الوطن

النفايات "تحاصر" العاصمة منذ بداية رمضان

تضاعفت بمعدل 30 مرة عن الأيام العادية

تضاعفت نفايات الجزائريين، حسب إحصائيات لمؤسسة نات كوم، منذ بداية رمضان، بمدل 30 مرة مقارنة بالأيام العادية، وهو ما جعل أغلب بلديات العاصمة تعيش وضعا مزريا، حيث انتشرت الأوساخ والنفايات بجل البلديات وبشكل عشوائي يشوه صورة العاصمة.

وتعيش أغلب بلديات العاصمة، منذ انطلاق شهر رمضان المعظم، حالة يرثى لها، نتيجة انتشار الأوساخ والنفايات في كامل مناطقها وشوارعها، حيث باتا هاجس النفايات المنزلية في رمضان مشكلا حقيقيا يؤرق مسؤولي ومواطني جل البلديات، وفي جولة قادتنا إلى بعض الأحياء الشعبية وأخرى تصنف في الخانة الراقية، وجدنا أن النفايات غزت كل البلديات وبشكل مبالغ فيه، أمام عجز الجهات المعنية في احتواء المشكل وحتى التخفيف من حدته.

 

نات كوم... إمكانيات ضخمة وفعالية غائبة 

 

ورغم المخطط الذي تم وضعه لمواجهة النفايات في رمضان، لم تتمكن مؤسسة نات كوم التي تضمن تغطية 28 بلدية من أصل 57 مصنفة جلها ضمن خانة البلديات الحضرية، من ضمان النظافة في هذه البلديات. فرغم الإمكانيات البشرية والمادية الهائلة التي توفرها هذه الأخيرة، إلا أن مشكل النفايات يبقى مطروحا، بل أن الوضع المزرى الذي تعرفه العديد من الأحياء والشوارع يوحي وكأن المؤسسة صائمة عن العمل منذ انطلاق الشهر الكريم، والدليل على ذلك تراكم النفايات والأوساخ حتى في بلديات تصنف كبلديات راقية، على غرار حيدرة وبن عكنون. 

وترجع المؤسسة التي يصل حجم النفايات التي ترفعها يوميا إلى 2000 طن، أسباب الوضع الحالي إلى تصرفات بعض المواطنين غير المسؤولة باعتبارهم لا يتقيدون بساعات إخراج الأوساخ المنزلية، كما أن كثرة الأسواق المنظمة والعشوائية، والكثافة السكانية تعيق من عمل المؤسسة وتصعبها، مشيرة في توقعات سبقت شهر رمضان أن نفايات الجزائريين تتضاعف بمعدل 30 مرة في رمضان، وهو ما يفاقم معانة مستخدمي "نات كوم"، وهي معاناة سببها الأساسي التبذير الكبير الذي يُقدم عليه كثير من الجزائريين الذين يتصرفون كما لو أن رمضان هو شهر الإسراف والبذخ وليس شهر العبادة والبُعد عن كل المنكرات.

 

بلديات تتحجج بضعف الإمكانيات وقله الوسائل

 

من جانب آخر، فإن حال البلديات التي لا تضمن تغطيتها مؤسسة نات كوم يعد أسوأ، خاصة في ظل تصنيفها ضمن المدن "شبه الحضرية"، فالديكور يكاد يكون نفسه في الأحياء الشعبية ومحيط الأسواق العشوائية، حيث يتضاعف المشهد وروائح نتنة تحبس الأنفاس، أوساخ متحللة تقشعر لها الأبدان، وأوساخ متراكمة في كل مكان، في حين يبقى رؤساء المجالس الشعبية لهذه البلديات على غرار الرغاية والرويبة يتحججون بنقص الإمكانيات المادية، كما أن المساعدات الولائية الموجهة لقطاع النظافة تعتبر قليلة، فجل العتاد قديم ولا يصلح لتغطية بلديات كحجم بلدية الرغاية مثلا المعروفة بكثافتها السكانية الكبيرة والتي تحتاج إلى وسائل ضخمة وحديثة، كما أن عدد العمال المكلفين برفع النفايات لا يتعدى في الكثير من الأحيان الـ30 عونا، هذا ولا ينسى المسؤولون المحليون تحميل الجزء الأكبر من المشكل إلى السكان الذين لا يحافظون على نظافة أحيائهم ومن ثم مدنهم جراء تصرفاتهم التي تفتقد إلى روح المسؤولية.

 

الأسواق الموازية تضاعف مشكل النفايات

 

من جهتها زادت الأسواق الموازية من تأزم الأوضاع، حيث تتضاعف مشكلة النفايات في الأحياء والشوارع التي تعرف انتشارا واسعا للأسواق الموازية. فرغم الجهود التي تبذلها مؤسسة "نات كوم" أو المصالح البلدية إلا أن المشكل أكبر من إمكانيات هذه الجهات، حيث يساهم التجار الفوضويون في تدهور خطير للمحيط وينشرون أينما حلوا الفوضى والأوساخ بشكل كارثي، حيث تعرف أطراف وحواف الأرصفة التي تنتشر عليها الأسواق الموازية انتشارا رهيبا للفضلات والقاذورات التي يخلفها التجار، دون إعطاء أي أهمية لتنظيف مخلفاتهم، وهو ما يضاعف من معاناة عمال النظافة سواء التابعين للبلديات أو لمؤسسة نات كوم، في ظل عدم قدرة السلطات المحلية ومصالح الأمن على القضاء على الأسواق الموازية التي تعود للنشاط كل مرة وتتوسع بشكل مقلق خلال شهر رمضان.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن