الوطن
جاب الله يعلن انسحابه من سباق المحليات لأول مرة في تاريخه
أرجع ذلك لانعدام إرادة سياسية في تنظيم انتخابات نظيفة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 سبتمبر 2012
أعلن رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله صبيحة أمس عن قرار مقاطعة حزبه للانتخابات المحلية التي ستجري يوم 29 نوفمبر القادم، مرجعا ذلك لانعدام إرادة سياسية في تنظيم انتخابات نظيفة تعبر عن إرادة الشعب، وعدم استعداد السلطة لإجراء أي تغيير جوهري في السياسات والممارسات الانتخابية بما يسمح بالتداول على السلطة والانتقال إلى ديمقراطية حقيقية.
وهو القرار الذي توصل إليه مجلس شورى جبهة العدالة والتنمية بالإجماع خلال اجتماعه مؤخرا في دورة استثنائية بولاية الطارف لاتخاذ موقف بخصوص المشاركة في انتخابات تجديد المجالس الشعبية الولائية والبلدية من عدمه، وتم الإعلان عن القرار من قبل رئيس الجبهة عبد الله جاب الله الذي شرح من خلال ندوة صحفية نظمت أمس بمقر الحزب بالعاصمة أسباب مقاطعة المحليات القادمة، حيث ذكر ثمانية أسباب جعلت حزبه يتخذ هذا الموقف كأول حزب سياسي يتخذ قرار المقاطعة لحد الآن من ضمن أزيد من 40 حزبا سياسيا تضمهم الساحة السياسية حاليا، كما لم يسبق لجاب الله مقاطعة أية استحقاقات في الأحزاب التي كان بها قبل حزبه الجديد الحالي.
وستعمل جبهة العدالة والتنمية على قيادة حملة مقاطعة لشرح أسباب ومبررات موقفها عن طريق وسائل الإعلام واللقاءات مع المناضلين وقواعد الحزب، ومن ضمن المبررات التي قدمها جاب الله الإستمرارية في تزوير الإنتخابات وخاصة ما تعلق بتشريعيات العاشر ماي الأخيرة التي اعتبرها حزب جاب الله "استخفاف" برأي الشعب و"استهانة" بإرادته واختياره، معتبرا أن تلك الاستحقاقات كانت "انتكاسة" مريرة في التحول الديمقراطي، بما حملته من تبعات في تكسير الأحزاب واشتراء ذمم قادتهم والدفع بالبعض الآخرين لتأسيس أحزاب أخرى، وترويج الإشاعات حول الأحزاب المعارضة وإدخالها في دوامة الفتن والاضطرابات الداخلية لإلهائهم عن مراقبة السلطة، وهو ما أدخل الساحة السياسية في فوضى عارمة تسمم من خلالها الجو السياسي وتهيأ مناخ ملائم للإنتهازيين والسائرين في فك السلطة، مما زرع اليأس في إمكانية إحداث التغيير، وهو ما دفع الشعب حسب حزب جاب الله إلى الانصراف عن السلطة وعن الأحزاب وعن الانتخابات.
واعتبر جاب الله الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها مؤخرا تأكيدا من قبل السلطة لاستمرار الحال لما هو عليه، منتقدا إعادة تنصيب وجوه قديمة متجددة، كما برر عدم مشاركته في الاستحقاقات القادمة بعدم إبداء السلطة لأي استعداد للاستجابة لمطالب اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات التشريعية الأخيرة والمتعلقة بشروط تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، إضافة إلى احتكار تنظيم الانتخابات ورفض كل المحاولات الداعية إلى إسناد ذلك إلى هيأة وطنية مستقلة تكون صاحبة الحق والصلاحية والسلطان في تنظيم الانتخابات والإشراف عليها منذ تاريخ استدعاء الهيئة الناخبة وإلى غاية الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات.
نسيمة ورقلي