الوطن

لهفة تصيب المواطنين وجشع يسيطر على التجار!

سيول بشرية تجتاح الأسواق بحثا عن ملء البطون تحضيرا لأول أيام رمضان

مواطنون يقتنون منتجات تكفي شهرا كاملا مرة واحدة

أسواق الرحمة وقصابات الزوالية قبلة لمحدودي الدخل

 

لم تفلح لا تطمينات وزارة التجارة والفلاحة بتوفر السلع في رمضان واستقرار الأسعار، ولا دعوات الأئمة وجمعيات حماية المستهلك لتجنب اللهفة والتبذير تحصيلا لأجر الصيام، في تحسين السلوك الاستهلاكي للجزائريين ليلة رمضان في التقليل من مظاهر المضاربة، حيث ضربت اللهفة التي أصابت معظم المواطنين والجشع الذي سيطر على التجار الأسواق مع بداية رمضان في صورة مماثلة للسنوات الماضية.

رغم تطمينات وزارتي التجارة والفلاحة بتوفر السلع واستقرار الأسعار في رمضان، ورغم دعوات الأئمة للمواطنين بتجنب اللهفة والتبذير تحصيلا لأجر الصيام ومساهمة في خفض الأسعار، والحملات الفايسبوكية الداعية للاستهلاك المتوازن، عرفت الأسواق، أمس، لهفة ضربت عرض الحائط بكل هذه المساعي والمبادرات، حيث هجم مواطنون في أول يوم رمضاني على المحلات والأسواق والقصّابات والمخابز، في الساعات الأولى للصباح الباكر، متسببين في طوابير عريضة في الشوارع عبر العاصمة، مثلما في ولايات أخرى عديدة، فيما عمد التجار عبر العديد من الأسواق لاستغلال الفرصة ورفع الأسعار بشكل ملفت.

 

مواطنون يقتنون منتجات تكفي شهرا كاملا مرة واحدة

 

وفي جولة قادت "الرائد" ليلة رمضان إلى بعض أحياء وأسواق العاصمة، وقفنا على حجم اللهفة التي أصابت الجزائريين حيث راح أغلبهم يشتري منتجات تكفي لشهر رمضان مرة واحدة، متسببين بذلك في رفع الأسعار وندرة بعض المنتجات. 

وفي الأسواق الشعبية شكل المواطنون، ومنذ الصباح الباكر، طوابير على القصابات، ما تسبب في حدوث فوضى ونفاد كميات اللحوم الحمراء وكذا اللحوم البيضاء في وقت مبكر من نهار أمس، ليجد هؤلاء أنفسهم في رحلة بحث عن كيلو لحم غنمي، وهو نفس السيناريو الذي سجل على أبواب محلات المواد الغذائية، خاصة بالنسبة لمادة الحليب التي يعرف توزيعها أزمة في عدد من البلديات، حيث تشكلت طوابير على نقاط التوزيع في أغلب المحلات. أما مواطنون آخرون فقد تهافتوا على المخبزات من أجل التزود بكميات كبيرة من الخبز الذي يعد المادة الأولى التي تبذر خلال شهر رمضان. 

والغريب هو الإقبال على محلات بيع الحلويات من زلابية وقلب اللوز، حيث لم تستثن هذه المواد من اللهفة رغم أننا في اليوم الأول فقط.

 

اللهفة تنتج ندرة في بعض المواد عبر أسواق العاصمة

 

وبسب هذه اللهفة، عرفت العديد من المواد، أمس، ندرة في الأسواق وعلى رأسها اللحوم البيضاء التي نفدت في أسواق كل من جسر قسنطينة وباش جراح وكذا بئر مراد رايس، حيث لم تكف الكميات التي زودت بها هذه الأسواق طلب الجزائريين، في حين سجلت ندرة أيضا في مادة الديول المنزلية على مستوى العديد من الأسواق يوما قبل رمضان، كما اضطر عدد من المواطنين للنهوض باكرا من أجل الحصول على حزمة من الديول شأنها شأن "الحشيش" و"المعدنوس" الذي نفد هو الآخر من الأسواق في وقت جد مبكر، في حين طرح المشكل أيضا بالنسبة للحليب المدعم وحتى بالنسبة للخبز بسبب قلة عدد المخبزات في بعض بلديات العاصمة.

 

تجار يستثمرون في الإقبال ويرفعون الأسعار

 

وبسبب ما شهدته العاصمة من إنزال بشري، فقد استغل التجار فرصة التحضير لليوم الأول من رمضان والإقبال الجنوني لرفع الأسعار بنسب تتراوح بين 15 و20 بالمائة، خاصة للمواد كثيرة الاستهلاك في هذا الشهر.

وقد ارتفع سعر البطاطا أمس ليصل إلى حدود 70 دج في بعض الأسواق، أما الطماطم فقد بلغ سعرها 100 دج، ليبلغ سعر الفلفل الحلو 90 دج، في حين بلغت الكوسة 150 دج للكيلوغرام، في الوقت الذي كان سعرها الأسبوع الماضي 80 دج للكلغ. أما الجلبانة 120 دينار والجزر 120 دج للكيلو غرام، وبلغ سعر الخس 120 دج والبصل 45 دج للكيلوغرام الواحد. 

الفواكه هي الأخرى لم تسلم من الارتفاع في الأسعار، حيث بلغ سعر الدلاع 100 دج للكيلو غرام الواحد وتجاوز سعر البطيخ الأصفر الشبكي 150 دج، ليصل سعر الموز إلى 320 دج. وبالنسبة للتمور فقد كان الارتفاع قياسيا حيث وصلت بعض أنواع التمور المعروفة بجودتها لحدود الـ 1000 دج. 

 

أسواق الرحمة وقصابات الزوالية قبلة لمحدودي الدخل

 

وقد وجد بعض الجزائريين في أسواق الرحمة وقصابات الزوالية ملجأ من الغلاء، حيث شهدت هذه الأخيرة أمس طوابير وإقبالا قياسيا طمعا في إيجاد أسعار مناسبة، ففي أحياء باب الوادي والحراش عرفت قصابات الرحمة طوابير وأعدادا قياسية من الزبائن الذين يبحثون اقتناء اللحوم بأسعار منخفضة، حيث طبقت هذه القصابات أسعارا أقل من تلك التي عرفتها باقي القصابات عبر البلديات، حيث لم تتعد لحوم الغنم في هذه القصابات 1000 دج، في حين وصلت في قصابات أخرى سقف 1400 دج. 

وبأسواق الرحمة عرفت الخضر استقرارا مقارنة بباقي الأسواق، وهو ما جعل المواطنين يتوافدون عليها في ساعات مبكرة لاقتناء ما يحتاجونه من مستلزمات.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن