الوطن

منظمات حماية المستهلك تتحرك لمحاربة التبذير في رمضان

حملات تحسيسية تنطلق وعمل ميداني سيبدأ مع الأسبوع الأول من الشهر الكريم

مع اقتراب رمضان، بدأت العديد من جمعيات حماية المستهلك في تنظيم حملات تحسيسية لمحاربة التبذير والسلوك الاستهلاكي غير المتوازن الذي يتخذه أغلب الجزائريين، حيث ركزت الجمعيات بشكل أكبر على تبذير الخبز ورمي "بقايا الغذاء" اللذين يتضاعفان خلال رمضان، رغم الغلاء وارتفاع الأسعار.

وقد بدأت جمعيات حماية المستهلك بمعية العديد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منذ الآن، في إطلاق حملات لمحاربة التبذير خلال شهر رمضان، وهي الظاهرة التي تتكرر كل سنة، حيث تتخوف جمعيات حماية المستهلك من تزايد حجم التبذير خلال شهر رمضان، حيث تتضاعف مظاهر هذه الظاهرة عادة في هذا الشهر، ويصل تبذير الخبز على سبيل المثال إلى حدود قصوى. 

وحسب تقديرات فدرالية الخبازين، فالجزائريون يرمون في القمامة حوالي 6 ملايين خبزة يوميا، وهو التبذير الذي يهدر العملة الصعبة، لأن كل المواد التي يصنع بها الخبز يتم استيرادها، وهو نفس الشيء بالنسبة لمواد غذائية أخرى وبقايا الغذاء. 

فهناك أسر خلال رمضان ترمي أطباقا كاملة من الطعام، فقط لأنها لم تبرمج ما تستهلكه من مواد وفق احتياجاتها خلال هذا الشهر. 

ولا تشمل مظاهر التبذير الأسر فقط، فحتى التجار متهمون بالتبذير خلال رمضان حيث ينتج عادة الخبازون كميات خبر أكبر لترمى نصف الكمية، ويرمي أيضا تجار الخضر والفواكه كميات كبيرة من هذه المواد في نهاية يومهم، بسبب بدء تعرضها للتلف، رغم أنه كان بإمكانهم تخفيض الأسعار تحقيقا لبيع كامل منتوجهم، وعليه فقد ركزت الجمعيات النشطة في مجال حماية المستهلك على الخبز والمواد الغذائية والوجبات المطبوخة بشكل أساسي في حملاتها، داعية المواطن لضرورة التحلي بسلوك استهلاكي إيجابي، خاصة أن التبذير مع الغلاء الموجود حاليا في الأسواق قد يساهمان في إضعاف القدرة الشرائية للجزائريين أكثر. 

وتبنت هذه الجمعيات مسؤولية تكوين أعوان ميدانيين ينشطون في الأسواق من أجل توعية الجزائريين بتجنب رمي المواد الاستهلاكية والخبز وبقايا الأكل. وستستهدف هذه الجمعيات النساء والرجال، مؤكدة أن المستهلك بحاجة إلى الكثير من التحسيس ليكتسب ثقافة استهلاكية، بتعليمه كيف يكون لديه سجل يدوّن فيه نفقاته ومداخيله ليصل إلى ترشيد استهلاكه ويتجنب التبذير.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن