الوطن

مسدور: الإشكالية في الدولة التي تحتكر العمل الخيري

قال بأن أثرياء الجزائر "يفعلون الخير" في السر

أكد، أمس، الخبير الاقتصادي، فارس مسدور، أن الأثرياء في الجزائر يقومون بأعمال خيرية لكن في السر، مشيرا أنه حتى وزارة التضامن تتلقى مساهمات ومساعدات من رجال الأعمال وتقوم بإعادة توزيعها على الفقراء، غير أن من يقدم هذه المساعدات عادة ما يبقى بعيدا عن الصورة بسبب سياسة الدولة في هذا الملف الذي يبقى حساسا، ما يفسر غياب مؤسسات خاصة للعمل الخيري تابعة للأثرياء.

وأشار مسدور أن هناك من الأغنياء في الجزائر من يقومون بأعمال خيرية لكن لا يتم تسليط الضوء عليهم أو رغبة منهم في البقاء بعيدين عن الصورة، غير أن ذلك يبقى محدودا ويشمل عددا صغير من الأغنياء في الجزائر، مشيرا أن العمل الخيري في الجزائر لا يزال بعيدا عن المستويات التي وصلت إليها بعض الدول العربية. 

وقال مسدور أن النشاط الخيري مرتبط بفترات معينة على غرار رمضان والعيد، في حين تختفي أي مبادرات إنسانية وخيرية باقي أيام السنة، مضيفا أن أغلب أغنياء الجزائر ممن يقدمون يد العون للشريحة الضعيفة من المجتمع، يفضلون البقاء مجهولين، مرجعا سبب غياب جمعيات أو مؤسسات يسيرها أثرياء من الجزائر للعمل الخيري إلى سياسة الدولة المنتهجة حيال هذا النوع من الملفات. 

ففلسفة هذه الأخيرة تقول أن الكلمة الأولى والأخيرة في كل ما له صلة بالعائلات المحتاجة يعود إلى الدولة، وظهور مثل هذا النوع من الجمعيات يقلل من دور الدولة في حماية المواطنين، مشيرا أن الحكومة تتعامل بحساسية تجاه مثل هكذا ملفات، ليضيف بالنسبة للدولة فإن استحداث مؤسسة خيرية تنجز آلاف المشاريع السكنية للفقراء أمر ينافس وزارة السكن التي تتفاخر بعدد السكنات المنجزة في إطار السكن الاجتماعي، لذلك من غير الممكن أن نرى عملا خيريا يضاهي ما يمارس في عدد من البلدان العربية. 

بالمقابل قال مسدور أن هناك أثرياء لا يهمهم بأي شكل من الأشكال العمل الخيري، فلو دفع هؤلاء زكاتهم فقط سيساهمون في القضاء على الفقر في الجزائر، مضيفا أن رجال الأعمال في الجزائر لا يزكون أموالهم حسب ثروتهم الحقيقية.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن