الوطن
أسواق الرحمة "تخذل" الزوالية؟!
تزاحم وإقبال كبير مقابل أسعار قريبة من الأسواق العادية وفوضى وسوء تسيير
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 ماي 2018
• أسواق تتأخر في فتح أبوابها لغاية الآن وأخرى خالية على عروشها
تعرف أسواق الرحمة المنتشرة عبر عدد من المواقع بالعاصمة هذه الفترة، إقبالا كبيرا لمواطنين هربوا من لهيب الأسعار الذي فرضه التجار، غير أن هذه الأسواق لم ترق لتطلعات الزوالية بسبب الفوضى التي تطبع تسييرها، فعدد منها لم يتم فتحه لغاية الآن، في حين أن الأسعار المطبقة لا تختلف كثيرا عن باقي الأسواق، زيادة على نقص العرض مقارنة بارتفاع الطلب، حيث يقصد أسواق الرحمة محدودو الدخل وحتى ميسورو الحال.
• إقبال كبير وميسورو الحال يزاحمون الزوالية
وتعرف أسواق الرحمة المنتشرة عبر العاصمة، منذ بداية رمضان، ازدحاما كبيرا بسبب إقبال المواطنين بحثا عن الأسعار المناسبة، في ظل الغلاء الفاحش الذي تعرفه باقي الأسواق خلال الشهر الفضيل، وقد تجاوز الطلب في هذه الأسواق كل التوقعات، خاصة وأن هذه الأخيرة ليسب قبلة لمحدودي الدخل فحسب، فحتى ميسورو الحال أصبحوا يقبلون على أسواق الرحمة للاستفادة من التخفيضات والمنتجات المدعمة، وهو ما أفرز طلبا متزايدا، قابله تذبذب في العرض، حيث وقفنا على مستوى سوق الاتحاد العام للعمال الجزائريين في ساحة أول ماي على نقص ونفاد العديد من المنتجات بسبب السيول البشرية التي تجتاح السوق بشكل يومي، مع تسجيل غياب تنسيق بين التجار هناك والموردين لهذه السوق.
• بحث في فائدة الأسعار المنخفضة
من جانب آخر، وفيما يخص الأسعار، فرغم أنها مستقرة مقارنة بباقي الأسواق، إلا أن الفارق ليس بالكبير، فأسعار البطاطا على سبيل المثال في أسواق الرحمة تتراوح بين 30 و35 دينارا جزائريا، في حين وصلت في باقي الأسواق أمس 40 دج حيث انخفضت مقارنة بما كانت تشهده اليوم الأول من رمضان، وفيما يخص أسعار المواد الغذائية الأخرى، فإن الإيجابي في أسواق الرحمة هو العروض والتخفيضات حيث يتم بيع بعض المواد بالجملة ويتم منح كميات إضافية بشكل مجاني، على غرار أحد أنواع الكسكس حيث يمنح المنتج لإحدى العلامات كيسا مجانيا لكل من يقتني كيسين من الكسكس، وهو ما جعل الإقبال يتضاعف على أجنحة المواد الغذائية المحلية، وما يلفت الانتباه هو توفر شاحنات لبيع حليب الأكياس، حيث استحسن المتوافدون على هذه السوق توفر أكياس الحليب، معبرين عن استيائهم من عدم توفره في مختلف المحلات التجارية، حيث شهدت طوابير طويلة على الشاحنة التي كانت محملة بالحليب في ظل نقصه في مختلف بلديات العاصمة.
• أسواق رحمة تتأخر في فتح أبوابها لغاية الآن وأخري خالية على عروشها
لكن بالمقابل فإن نقائص بالجملة تعرفها أسواق الجملة، فعدد من النقاط على مستوى العاصمة تم تسجيل تأخر في فتحها، على غرار السوق الكائن بسيدي عبد الله، فإلى غاية الآن لم يتم فتح هذا السوق. من جانب آخر، توجد العديد من المحلات التجارية داخل أسواق الرحمة الموزعة على مستوى بلديات الجزائر العاصمة، فارغة، وأخرى لم تفتح بعد، وهو ما جعل بعض الجهات تنتقد أسواق الرحمة معتبرة إياها تشجيعا للتجارة الموازية، بينما كان على وزارة التجارة أخذ إجراءات أكثر نجاعة لضبط الأسواق في رمضان والحفاظ على القدرة الشرائية للجزائريين، من خلال محاربة المضاربة والاحتكار وتشديد الرقابة خاصة وأن أسواق التضامن تشهد حالة كبيرة من الفوضى، بسبب خلط المهام والأدوار، فتاجر الجملة لا يستطيع حسب بعض ممثلي التجار أخذ دور تاجر التجزئة، وهذا ما حال دون وصول هذه الأسواق إلى أهدافها المسطرة.
س. زموش