الوطن
جمعيات خيرية: 90 بالمائة من التبرعات تصلنا من مواطنين عاديين
أكدوا أن العمل الخيري مناسباتي في الجزائر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 ماي 2018
أكد، أمس، عدد من رؤساء جمعيات خيرية تنشط على مستوى محلي، أنهم دائما ما يطلبون دعم ومساعدة رجال الأعمال والأثرياء من أجل إتمام برامجهم الخيرية، غير أن استجابة رجال الأعمال غائبة وأحيانا تأتي متأخرة أو تقترن بشرط عدم ظهور رجل الأعمال في الصورة.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس جمعية شباب الخير، أحمد بوطبل، في تصريح لـ"الرائد"، أن جمعيتهم كأغلب الجمعيات النشطة في العمل الخيري في الجزائر تعاني مشكل نقص التمويل، حيث يضطرون في الكثير من المرات لإطلاق دعوات وحملة تبرعات من أجل إتمام مشاريع خيرية تسطرها الجمعية، تكون عادة مرتبطة بالمناسبات الدينية أو بالدخول المدرسي، وأحيانا يتم التكفل بحالات تحتاج للعلاج أو المساعدة طيلة أيام السنة.
وقال بوطبل أن أكثر من 90 بالمائة من الموارد المالية التي تأتي الجمعية هي من عموم الجزائريين من الطبقة المتوسطة، مشيرا أن مساهمات رجال الأعمال والأثرياء في تمويل الجمعية شبه غائب. وقال بوطبل أن رجال الأعمال في المنطقة التي تنشط فيها الجمعية وهي الشلف والولايات المجاورة، يرفضون التعامل مع أي مبادرة خيرية، وينظرون للجمعيات على أنها تمارس الاحتيال، رغم أن العديد من الجمعيات برهنت في الميدان أنها تعمل لصالح المواطن المحتاج، مضيفا أن رجال الأعمال يفتقرون لثقافة التضامن والعمل الخيري، لذلك لا نري أي مؤسسة خيرية تحمل اسم رجل أعمال جزائري أو مدعومة من شخصية معروفة بثرائها في الجزائر.
من جهته، قال رئيس جمعية البسمة، محمد قنطاري، لـ"الرائد"، أن العمل الخيري في الجزائر لا يزال بدائيا ومناسباتيا ويعتمد على تمويل ضعيف، مشيرا أن مشكل التمويل هو القاسم المشترك بين أغلب الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني.
وأشار قطاري أن عمل الجمعيات بسبب صعوبات التمويل بات مقترنا بالمناسبات الدينية على غرار رمضان والعيد، رغم أن الفئات الهشة بالمجتمع تحتاج لمساعدة ومرافقة على مدار السنة. وكشف ذات المتحدث أنهم يتلقون في بعض المرات مساهمات مالية من طرف تجار ورجال أعمال غير أنها تبقى غير كافية، مضيفا أن غياب مؤسسات خيرية مدعمة من طرف رجال المال والأعمال راجع لهيمنة الدولة على القطاع التضامني، حيث قال قنطاري أنه حتى الجمعيات الخيرية بمواردها الضعيفة وإمكانياتها الضئيلة، يتم التضييق عليها فقط كي لا تقلل هذه الأخيرة من دور الدولة في مساعدة الفئات الهشة، فما بالك إن كان الحديث عن رجال أعمال وأثرياء وهنا تدخل العديد من الحسابات السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية.
دنيا. ع