الوطن

تداعيات خطيرة للفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم

الثورات العربية توقظ العزة الإسلامية

 


 ثورة غضب إسلامية مسيحية تودي بحياة القنصل الأمريكي بليبيا

تصاعدت حالة الغضب والرفض الشديدين داخل المجتمع الإسلامي والمسيحي على حد سواء بعد الإساءة لنبي الإسلام والرحمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، عبر فيلم أنتجه أحد أقباط المهجر، معنونا بـ"المحاكمة الدولية لمحمد نبي الإسلام" والذي أعلن عن عرضه في كنيسة القس تيري جونز بولاية فلوريدا الأمريكية في ذكرى أحداث 11 سبتمبر. ففيما وصفت اللجنة المركزية للتوعية الوطنية لأقباط الإسكندرية، موريس صادق أحد منتجي الفيلم المسيء، بأنه شخص طائفي، سقطت عنه الجنسية المصرية.

 

الفيلم المسيء للرسول أخرجه وأنتجه مخرج إسرائيلي أميركي

تناولت الكثير من الصحف العالمية الفيلم الذي كان وراء المظاهرات العنيفة المعادية للولايات المتحدة في مصر وليبيا والذي ذهب ضحيتها القنصل الأمريكي في ليبيا، هذا الفيلم أخرجه إسرائيلي-أميركي ووصف فيه الإسلام بأنه "سرطان". وقالت صحيفة وول ستريت جورنال أن الفيلم "براءة المسلمين" أخرجه وأنتجه سام باسيل وهو إسرائيلي- أمريكي ينحدر من جنوب كاليفورنيا ويدير شركات عقارية ويدعي أن الإسلام "دين كراهية". وقام أول أمس متظاهرون في مصر بالهجوم على مقر سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في القاهرة وتمزيق علمها. وفي الوقت نفسه هاجمت جماعة مسلحة القنصلية الأمريكية في بنغازي في ليبيا وأحرقت المبنى ما أدى إلى مقتل القنصل الأمريكي وإصابة آخر بجروح. وأكد مخرج الفيلم لنفس الصحيفة أنه هو الذي يقف وراء الفيلم، مشيرا إلى أنه جمع خمسة ملايين دولار من مئة مانح يهودي دون أن يحدد هويتهم لتمويل الفيلم. وأوضح أنه عمل مع 60 ممثلا وفريقا من 45 شخصا خلال ثلاثة أشهر من العام الماضي في كاليفورنيا لإخراج الفيلم الذي يستغرق عرضه ساعتين. وقال "إنه فيلم سياسي وليس فيلما دينيا". وحصل الفيلم على دعم القس الأمريكي المثير للجدل تيري جونز الذي أثار ضجة من خلال حرقه نسخا من القرآن الكريم في أفريل الماضي ومعارضته الكبيرة لإقامة مسجد قريب من موقع برجي مركز التجارة العالمي السابق في نيويورك. وأكد جونز أنه ينوي عرض مقتطفات لمدة 13 دقيقة من الفيلم مساء أول أمس في كنيسته في غينسفيل في ولاية فلوريدا الأمريكية. وقال جونز إنه إنتاج أمريكي لا يهدف إلى مهاجمة المسلمين ولكن إلى إظهار العقيدة المدمرة للإسلام على حد قوله. وأشار متحدث باسم جونز أن الفيلم منشور على موقع الأنترنت الخاص بحركة القس.

السفارة الأمريكية تدين التحريض الديني في ذكرى 11 سبتمبر

أدانت السفارة الأمريكية في القاهرة استمرار محاولات بعض الأفراد المضَللين إيذاء مشاعر المسلمين الدينية، والإساءة للمؤمنين من جميع الأديان في ذكرى 11 سبتمبر.

وأكدت في بيان لها أول أمس أن احترام المعتقدات الدينية هو حجر الزاوية للديمقراطية الأمريكية، قائلة "نحن نرفض بشدة أفعال من يسيئون استخدام الحق العالمي لحرية التعبير للإساءة للمعتقدات الدينية للآخرين". فيما طالبت 120 منظمة قبطية حول العالم السلطات الأمريكية رسمياً، بوقف عرض الفيلم المسيء للإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرة في بيان مشترك أول أمس إلى أن المنظمات "تشهد بأنه تم تقديم طلب رسمي في هذا الشأن لوقف عرض فيلم المحاكمة الدولية"، وحمل البيان توقيع 5 من قيادات أقباط المهجر. ومن جانبه هاجم الدكتور عوض شفيق رئيس المكتب القانوني لأقباط المهجر ومقره جنيف كلا من عصمت زقلمة وموريس صادق، مؤكدا أنهم مرفوضون من أقباط المهجر، وما يفعلونه لإحراج أقباط المهجر المعروفين بوطنيتهم وعدم إهانتهم لأي مقدسات منذ خروجهم للنور. ورفض شفيق هذا الفيلم الذي اعتبره مسيئا للمسيحي قبل المسلم، مضيفا أن هذا الأسلوب يصدر من شخصيات ليس لديها وعي وطني. وأضاف أن هذه الشخصيات كل فترة تقوم بعمل فرقعة إعلامية من أجل البحث عن الشهرة، وقد تعودنا على ذلك ولكننا لن نرضى ونوافق على آرائهم الخبيثة والتي تضع أقباط المهجر في موضع المسيء. فيما رفض ائتلاف أقباط مصر أي محاولة للاستهانة بالأديان أو ازدرائها وإثارة الفتن على المستوى الدولي بين معتنقي كافة الديانات التي كفلت كل قوانين العالم ودساتيره للإنسان والإيمان بها حسبما يعتقد وعدم المساس أو الإساءة لما يؤمن به. وطالب الائتلاف بعقاب شديد للمسؤولين عن هذا الفيلم من خلال محاكمة دولية لاقترافهم أفعالا أثارت وجرحت مشاعر الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم، وحتى يكون هناك رادع لكل من تسول له نفسه مهاجمة أو الإساءة لأي دين يؤمن به الإنسان الذي له الحق في الدفاع والحفاظ على معتقده بالشكل القانوني السلمي المشروع. 

كما طالب الائتلاف في بيان له بتطبيق وتفعيل قوانين دولية على جميع الدول التي بها هذا الإرهاب الفكري الذي يهاجم الأديان دون حياء أو آداب عامة وتلتزم جميع الدول بتقديم المحرضين والجناة الفعليين بهذه الجرائم لمحاكمات دولية وتنفذ عليهم أحكام قضائية شديدة وعاجلة حتى لا يسمح بتكرار تلك الأفعال المشينة مرة أخرى وتكون نتائجها لا يحمد عقباها.

 فيصل شيباني

 

من نفس القسم الوطن