الوطن

الجزائريون ... من طبق "الشربة" إلى أكياس "السيروم"!

طوارئ بالمستشفيات بسبب الإفراط في الأكل ودوخة الصيام

"دوخة" نقص النيكوتين والكافيين تجر شبابا إلى المستشفيات

بقاط: على المرضى الممنوعين من الصوم الالتزام بما يقوله الأطباء 

 

عرفت مصالح الاستعجالات الطبية في أغلب مستشفيات العاصمة، أمس، حالة من الطوارئ قبل وبعد الإفطار، بسبب توافد عدد كبير من المواطنين أصابهم الدوار وانخفض لديهم السكر وضغط الدم بسبب الصيام، وأولئك الذين توافدوا على المستشفيات دقائق بعد الإفطار بسبب إفراطهم في الأكل، ما أدى بهم للإصابة بالتخمة، حيث انتقلوا من أطباق الشربة مباشرة إلى أكياس "السيروم".

وحسب ما وقفنا عليه في عدد من مصالح الاستعجالات بمستشفيات العاصمة، فقد توافد، أمس، العشرات من المرضى قبل وبعد الإفطار لتلقي الإسعافات الأولية، وقد عجت مصالح الطوارئ بحالات عديدة لجزائريين لم يتحملوا مشقة الصيام أول يوم، وآخرين أفرطوا في الأكل ليجدوا أنفسهم في أسرة المستشفيات.

 

"دوخة" نقص النيكوتين والكافيين تجر شبابا إلى المستشفيات 

 

ومن بين أكثر الحالات التي استقبلت في المستشفيات قبل الإفطار، هي حالات لمواطنين من كبار السن مصابين بأمراض مزمنة، ورغم ذلك أصروا على الصيام، ما أدى بهم لمضاعفات خطيرة على غرار الدوار والإغماء، حيث شخصت حالاتهم على أنها انخفاض حاد في نسبة السكر في الدم وانخفاض في نسبة الضغط الدموي، لكن ذلك لا يمنع وجود حالات لشباب أوصلتهم "دوخة" الصيام إلى المستشفيات، خاصة من أولئك المدمنين على القهوة والتدخين، حيث وجدوا صعوبة كبيرة أول يوم رمضان بسبب نقص مواد كالكافيين والنيكوتين في أجسامهم طيلة النهار، ما أدى لإصابتهم بدوار استدعى عند البعض تدخلا طبيا.

 

"لهفة" فـتخمة فمستشفى! 

 

من جانب آخر، فإن معظم الحالات المرضية التي سجلت في المستشفيات في أوقات ما بعد الإفطار خلال اليوم الأول والثاني من رمضان، هي آلام المعدة، حيث تم تشخيص العشرات من الحالات بسبب إفراط المواطنين في تناول الأكل بمختلف أنواعه وبكميات كبيرة ومن دون وعي، الأمر الذي يسبب متاعب صحية مثل الشعور بالمغص وآلام في المعدة. فبحسب الأطباء، فإن الأكل وبكميات كبيرة مباشرة بعد يوم كامل من الصيام ينهك الجهاز الهضمي الذي يعاني من مشقة هضم تلك الكميات الكبيرة من الغذاء المتنوع، وهو ما يرهق الإفرازات الحامضية ويترتب عنها زيادة الإفراز واعتلالها، وبالتالي ينتج عن ذلك الشعور بالآلام الحادة والدوار والتقيؤ.

 

بقاط: على المرضى الممنوعين من الصوم الالتزام بما يقوله الأطباء 

 

وفي هذا الصدد، أكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، محمد بركاني بقاط، أمس، أن مصالح الاستعجالات وككل سنة تعرف خلال الأيام الأولى من رمضان تدفقا كبيرا للمواطنين بسبب صعوبات الصيام، وكذا بسبب الإفراط في تناول الطعام مباشرة بعد الصيام، مشيرا أن أغلب المستشفيات أمس استقبلت ما بين 50 إلى 80 حالة قبل وبعد الإفطار. وأكد بقاط، في اتصال هاتفي مع "الرائد"، أن معظم المواطنين الذين يتوافدون قبل الإفطار هم من المصابين بمختلف الأمراض المزمنة، على غرار مرضى السكري، مرضى القلب، مرضى الضغط الدموي والضغط الشرياني، ضيق التنفس ومرض الربو، والعديد من المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية وأمراض مزمنة ترهق صاحبها بسبب الصيام. وحسبه، فالكثير من المرضى الذين تم تشخيصهم تبين أنهم ممنوعون من الصيام، فمرضى السكري مثلا خلال الصوم يتعرضون لانخفاض نسبة السكري في الدم، ما قد يدخلهم في غيبوبة، ومن بين مرضى القلب أولئك المطالبون بأخذ دوائهم بعد وجبة الغداء، وبالتالي فالصيام لديهم مستحيل، لكنهم يتعمّدون الصيام ويتعاطون دواءهم بعد وجبة السحور دون استشارة طبيبهم، ما يجعلهم يعانون من مضاعفات صحية خطيرة تنتهي بهم في المستشفيات.

 وهنا نصح بقاط كل أصحاب الأمراض المزمنة بضرورة استشارة طبيبهم المتابع قبل الصيام، مشيرا أن هناك حالات يمكنها أن تصوم ويتم تغيير أوقات تناول الدواء دون إشكال، بينما هناك حالات يمنع عليها الصوم لأنه قد يؤدي بها حد الموت.

 

تقليل اللحوم، "الزلابية" و"قلب اللوز" لتجنب التخمة

 

وبخصوص الحالات التي تقصد المستشفيات بسبب إفراطها في الأكل، أكد بقاط أن الجهاز الهضمي خاصة خلال الـ3  أيام الأولى يعاني خللا بسبب تغير أنماط الأكل والشرب ومواقيتها، وبالتالي فإن إرهاق هذا الجهاز بكميات كبيرة من الأكل مباشرة بعد الإفطار يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، ناصحا الجزائريين بضرورة اتباع نظام غذائي متوازن وصحي، وتفادي تناول الأطعمة التي قد تسبب متاعب صحية بالجملة، بالإضافة إلى التقليل من السكريات بالنسبة للأشخاص المسنين وكذلك اللحوم والوجبات الدسمة لأنها هي المتسبب رقم واحد في التخمة.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن