الوطن

إرهاب الطرقات حصد أرواح 50 صائما في العشرة الأوائل من الشهر الفضيل

سرعة جنونية، مشاحنات وخرق للقوانين تنتهي بمجازر في الطرقات الجزائرية

لم تنجح الحملات التحسيسية والإجراءات الردعية التي اتخذتها مصالح الأمن ضمن مخطط خاص بشهر رمضان، في التقليل من حوادث المرور، حيث حصدت هذه الأخيرة خلال العشرة الأوائل من الشهر الكريم أرواح حوالي 50 شخصا كحصيلة أولية، لتبقى الأسباب تتعلق أساسا بالعامل البشري وتأثر سلوك السائق بفترات الصوم وتغير النظام الغذائي، وفترات النوم بالنسبة لهؤلاء، لتكون النتيجة سرعة مفرطة ونرفزة تنتهي بمآس في الطرقات.

رغم الإجراءات الردعية التي اتخذتها مصالح الأمن والدرك الوطني، لمواجهة إرهاب الطرق خلال شهر رمضان، إلا أن العشرة الأوائل من شهر الرحمة حصدت عددا كبيرا من الأرواح، حيث لقي 11 شخصا حتفهم وأصيب 17 آخرون بجروح في 8 حوادث مرور سجلت على المستوى الوطني في 48 ساعة الأخيرة، حسب ما أكدته أمس مصالح الحماية المدنية، وسجلت أثقل حصيلة على مستوى ولاية الجلفة بوفاة 03 أشخاص وإصابة 06 آخرين بجروح، كما لقي 34 شخصا حتفهم وجرح 179 آخر إثر91 حادثا مروريا تم تسجيله خلال الأربعة أيام الأولى من شهر رمضان الكريم على المستوى الوطني.

 وحسب ما أفادت به مصالح الأمن، فإن معظم حوادث المرور المسجلة في الأسبوع الأول من رمضان وقعت قبل الإفطار وفي الصباح الباكر بالإضافة إلى وقت السحور، ليبقى العامل البشري هو المتسبب الأول في هذه الحوادث بأكثر من 95 بالمائة، نتيجة "تجاهله للقوانين والأنظمة المرورية ورعونته وتهوره في بعض الأحيان"، فتأثر سلوك السائق بفترات الصوم وتغير النظام الغذائي تؤدي بهذا الأخير للإفراط في السرعة، محاولة منه للوصول وقت الافطار إلى مقر إقامته بأي طريقة كانت، وقد ينجر عن هذا السلوك المخالف للقانون تبعات قد لا تقع عليه فقط، وإنما يمتد أثرها إلى باقي العائلة، وهو ما يقع أيضا قبل موعد السحور قبيل أذان الفجر. 

وحسب تقديرات مصالح الأمن، فإن حوادث المرور التي تقع في الصباح تكون ناتجة عن نقص إدراك السائق نتيجة لقلة النوم والتعب الناتج عن السهرات الرمضانية التي قد تصل أحيانا لبعض السواق إلى ساعات متأخرة من الليل وأحيانا حتى الفجر، في حين أن الحوادث التي تحدث قبل الإفطار فتتعلق أسبابها بالقلق والنرفزة والتوتر وحتى المشاحنات التي تحدث أحيانا بين السائقين في الطرقات، وهو ما يجعل هؤلاء يرتكبون أخطاء جسيمة تنتهي بحوادث مميتة. 

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن