الوطن
أصحاب المعاشات بالعملة الصعبة يبيتون في العراء على أبواب البنوك!
بسبب سياسة بيروقراطية يتم التعامل بها في فروع "بدر" عبر الوطن
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 ماي 2018
يضطر العديد من زبائن بنك الفلاحة والتنمية الريفية "بدر" من المتقاعدين الذين يتقاضون منحهم من الصناديق الفرنسية للمعاشات للمبيت في العراء من أجل الحصول على معاشاتهم، حيث يشكل هؤلاء عبر أغلب وكالات البنك، منذ ساعات الليل الأولى، طوابير طويلة للحصول على معاشاتهم بسبب سياسة بيروقراطية يتعامل بها البنك عبر مختلف وكالاتهم مع هؤلاء الزبائن، بحجة غياب السيولة النقدية من العملة الصعبة.
وتشهد وكالات بنك الفلاحة والتنمية الريفية عبر عدد من الولايات بالوطن، مع بداية ومنتصف كل شهر، حالة من الفوضى العارمة، فمع موعد استلام المتقاعدين لمعاشاتهم بالعملة الصعبة، تبدأ المشاكل والعراقيل البيروقراطية، إلى درجة أن هؤلاء المسنين من المتقاعدين الذين يتقاضون معاشات من الصناديق الفرنسية، باتوا مضطرين للمبيت في العراء فقط من أجل الحصول على مكان متقدم في طوابير طويلة عريضة، بسبب أن البنك يصرف المعاشات لما لا يزيد عن عشرة متقاعدين ويؤجل العملية إلى وقت لا حق، بحجة غياب السيولة النقدية من العملة الصعبة.
معاناة المسنين تزداد حدة خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة، في ظل غياب قاعة استقبال ملائمة أو بديل آخر من أجل سحب الراتب، حيث يقفون في طوابير منذ الصباح الباكر وتستمر إلى آخر النهار، بينما خصص لهم شباك واحد فقط لتخليصهم والذي لا يكفي لاستيعابهم مقارنة بعددهم الذي يفوق ألف شخص مسجل بالوكالة، وهو ما جعلهم يطالبون في كل مرة بتخصيص شبابيك وموظفين إضافيين لتخفيف الضغط وتمكينهم من سحب راتبهم بكل كرامة، مثلما عبروا عن امتعاضهم وغضبهم الشديدين من التصرفات البيروقراطية التي تعاملهم بها إدارة البنك من أجل قبض مرتباتهم الشهرية، حيث لا تزال معاناتهم مستمرة منذ عدة سنوات، دون أن تتدخل السلطات المعنية لوضع حد لهذه "المهزلة" الكبيرة التي يتم بها تسيير هذا البنك، والذي باتت إدارته، حسبهم، تستثمر في هذه المعاناة، ناهيك عن تلك التعاملات "المشبوهة" والتي يمارسها بعض موظفي هذا البنك معهم، في إشارة واضحة إلى إرغام البعض منهم على "دفع" مقابل كرشوة من أجل تمكينهم من رواتبهم دون عناء، هذا دون الحديث عن تلك "البزنسة" الواضحة من خلال وجود أشخاص يتعاملون أمام البنك لتبديل العملة الصعبة بالعملة المحلية جهارا نهارا.
دنيا. ع