الوطن

لحوم "جيفة" ومواد تالفة في الأسواق والسعر يجذب "الزبائن"!

تعرف إقبالا كبيرا عشية رمضان رغم غياب شروط النظافة بها

حريز: الأسواق الأسبوعية هي بؤر التسممات الغذائية

خياطي: تسممات اللحوم هي أخطر التسممات على صحة المستهلك

 

وجد العديد من الجزائريين، عشية رمضان، في الأسواق الأسبوعية، فرصة لشراء الاحتياجات الأساسية بأسعار أقل من المتداولة في باقي الأسواق، رغم أن وضعية هذه الأسواق أقل ما يقال عنها أنها كارثية، حيث يتم عرض سلع ومنتوجات سريعة التلف على غرار اللحوم، في ظروف لا تراعي أدنى شروط النظافة، غير أن الغلاء مع اقتراب رمضان جعل معيار التسوق الوحيد عند الجزائريين هو السعر.

وتعرف مختلف الأسواق الأسبوعية في ولايات الوطن، حالة من الانفلات غير المسبوق، عشية رمضان. فمع تزايد الإقبال عليها للتزود بحاجيات ومتطلبات الشهر الكريم، زادت حدة الفوضى والوضع الكارثي، وعدا الأسعار المنخفضة والتي أصبحت المقياس الوحيد عند أغلب الزبائن، تعرض هذه الأسواق منتجاتها في غياب أدنى شروط النظافة. والغريب أن هذه المنتوجات تعرض جهارا نهارا وتعتبر قبلة للمتسوقين في غياب آليات الرقابة الممثلة في فرق مراقبة الجودة بمديريات التجارة.

 

مواشٍ تذبح في المزابل ولحوم تسوق في "العفن"

 

كما تعرف هذه الأسواق ممارسات خطيرة على صحة المستهلكين، حيث تم في الفترة الأخيرة، تداول صور بمواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة بجمعيات حماية المستهلك، توضح الوضع الكارثي والممارسات الخطيرة التي تحدث في أغلب الأسواق الأسبوعية، حيث يتم ذبح المواشي في المزابل المحاذية لهذه الأسواق ويتم عرض اللحوم على الهواء الطلق على طاولات تقطر دما وأوساخا وأشعة الشمس فوقها، دون إخضاعها للفحص البيطري، غير آبهين بالمخاطر الصحية. 

وقد رجحت جمعيات حماية المستهلك أن اللحوم المعروضة بهذه الصورة في الأغلب تكون مذبوحة بطريقة غير شرعية، كما أنها لا تخضع لأية فحوصات بيطرية، وهذا ما يجعل منها خطرا كبيرا على صحة المستهلك، كما لا يمكن استبعاد احتمال أن تكون ميتة "جيفة"، تنافيا مع الشرع ومعايير الصحة، لكن الغريب في الأمر أن أي حملات لمقاطعة هذه الأسواق واللحوم التي تباع فيها لم تنجح، بل بالعكس فإن هذه الأسواق وخاصة طاولات اللحوم تعد مقصدا للمتسوقين هذه الأيام، والذين يتهافتون على اقتنائها خاصة أن أسعارها منخفضة مقارنة بالأسعار في باقي الأسواق المغطاة.

 

حريز: الأسواق الأسبوعية هي بؤر التسممات الغذائية

 

وفي هذا الصدد، حمّل رئيس فدرالية المستهلكين، زكي حريز، أمس، ما يحدث في الأسواق الأسبوعية لمديريات التجارة، منتقدا التناقض الذي تبديه مصالح الرقابة بمديريات التجارة، حيث تباشر عملية تحسيس ضد التسممات، في الوقت الذي تشهد العديد من الأسواق البلدية والفوضوية حالة من الانفلات الكبير، من خلال عرض منتوجات سريعة التلف على جنب الطرقات وعرضة للشمس والغبار، كحال عرض اللحوم والأجبان والمشروبات الغازية، وهو الأمر الذي جعل حريز يطالب بتطبيق القانون وسحب هذه المنتجات من التداول، عوض سياسة العمليات التحسيسية، متسائلا ما معنى أن تحذر مديريات التجارة من التسممات الغذائية والأسواق الأسبوعية الفوضوية تعرض منتوجات هي في الأصل مشاريع تسممات قائمة. 

وفي هذا الصدد، قال حريز أن التجمعات التجارية الأسبوعية وحتى اليومية منها، يتم غزوها بأنواع كثيرة من المنتجات الاستهلاكية مجهولة المصدر، تُعرض في ظروف كارثية، غير أن أسعارها المنخفضة جدا جعلتها قبلة للمستهلكين، ومن ذلك عرض مشروبات غازية وأجبان غير معروف أين أنتجت، فالعلامات التجارية المُسوقة لهذه المنتجات غير معروفة لدى المستهلكين، إلا أن ذلك لم يمنع المواطنين من ابتياعها، ما يطرح أكثر من علامة تعجب واستفهام حول دور مصالح الرقابة التابعة لمديريات التجارة، ومدى وعي المستهلكين، يضيف حريز.

 

خياطي: تسممات اللحوم هي أخطر التسممات على صحة المستهلك

 

من جانبه، أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفيسور مصطفى خياطي، لـ"الرائد"، أن المواد الغذائية بالأخص اللحوم التي تعرض لأشعة الشمس تولد الملايين من الميكروبات والبكتيريا خلال ساعات قليلة فقط، وذلك لاحتوائها على الدم، وبما أن الميكروب يتغذى من الدم والحرارة تسهل نموه، فإن كل عناصر تشكل الجراثيم في هذه اللحوم قد هيئت، وهو ما يحدث في الأسواق الأسبوعية، مشيرا أنه من الخطر على الصحة العمومية عرض اللحوم وأحشائها في الهواء الطلق، حيث يمكن أن يسبب لمتناول هذه اللحوم تسممات خطيرة تصل حد الموت. 

وقال خياطي أنه يتوجب على المستهلك أن يتفطن ولا يدفع حياته وصحته ثمنا لكيلو لحم يقتنيه بسعر أقل بـ 200 دج من هذه الأسواق، معتبرا أنه من الأضمن للمستهلك اقتناء اللحوم من القصبات الموثوقة والتأكد من وجود ختم المصالح البيطرية، وكذا معاينة اللحوم قبل تناولها، معتبرا أن تسممات اللحوم هي من أخطر التسممات على الإطلاق.

س. زموش
 

من نفس القسم الوطن