وفي هذا الصدد، أكد رئيس جمعية اتحاد التجار والحرفيين، طاهر بولنوار، أمس، أن أغلب  المنتجات تستعمل فيما مضافات غذائية مستوردة، مشيرا أن مجموعة من هذه المواد تمر عبر نقاط البيع الموازية التي تفتقر إلى الرقابة، وهو ما ساعد على انتشارها واستهلاكها بشكل كبير خاصة فيظل إقبال المواطنين عليها والذين يتجهون نحو السعر الأقل وليس المنتوج الصحي أكثر. 

وأضاف بولنوار أن قلة المخابر شجعت بعض المتعاملين الاقتصاديين على استعمال مواد مشكوك في أمرها في منتجاتهم، ولو كان ذلك على حساب صحة المستهلك، مضيفا سببا آخر وهو ضعف الإنتاج المحلي الذي جعل الجزائر تستورد تقريبا كل شيء،وإن لم يكن منتوجا جاهزا فهو مادة أولية، وهو ما يجعل الرقابة غير فعالة على مستوى الموانئ، معتبرا أن المواد الأكثر عرضة للفساد هي المواد المستوردة أكثر من المواد ذات الصنع الوطني.

 

خبيرة تغذية: المنتجات مجهولة المصدر التي تباع على الأرصفة أكبر خطر على الصحة

 

من جهتها، أكدت خبيرة التغذية، نصرية مداني، لـ"الرائد"، أن 90 بالمائة من المواد الغذائية تستعمل فيها مواد حافظة وملونات ومعطرات ونكهات تعد غير طبيعية 100 بالمائة، مشيرة أن استهلاكها بكثرة يؤدي لمشاكل صحية على المستوى المتوسط والبعيد وأحيانا بشكل فوري إن كانت الجرعات مبالغ فيها. 

وقالت مداني أن الجزائري وبما أنه مجبر على التعامل مع هذه المواد بما أنها تشكل الغذاء اليومي وهي حتمية يومية،فإنه مدعو لاختيار المنتجات التي تستعمل هذه المكونات بنسب أقل، مشيرة أنه بات من الممكن معرفة مكونات كل غذاء، وما على المواطن إلا التحلي بثقافة استهلاكية وصحية. بالمقابل نصحت مداني الجزائريين بضرورة التقليل من المنتجات الصناعية والاكتفاء بما هو طبيعي أكثر رغم أنه حتى المواد الطبيعية من خضر وفواكه أصبحت ترش بمبيدات بطريقة مبالغة، ما يجعلها مسرطنة، لتؤكد أن الأمر الواجب الابتعاد عنه بشكل نهائي هو اقتناء المنتجات مجهولة المصدر التي تباع على الأرصفة وبطريقة مباشرة لأشعة الشمس، معتبرة أن الخطر الحقيقي يكمن في هذه المنتجات.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن