الوطن

وكالات تستغل جمود الحركية السياحية محليا لتهريب السياح الجزائريين للخارج!

أغلب العروض المتداولة هذه الأيام تحضيرا لموسم 2018 تتعلق بالوجهة الخارجية

باشرت أغلب الوكالات السياحية في الجزائر التحضير لموسم السياحة والاصطياف لـ 2018، حيث استغلت هذه الوكالات الجمود الذي تعرفه الحركية السياحية داخليا هذه الأيام لإطلاق عروضها التي تتعلق بالوجهة الخارجية على وجه الخصوص، وتنوعت العروض والوجهات والأسعار، والهدف هو استقطاب أكبر قدر من السياح رغم أنه هدف صعب المنال في ظل الوضعية الاقتصادية للجزائريين وتتالي المناسبات هذه السنة أيضا.

 

عروض متنوعة وأسعار متباينة للوجهة الخارجية

 

وتعول العديد من الوكالات السياحية النشطة هذه الأيام على جمود الحركية السياحة محليا وغياب أي تحضيرات أو حديث عن إجراءات تخص موسم الاصطياف بالجزائر، من أجل استقطاب زبائن لها. 

فعلى مستوى وزارة السياحية غابت التحضيرات والتصريحات والبرامج السياحية، فحتى الشواطئ لم تهيأ في العديد من الولايات الساحلية بسبب انشغال السلطات المحلية بملف رمضان، وهو ما جعل الساحة شاغرة أمام الوكالات السياحية لإقناع زبائنها بأفضلية الوجهة الخارجية، وهو ما يظهر من خلال إعلانات العروض التي تنتشر عبر المواقع الإلكترونية المتخصصة وحتى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ركزت جل الوكالات السياحية على الوجهة الخارجية وأطلقت عروضا مغرية بأسعار في متناول الجميع بالنسبة للوجهة التونسية التي من المنتظر أن تحتل أولى طلبات الجزائريين هذه السنة أيضا، خاصة وأن الترويج لهذه الوجهة بدأ مبكرا هذه السنة، عبر استراتيجية تسويقية دخلت بيوت الجزائريين واجتاحت الطرقات والأحياء الشعبية، خاصة وأن الأسعار تعد أقل بكثير مما يكلف الجزائريين في ولايتهم الساحلية، حيث يكلف قضاء أسبوع في تونس هذه الصائفة حوالي مليونين ونصف مليون سنتيم. من جانب آخر تظهر هذه السنة أيضا الوجهة التركية من بين أكثر الوجهات استقطابا للجزائريين من متوسطي الدخل، في حين تبقى وجهات ميسوري الدخل تتمثل في إسبانيا وجزر المالديف ودبي، وهي كلها وجهات تكلف ما بين 30 إلى 50 مليون سنتيم.

 

موسم سياحي صعب بسبب تتالي المناسبات

 

لكن بالمقابل يتوقع أصحاب الوكالات السياحية والمحترفون، موسما سياحيا صعبا، بالنظر إلى الوضعية الاقتصادية وتدني القدرة الشرائية لمعظم الجزائريين، بالإضافة إلى تزامن موسم الاصطياف مباشرة بعد شهر رمضان الذي يعد مصدر استنزاف لميزانية الجزائريين الذين قد لا يجدون ما ينفقونه على فصل الصيف، خاصة وأن عيد الأضحى الذي يكون منتصف أوت سيمثل ضغطا إضافيا على قدرة الجزائريين، وهو ما سيقلص من عدد الجزائريين الذين تعودوا كل موسم صيف على الاتصال بالوكالات السياحية لتنظيم رحلة نحو الخارج للاستمتاع بالعطلة السنوية، وقد يجعل معظم زبائن الوكالات هذا العام يقتصر على التجار والإطارات، في ظل تراجع ملحوظ للأسر العادية، التي لجأ الكثير منها إلى الدفع بالتقسيط لتبقي الاتجاهات التي تختارها الأسر مرهونة بحجم إمكاناتها المادية.

 

ضعف هياكل الاستقبال يطرح محليا هذه السنة أيضا

 

ومع عدم قدرة آلاف الجزائريين على الاستفادة من عطل في الخارج بسبب وضعيتهم المالية، من المنتظر أن تطرح أزمة محليا هذا الصيف، مع عودة المغتربين من الدول الأوروبية وكندا، والذين يقدر عددهم بحوالي 500 ألف شخص، يرغبون كل صيف في اختيار الوجهة المحلية لقضاء العطلة.

ويواجه ذلك ضعف هياكل الاستقبال بين فنادق ومركبات سياحية، والتي لا تتجاوز 85 ألف سرير، في الوقت الذي تقدّر نسبة الفنادق غير المصنفة 66 بالمائة. وبناء على هذه الأرقام، فإن 500 ألف سائح جزائري مغترب يضاف لهم آلاف السياح الجزائريين الذين لم يتمكنوا من السفر للخارج يتزاحمون على 85 ألف سرير، وهي معادلة صعب حلها في ظل غياب الاستثمار الحقيقي في المجال السياحي لإنجاز مرافق أكبر، ومنح استغلال الشواطئ للخواص من التجار، وهو ما سيسفر عن موسم سياحي محلي كارثي.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن