الوطن

"ديديكاس" لأصدقاء وصفحات فايسبوك ودعم لحملات المقاطعة من الحج والعمرة !

في ظاهرة بدأت بالأماكن السياحية ووصلت حتى الحرم المكي

عية: الإهداءات وصور "السيلفي" في الحج والعمرة مكروه ورياء

سعدي: الظاهرة تخفي وراءها بعدا عن القيم الدينية ونزعة للظهور 

 

وصل هوس بعض الجزائريين بمواقع التواصل الاجتماعي إلى أبعاد خطيرة، فزيادة على نشر أغلب رواد هذه المواقع تفاصيل حياتهم الشخصية وصورهم ومواقع تواجدهم، تطور الأمر ليصل حتى لنشر صور لأداء العبادات، على غرار الصلاة والعمرة والحج، غير أن الظاهرة التي بدأت تأخذ حيزا أكبر هي ظاهرة إرسال التهاني والإهداءات المكتوبة في أوراق مصورة، تحمل في خلفياتها الكعبة الشريفة، سواء أثناء أداء العمرة أو الحج، وهو ما اعتبره رجال الدين ابتعادا عن الهدف السامي لفريضة من فرائض الدين الإسلامي.

وكثيرا ما يصادف المتصفح لمواقع التواصل الاجتماعي صورا تكون عبارة عن ورقة مكتوب فيها إهداء لشخص أو صفحة فايسبوكية أو حتى دعم لإحدى الحملات، كمقاطعة شراء منتج، إلى غير ذلك. غير أن خلفية هذه الصور هي التي تثير الاستغراب وكثيرا من علامات الاستفهام عندما يتعلق الأمر بالكعبة الشريفة أو المسجد الحرام، ما يعني أن من قام بالتقاط هذه الصور إما يكون يؤدي مناسك العمرة أو مناسك الحج. 

وقد برزت هذه الظاهرة بداية خلال الرحلات السياحية حيث يقوم الجزائريون بإرسال "ديديكاس" لعائلاتهم أو أصدقائهم أو حتى متابعيهم على الفايسبوك عبر صور تحمل ورقة مكتوب فيها عبارة ما، وتحمل في خلفياتها معالم وأماكن تعبر عن ذلك البلد، لتتوسع الظاهرة وتشمل حتى الأماكن الدينية والمساجد، وتصل حتى الحرم المكي. 

فرغم قدسية المكان، لا يتوانى بعض الجزائريين وحتى العرب من المسلمين في التقاط صور السلفي وتصوير الفيديوهات وإرسال "الديديكاس" حتى من داخل الحرم المكي، وهو ما اعتبره رجال الدين مذموما، لأن التصوير داخل الحرم يخرج المعتمر أو الحاج من روحانية الفريضة الدينية، فينشغل بالتصوير عن الخشوع والخضوع، في حين يرى خبراء علم النفس أن حب الظهور الذي طغى على معظم الجزائريين بات سببا في بروز العديد من الظواهر، منها ظاهرة "الديديكاس" التي يرسلها الجزائريون لبعضهم البعض من الحج أو العمرة.

 

سعدي: الظاهرة تخفي وراءها بعدا عن القيم الدينية ونزعة للظهور 

 

وعن الظاهرة وأبعادها الاجتماعية، أكد أمس الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة الجزائر، الهادي سعدي، أن هناك هوسا متزايدا بمواقع التواصل الاجتماعي وكل ما ينشر فيها، لدرجة أصبح الجزائري يحرص على توثيق تنقلاته ورحلاته وحتى عباداته، فقط من أجل نشرها في الفايسبوك، ومن لم يتمكن من السفر أو العمرة أو الحج فيكفيه ذكر اسمه في صورة توثق وتنشر بالفايسبوك. 

وقال سعدي أن ظاهرة إرسال الإهداءات من الحج والعمرة وتبادل هذه الصور تخفي وراءها بعدا عن القيم الدينية التي من المفروض أنها تحدث توازنا داخل نفس الفرد، زيادة على حب الظهور والتفاخر، سواء بالنسبة لمن يرسل الإهداء أو لمتلقي الإهداء. ليؤكد سعدي أنه من المهم أن يؤدي الفرد فرائضه الدينية في سكينة دون أن تزعزع هذه السكينة بانشغال بالفايسبوك والتقاط الصور، لأن الغاية من فريضة الحج أو العمرة هي الوصول إلى مرحلة روحانية قد لا يصلها من همه الوحيد هو التقاط السيلفي وإرسال "ديديكاس" من داخل الحرم المكي.

 

عية: الإهداءات والتقاط الصور في الحج والعمرة مكروه ورياء

 

من جهته، أكد إمام المسجد الكبير، الشيخ علي عية، لـ"الرائد"، أن التقاط السيلفي أو إرسال الإهداءات عبر الصور من الحج أو العمرة ليس محرما شرعا أو مفسدا لفريضة الحج أو العمرة، شريطة أن يكون ذلك بنية الاحتفاظ بذكرى من الحج أو العمرة، أما إن كان الهدف من الإهداءات المصورة وصور السيلفي والفيديوهات هو نشرها وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لكي يراها الناس حتى يعرفوا بأن فلانا في الحج أو العمرة، ويرسل تحية لفلان، فإن هذا يدخل في خانة الرياء، وهو أمر مكروه وقد يحبط العمل الصالح، مشيرا أنه عندما يكون الشخص في الحرم المكي، عليه أن يدرك عظمة المكان الذي هو فيه، ولهذا ينبغي عليه أن يقطع اتصاله بالخلق ولا يربط اتصاله إلا بالله سبحانه وتعالى، وهذا باستغلال كل دقيقة تمر عليه وهو في أفضل بقاع الأرض، بالدعاء والصلاة، وطلب المغفرة من الله، حتى يكون ذلك الوقت الذي قضاه في المدينة المنورة ومكة المكرمة سببا من أسباب دخوله اللجنة.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن