الثقافي
"الترجمة وحدود الإبداع": نماذج وإكراهات
خلال لقاء نضمه "مخبر الترجمة وأنواع النصوص" في جامعة وهران الأولى سلط الضوء على الظاهرة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 ماي 2018
نظم "مخبر الترجمة وأنواع النصوص" في جامعة وهران الأولى، ملتقى "حدود الإبداع في الترجمة الأدبية" مؤخرا، بمشاركة أكاديميين جزائريين من جامعات مختلفة، ويرى القائمون على الملتقى في بيان خاص بأسئلته إن النص الأدبي "يمتاز بميزات معجمية وتركيبية ودلالية خاصة تجعل من عملية الترجمة فعلاً شائكاً ومعقداً. فالإبداع الأدبي تصور خطي وكتابة شخصية لفعل تخيّلي وترجمة لا تقتصر على النقل والتحويل وإنما تغدو إعادة كتابة في لغة الآخر وبوسائله، وإعادة خلق لإبداع يوازي الإبداع الأول لكنه حامل لنسق ثقافي مختلف ومعرفي متباين".
ويلفت البيان إلى "دور السياق في توجيه العملية الترجمية وفي تلقيها لارتباطه بعناصر لغوية وأسلوبية ودلالية تعكس الخيار الترجمي والإستراتيجية المتبناة في نقله، لإنتاج نص يحقق حواراً بين ضفتين، وإن تباينت الوسائل الفنية والجمالية والثقافية لكل ضفة".
إن التراكم في هذا المجال أعطى مشروعية للوقوف على طبيعة هذا النشاط وفحص منطلقاته النظرية ومرجعياته الفكرية وبالتالي أساليب ترجمته ومنهجيات المشتغلين في حقله، وهو نقاش علمي قوامه البحث في قضايا الترجمة الأدبية لرسم صورة واضحة المعالم.
وناقش المشاركون أسئلة أساسية في عدة جلسات، أوّلها حول الترجمة الأدبية وإكراهاتها التي تتعلق باللغة وطبيعتها ومنطقها والتعامل مع الاستعارات والصور ونقلها. كما يطرح الملتقى سؤال العلاقة بين الترجمة الأدبية وحوار الثقافات وكيف تؤثر قراءة أدب ثقافة بعينها على قبولنا ورفضنا لهذا الآخر.
وفي محور خاص بالأدب الجزائري والترجمة، تطرّق المداخلون إلى تجارب نقل الأدب الجزائري إلى لغات أخرى، وإشكاليات وخصوصيات هذا الأدب، وأهم المترجمين في هذا السياق، كما يتناول الملتقى الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية وتجارب نقله إلى العربية، وحول تحدّيات ترجمة الشعر، ناقش الملتقى أحد أصعب الأشكال الأدبية ترجمة، نظراً لتحليقه في المجاز وتتالي الصور وارتباطها بمرجعيات بصرية وصورية ورمزية وله نظام دلالي مختلف تماماً عن اللغة المنقول إليها، وتمتعه بالموسيقى سواء أكانت تفعيلة أو موسيقى داخلية مستندة إلى بناء قصيدة النثر نفسها.
أما في ما يخص نظريات الترجمة وعلاقتها بالترجمة الأدبية، ففرد الملتقى محوراً لهذه العلاقة؛ حيث أن أي نقاش حول نظريات الترجمة غالباً ما يكون مهتماً بالتمييز بين النص الأدبي وغير الأدبي، والنثر والشعر، والنصوص التقنية حول الفيزياء مثلاً والمراسلات التجارية، ولكن الملتقى يحاول أن يفهم طبيعة الترجمة الأدبية ويركز على مهمة النقل المتكاملة للنص الأدبي من خلال النظريات المختلفة تلك التي تستند إلى المنظور التواصلي أو اللغوي أو الفيليولوجي أو السيميائي الاجتماعي.
وعرفت التظاهرة مشاركة وسام تهامي، وجازية فرقاني، وأحمد عباد، وحفظية بلقاسمي حفيظة، ومحمد داود، والطاهر بلحيا، وللوشة بوحديبة، ونسرين بن دحو، ونصيرة بن طيب، ونوال مجاهدي، وزكي رضوان مختاري، ومبروك قادة، والمختار محمد بقادة.
فريدة. س