الوطن

تفنّن في "الابتزاز" و"السرقة" في رمضان باسم "طلب الصدقة"!

ظاهرة التسول توسعت بشكل ملفت ومقلق في المجتمع الجزائري

التسول بالأطفال الرضع.. أكثر ما يستفز الجزائريين 

 

يتعرض الجزائريون يوميا بالشوارع والطرقات وكذا وسائل النقل لابتزاز وسرقة تحت مسمى التسول وطلب الصدقة، حيث توسعت ظاهرة التسول بشكل ملفت هذه الأيام، واتخذت أشكالا عديدة، وتبنى المتسولون أساليب مختلفة باتت مستفزة وتتعدى الحدود في بعض الأحيان، وهو ما استنكره العديد من المواطنين.

ومع بداية شهر رمضان الكريم توسعت ظاهرة التسول بشكل كبير وملفت للانتباه، فالمتجول بالعاصمة هذه الأيام يصطدم بأعداد هائلة من المتسولين الذين ينتشرون في كل مكان، في الشوارع الرئيسية والأزقة، في الحدائق والساحات العمومية، عند إشارات المرور وفي مفترقات الطرق، وبوسط المدينة عند ازدحام السيارات، في الأسواق الشعبية والمقاهي، في مواقف السيارات ومحطات المسافرين، وحتى أمام مراكز البريد والبنوك، وعند أبواب المقابر، في كل هذه الأماكن، يستوقفك متسولون من الجنسين، ومن مختلف الفئات العمرية، أطفالا، نساء، رجالا، شيوخا وعجائز، وحتى الفتيات الشابات أصبحن يمتهن هذه المهنة بكثرة، ولأن رمضان معروف عند الجزائريين بالتكافل الاجتماعي فقد وجد هؤلاء فيه فرصة لتحقيق أكبر قدر من الربح.

 

خداع وأساليب مفضوحة لطلب الصدقة

 

وبالنسبة للمتسولين الجزائريين أو حتى أولئك الذين يتقمصون شخصية لاجئين سوريين فقد باتت أساليبهم مفضوحة، فأغلبهم يمارسون احتياليا واضحا، يعمدون من خلاله لجمع أكبر قدر من المال، وتتعدد حجج هؤلاء النساء والرجال القادرين على العمل بين المرض والحاجة والتفكك الأسري بالنسبة للنساء خاصة، وفي شهر رمضان تنوعت عبارات الاستعطاف لهؤلاء الذين يلعبون على مشاعر الجزائريين، فبين عبارات صدقة لإفطار الصائم يظهر خداع هؤلاء ليس لأن وجوههم معروفة والعديد من المواطنين اكتشفوا أنهم ليسوا محتاجين أصلا، وإنما بسبب بطلان حجتهم في طلب الصدقة، فبأغلب الأحياء تنتشر عشرات مطاعم الرحمة، وبالنسبة لهؤلاء فإن إفطارهم أسهل ما يكون للجمعيات التي باتت تبحث عن محتاجين وفقراء لجمعهم على طاولة خمس نجوم في معظم أحياء العاصمة والولايات الأخرى، غير أن هؤلاء يفضلون طلب الصدقة على الاستفادة من خدمات مطاعم الرحمة وحفظ كرامتهم.

 

استفحال الظاهرة يصعب التمييز بين المتسول المحتاج والمحتال

 

وبسبب الاحتيال الذي بات يمارسه أغلب المتسولين، فقد اختلطت الأمور على الجزائريين، فالبعض من الجزائريين يرى أن هناك متسولين بحاجة ماسة لمساعدات نظرا لظروفهم الاجتماعية والاقتصادية المزرية، خصوصا في هذا الشهر الكريم، حيث تشهد كل أنواع المواد الغذائية ارتفاعا محسوسا، غير أنهم لا يعرفون المتسول الحقيقي من المحتال، بينما أشار البعض الآخر إلى أن معظم هؤلاء المتسولين معروفون فهم ليسوا بحاجة لمد أيديهم للتسول، واعتادوا التسول وهم يعتمدون تقنيات معروفة في مجال الخداع والاحتيال، معتبرين أنه في ظل هذا العدد الهائل من المتسولين، أصبح من الصعب التمييز بين المتسول المحتاج والمتسول المحتال، ما يدفع بالعديد من المواطنين إلى الامتناع عن دفع صدقة.

 

التسول بالأطفال الرضع.. أكثر ما يستفز الجزائريين

 

من بين أكثر ما يستفز الجزائريين في ظاهرة التسول، هو استغلال فئة الأطفال والرضع من أجل استعطاف المواطنين وابتزازهم بطريقة غير أخلاقية، حيث تحولت الظاهرة في رمضان وخارج رمضان إلى استغلال حقيقي لهذه الفئة، وهو ما يجب التصدي له خاصة بعدما تم تسجيل حالات لمتسولين يستغلون قصرا ورضعا بشكل يومي في عملية التسول، ضمن شبكات منظمة، علما أن قانون حماية الطفل يشدد على خطورة تعريض الطفل للإهمال أو التشرد أو المساس بحقه في التعليم والتسول بهؤلاء أو سوء المعاملة واستغلالهم.

س. زموش 

 

من نفس القسم الوطن