الوطن

اللهفة والتبذير.... فعل حرام يكشف عن تردٍ خطير لمنظومة القيم

حسب رجال دين وأخصائيين في علم الاجتماع

استنكر، أمس، رجال دين مظاهر اللهفة والتبذير التي تعرفها الأسواق مع بداية حلول رمضان، مؤكدين أنها لا تمت للعبادة بصلة، لأن رمضان هو شهر عبادة وليس شهرا لملء البطون، في حين أرجع أساتذة علم الاجتماع ما عرفته الأسواق أمس من شجارات وملاسنات فقط من أجل اقتناء حزمة من المعدنوس إلى حالة تردٍ خطيرة في القيم الاجتماعية.

وفي هذا الصدد، أكد إمام المسجد الكبير، علي عية، أمس، في تصريح لـ"الرائد"، أن ما تشهده بداية رمضان كل سنة من مظاهر للهفة والتبذير والمغالاة في اقتناء كميات كبيرة من المواد الغذائية لا يمت بأي صلة للدين الإسلامي، مشيرا أن ما عرفته الأسواق أمس من لهفة وإقبال جنوني على شراء ما يكفي لأيام من شهر رمضان، يمهد لتبذير كبير ستتسبب فيه العائلات الجزائرية، وهو ما ينبذه الإسلام في باقي الأيام فما بالك في شهر رمضان المعظم الذي يعد فرصة للتوبة والتقرب لله بالعبادات وليس شهرا للأكل والشرب.

وقال عية أن الله نهى عن الإسراف في الطعام وذلك في قوله تعالى: "كلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين"، فالإسراف في الطعام سبب من أسباب الضلال في الدين والدنيا، وعدم الهداية لمصالح المعاش والمعاد،، لذا يجب على المواطنين تفادي هذه المظاهر المرتبطة باللهفة وغيرها من الأمور التي قد تؤدي إلى الحرام، واغتنام رمضان في الطاعات والتوبة وليس في التفنن في إعداد أطباق الطعام التي ترمى في المزابل في النهاية.

 من جهته، ربط الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة الجزائر، الهادي سعدي، ما عرفته الأسواق بحالة التردي التي تعيشها منظومة القيم والأخلاق في الجزائر، مشيرا أنه عندما يتشاجر كبار في السن من أجل حزمة من المعدنوس ومن المفروض أن هؤلاء يمثلون قدوة لغيرهم، كيف سيكون تصرف آخرين من الشباب أو حتى الأطفال إذا تعلق الأمر برمضان والسلوك الاستهلاكي خلال هذا الشهر، مشيرا أنه من المؤكد أننا سنشهد كوارث في الأسواق هذه الأيام، ونصح سعدي الجزائريين بمضاعفة الأجر في هذا الشهر الكريم، الذي جعله الله للتطهير والصوم لا للأكل واللهفة.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن