الوطن

الأعباء المالية للبلديات الفقيرة تتضاعف بسبب "الرحلة"...!

في ظل نقص الدعم من الولاية وغياب المرافق التي يمكنها أن تحتوي السكان الجدد

نقائص بالجملة ولسان حال الأميار: "العين بصيرة واليد قصيرة"! 

 

ضاعفت عمليات الترحيل التي تعرفها العاصمة مؤخرا من أعباء البلديات التي استقبلت المرحلين الجدد، فالأحياء المستحدثة داخل النسيج العمراني لهذه البلديات، والتي تصنف أغلبها كبلديات فقيرة على غرار الشبلي وبئر توتة والحراش وبرج البحري، أصبحت تشكل في تسييرها عبئا على الأميار، في ظل غياب المرافق التي يمكنها أن تحتوي السكان الجدد والخدمات التي يجب أن توفرها البلديات لهؤلاء، ما يمثل أعباء إضافية تستهلك من ميزانية البلديات.

وقد برزت، في السنوات الأخيرة، أحياء جديدة استوطنت عددا من البلديات التي تصنف في خانة الفقيرة وعلى رأسها بلدية الشبلي التي تضم الآلاف من السكنات الاجتماعية، وبلديات براقي والحراش وبئر توتة وكذا برج البحري وأولاد فايت، وهي كلها بلديات تنعدم فيها المداخيل الجبائية الكبيرة بسبب انعدام المؤسسات الاقتصادية والحظائر والمناطق الصناعية التي يمكنها أن تنعش خزينة هذه البلديات، التي كانت في وقت سابق تتميز بكثافة سكانية قليلة، غير أنها ومع انطلاق عمليات الترحيل ارتفعت مستويات التعداد السكاني لترتفع معها متطلبات البلدية التي باتت أغلبها غير قادرة على تسيير المرافق التي يحتاجها السكان من مدارس ومستوصفات وأسواق ومحطات نقل، وهو ما أفرز واقعا متدهورا للمرحليين الجدد، بل أن هناك من البلديات من كانت غير قادرة على تسيير متطلبات سكانها القدامى وكانت تعاني التهميش والغزلة، فكيف إن أضيف على عاتقها مسؤولية الآلاف من السكان الجدد وعشرات الآلاف من الوحدات السكنية، ليجد الأميار أنفسهم في مواجهة مشاكل ومتطلبات وأعباء إضافية هم مطالبون بتسييرها، على غرار النقل والتهيئة والتنظيف، ليبقى مشكل المرافق التربوية من أكثر المشاكل التي أفرزتها عمليات الترحيل. فالعجز في هذه المرافق كان له الأثر السلبي في احتواء العدد الهائل من التلاميذ، وتكرار سيناريو الاكتظاظ لسنوات متتالية.

 

المرافق التربوية في مقدمة المشاكل التي أفرزتها عمليات الترحيل

 

هذا وتواجه جل المؤسسات التربوية بالبلديات التي استقبلت المرحلين الجدد بكل من خرايسية وبئر توتة والدويرة وأولاد فايت، مشكل اكتظاظ المدارس بسبب تضاعف عدد السكان وإنشاء أحياء سكنية جديدة تنعدم فيها المرافق التربوية. ووصل عدد التلاميذ الذين يدرسون في قسم واحد في هذه البلديات إلى 50 تلميذا في بعض الأحيان. 

الوضع الذي أجبر المدارس على العمل بنظام الدوامين، وهو الأمر المرشح لأن يتكرر مرة أخرى خلال الدخول المدرسي المقبل، بعدما تمت برمجة، خلال فترة الستة أشهر الأخيرة، عمليتي ترحيل على التوالي، ما يعني أن المرحلين الجدد سيوضعون في ورطة ويضطرون للبحث بأنفسهم عن مدارس تستوعب أبناءهم.

 

نقائص بالجملة ولسان حال الأميار: "العين بصيرة واليد قصيرة"!

 

هذا ويطرح المرحلون الجدد عبر العديد من البلديات العديد من النقائص التي لا تزال تنتظر الالتفاتة، فهناك من السكان من تم ترحيلهم منذ 3 سنوات إلى عدد من الأحياء، أبرزها الأحياء المتواجدة ببلدية بئر توتة ما زالوا يعانون بسبب غياب خطوط نقل، حيث هناك العديد من الأحياء لا تصلها حافلات النقل ويضطر السكان لقطع مسافات طويلة بحثا عن وسيلة نقل. كما يطرح السكان إشكالية غياب الممهلات بمعظم أحياء السكنات الاجتماعية ما أدى إلى بروز حوادث مرور بالجملة في هذه الأحياء، خاصة بالنسبة لأبنائهم، وغياب فضاءات اللعب والمساحات الخضراء لفائدة الأطفال، بالإضافة إلى غياب مكاتب بريد وفروع بلدية ومراكز استشفائية جوارية، وهو ما جعل السكان يحملون المسؤولية للأميار الذين لم يتخذوا الإجراءات اللازمة لاستحداث هذه المرافق، مطالبين بضرورة تحسين وضعية هذه الأحياء الجديدة، وهو ما يصطدم بمشكل قلة ميزانيات البلديات التي توجد بها الأحياء السكنية الجديدة، حيث يشير أغلب رؤساء هذه البلديات أن هذه الأخيرة يستحيل أن تتمكن من تغطية عدد المرحلين إليها، معتبرين أن إمكانيات البلديات وقدرتها المالية كانت عاجزة حتى عن تغطية احتياجات السكان القدامى، فكيف لها أن تتمكن من التكفل بآلاف السكان الجدد، في ظل عجز الميزانية وبقاء دعم الولاية غير كاف.

س. زموش
 

من نفس القسم الوطن