الوطن

قفة رمضان... فشل يتجدد كل سنة؟!

رغم تعدد الجهات المنظمة

كرامة المعوز تهان على أبواب الأميار!

 

لم تمثل عملية توزيع قفة رمضان، هذه السنة، استثناء، حيث طبعت العملية العديد من التجاوزات والفضائح، دون الحديث عن قيمة القفة التي كانت نقطة سوداء، خاصة مع ارتفاع الأسعار ونسب التضخم. ولم يفلح العديد من الأميار في تسيير قفة رمضان هذا الموسم، شأنهم شأن عدد من الجمعيات، رغم أن وجه الاختلاف كبير بين من ينظم عملية تضامنية في رمضان بدعم من المحسنين وبين من يتلقى الدعم من وزارة الداخلية ووزارة التضامن، ورغم ذلك يقدم منتوجات منتهية الصلاحية للمعوزين في رمضان.

وقد تعددت هذه السنة الجهات المنظمة لقفة رمضان، فبالإضافة للمساعدات التي تمنح من قبل البلديات، نظمت العديد من الجمعيات الخيرية التي تنشط على المستوى المحلي عمليات مشابهة لقفة رمضان، وكذا بعض المساجد وحتى هيئات تابعة لرجال الأعمال، لكن القاسم المشترك بين كل هؤلاء هو فشل تسيير العملية.

 

الدعم... عائق الجمعيات في إيصال المساعدات لكل محتاجيها 

 

وعدا بعض الجمعيات الخيرية المعروفة، لم تتمكن جمعيات خيرية أخرى من تغطية كل المسجلين في قوائمهم، والسبب نقص التمويل، حيث تعتمد هذه الجمعيات في تسيير عملياتها التضامنية في رمضان على صدقات المحسنين ودعم بعض التجار، والذي يكون عادة شحيحا، وهو ما جعل هذه الجمعيات غير قادرة على تغطية كافة المحتاجين المسجلين في قوائمها، وقد لجأت العديد من الجمعيات إلى نظام التداول في القفة، حيث تم توزيع قفة رمضان على عدد من العائلات لتتواصل عملية جمع التبرعات من أجل برمجة عملية ثانية منتصف رمضان، توزع فيها القفة على من لم تشملهم العملية الأولي.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس جمعية "ناس الخير"، إلياس فيلالي، أمس، في تصريح لـ"الرائد"، أن الجمعيات في رمضان أخذت زمام المبادرة رغم ضعف إمكانياتها ومواردها المالية، ورغم ذلك هناك جمعيات استطاعت أن تتفوق حتى على السلطات المحلية فيما يخص المساعدات التي قدمت بداية رمضان للعائلات المعوزة والفقيرة، مشيرا أن مشكل التمويل وقف عائقا بالنسبة للجمعيات التي لم تتمكن من تغطية كافة المسجلين في قوائمها. وقال فيلالي أن أغلب الجمعيات تحتاج للدعم، لذلك ستواصل حملة جمع التبرعات طيلة رمضان على الأقل لمساعدة المحتاجين في عيد الفطر.

 

كرامة المعوز تهان على أبواب الأميار!

 

وبالنسبة لقفة رمضان التي وزعها الأميار، لم يتمكن أغلب هؤلاء من تسيير أمثل للعملية، حيث لم تتحقق أي من الوعود التي كان يقدمها الأميار قبل رمضان، والمقترحات التي ظهر بها هؤلاء عبر وسائل الإعلام منها إيصال قفة رمضان إلى غاية بيوت المحتاجين، ومنع أي تجاوزات وتلاعب، حيث سجل في العديد من البلديات في عدة ولايات، على غرار ولاية وهران، تجاوزات عديدة مست بكرامة المعوز، في حين مثلت قيمة القفة والمواد التي تضمنتها نقطة سوداء مرة أخرى هذه السنة، فقيمة 5 آلاف دينار لم تحترم في أغلب البلديات التي وزعت مساعدات لا تتجاوز الـ3 آلاف دينار ثمن البقوليات ومواد منتهية الصلاحية في بعض المناطق. 

وعن تقييمه للعملية، أكد أمس رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، هواري قدور، أن قفة رمضان هذه السنة كانت مهزلة مرة أخرى، حيث لم يتم تسجيل أي جديد فيما يخص التعامل مع المحتاج ولا من حيث قيمة وصلاحية المنتجات. وقال قدور أنهم وقفوا في العديد من الولايات على تجاوزات وفضائح بالجملة سيتم الكشف عنها في تقرير مفصل قريبا، ليصيف أن تجربة السنة الحالية تثبت مرة أخرى أن قفة رمضان هي مساعدة تكرس للطبقية وتذل الجزائري، ومن الضروري التخلي عن هذه الصيغة واستبدالها بصيغة مساعدة أخرى خلال الأعوام القادمة.

 

رجال أعمال وأحزاب يوزعون قفف رمضان لـ"الزوخ"

 

هذا وقد حرصت جهات أخرى هذه السنة على تقديم مساعدات للمعوزين، منها هيئات تابعة لرجال المال والأعمال وحتى أحزاب سياسية وتنظيمات عمالية كبيرة، غير أن المساعدات الخاصة بهؤلاء غطت عددا محدودا جدا من المعوزين إن كانوا حقا معوزين، مع تغطية إعلامية كبيرة، وهو ما جعل البعض يعلق أن هؤلاء وزعوا قفة رمضان فقط من أجل التفاخر واستغلوا الفقراء لتسويق الصورة الإيجابية عن أنفسهم.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن