الوطن

60 بالمائة من الجزائريين "يغلبهم" رمضان في الأسبوع الأول من الشهر الفضيل

ما يفسر الغضب، العنف والعدوانية التي ترتكب باسم الصيام، مختص اجتماعي:

يشهد المجتمع الجزائر كل شهر رمضان تفاقما لبعض الظواهر السلبية، منها الغضب والعنف والعدوانية، حيث تكثر المشادات والمشاجرات حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، وهو ما فسره المختصون في علم الاجتماع بتغيير نمط الأكل والنوم عما يعيشه الفرد طيلة 11 شهرا، بالإضافة إلى الانقطاع عن تناول بعض المنبهات وكذا بسبب الإدمان.

وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ في علم الاجتماع في جامعة الجزائر، الهادي سعدي، في تصريح لـ"الرائد"، أمس، أن ما يقوم به عدد كبير من الجزائريين في رمضان هو انقطاع عن الأكل فقط أو تجويع لأنفسهم، لأن مفهوم الصيام سواء في علم النفس أو الدين مفهوم أعمق من الانقطاع عن الأكل والشرب فقط. وأشار سعدي أن ما يشهده المجتمع من تفاقم لظواهر سلبية عديدة سببه تراجع القيم في المجتمع، لدرجة أصبح شهر رمضان مرادفا للعصبية والغضب والتوتر.

وقال سعدي أن الغضب عند الجزائريين يكون أكثر حدة في الصيام منه في الإفطار، بسبب تغير النمط الواحد الذي يعيشه الفرد طيلة 11 شهرا واستبداله بآخر في شهر واحد، إضافة إلى بروز حاجز الأكل والاصطدام بالكثير من الممنوعات خلال شهر رمضان. وأشار سعدي أن هناك مقاومة نفسية لهذا السلوك في رمضان والتعود على الصيام، مضيفا أن نسبة 60 بالمائة من الجزائريين لا يتقبلون فكرة الصيام إلا بعد مرور على الأقل أسبوع من رمضان، حيث عادة ما يتم التحكم في سلوكيات الغضب وتقل مظاهر العنف.

من جانب آخر، أرجع سعدي الغضب والنرفزة عند الكثيرين للانقطاع عن تناول إحدى المواد التي تسبب الإدمان، باختلاف درجات تأثيرها، حيث أشار سعدي أن ذلك يؤدي إلى حالة من التوتر لأن خلايا في الدماغ تتعود على جرعات معينة من تلك المواد، التي يؤدي عدم توفرها إلى حالة من النرفزة. غير أن ذات المختص أكد أنه "لا يجب اتخاذ الأمر ذريعة للبعض ليقوموا بما يشاؤون"، فباستثناء بعض الحالات الصعبة والمستعصية للإدمان، كالإدمان على الأقراص المهلوسة، فإن النرفزة التي يسببها الانقطاع عن التدخين مثلا لا تصل درجة الخروج عن الوعي وعدم التمكن من السيطرة على النفس، يضيف سعدي الذي قال أن الإدمان قد لا يكون وحده السبب وراء النرفزة التي يشعر بها البعض خلال نهار رمضان، لأن تناول الطعام بطريقة غير ملائمة في الإفطار أيضا قد يتسبب في اضطراب في النوم، يثير بدوره تلك الحالة، وبالرغم من ذلك أوضح سعدي أن رمضان بريء من سلوكيات الغضب والنرفزة، مشددا على أن ضبط النفس أمر ممكن بل ومفروض في رمضان.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن