الوطن

تحايل وبزنسة في عمرة رمضان تحت غطاء "عروض وأسعار مغرية"؟!

وكالات تروج لأسعار جد منخفضة تثير الشكوك

سنوسي: وكالات غير معتمدة هي التي تتحايل على المعتمرين 

 

تتسابق الوكالات السياحية، مع اقتراب رمضان، من أجل تقديم أحسن العروض والأسعار لعمرة رمضان 2018، خاصة وأن هناك حديثا عن إقبال محتشم بسبب تراجع القدرة الشرائية للجزائريين وارتفاع تكاليف العمرة، وقد برزت عبر المواقع الإلكترونية هذه الأيام وكالات تروج لرحلات عمرة بأسعار منخفضة وجد مغرية وهو ما يثير الشكوك حول هذه العروض التي قد تكون مجرد احتيال.

تختلف عروض الوكالات السياحية بخصوص عمرة رمضان من حيث السعر والمزايا، غير أن هناك شبه اتفاق على ارتفاع التكاليف هذه السنة بسبب انخفاض الدينار وارتفاع تكاليف كراء العمائر في المملكة العربية السعودية، غير أن الملاحظ هذه الأيام وجود عروض بأسعار جد مغرية ومنخفضة لدى بعض الوكالات، حيث تروج هذه الأخيرة عبر إعلانات بالمواقع الإلكترونية المتخصصة في الخدمات للعمرة بسعر لا يتعدى 12 مليون سنتيم مع مزايا عديدة كالأكل والنقل وحتى قرب الفنادق، في حين أن نفس المزايا عند وكالات سياحية أخرى تكلف عمرة يفوق سعرا الـ20 مليون سنتيم، وهو ما يبدو غريبا ومثيرا للشكوك حول احتمال وجود احتيال في عروض العمرة هذه، خاصة أن الجزائريين تعرضوا في العديد من المواسم لاحتيال من طرف الوكالات التي تقدم عروض مغرية ليتفاجأ بعدها المعتمرون عند وصولهم للبقاع المقدسة بواقع مغاير تماما، ويطرح المعتمرون عادة مشكل الفنادق وقربها من الحرم المكي، حيث تروج الوكالات في عروضها للحجز في فنادق قريبة من الحرم، غير أن قلة منها من تحجز فعلا في هذه الفنادق، في حين أغلبها يكون الحجز في فنادق بعيدة والأدهى، والأمر أن هناك وكالات من تعد المعتمرين بتوفر وسائل النقل من الفنادق للحرم، بينما يصطدم المعتمرون بغياب هذه الميزة تماما، بالإضافة إلى غياب تكفل حقيقي ومرشدين دينيين، وهو ما يحول العمرة إلى كابوس حقيقي، وقد سجلت العديد من حالات الاحتيال في مواسم العمرة في السنوات الماضية، ما جعل ديوان الحج والعمرة يدعو الراغبين في الاعتمار لضرورة التعامل مع الوكالات المعتمدة فقط.

 

سنوسي: وكالات غير معتمدة هي التي تتحايل على المعتمرين

 

وقد دعا نائب رئيس الوكالات السياحية، إلياس السنوسي، أمس، في تصريح لـ"الرائد" الجزائريين الراغبين في أداء مناسك العمرة لأخذ الحيطة والحذر حتى لا يقعوا ضحايا لبعض الوكالات السياحية غير المعتمدة والتي تنشط عبر المواقع الإلكترونية، والتي تتورط في عمليات احتيال ضد المعتمرين. 

وقال سنوسي أن العديد من الوكالات والتي يتم الترويج لها على بعض المواقع الإلكترونية تنشط دون اعتماد من الوزارة، مشيرا أن الوكالات التي تنظم موسم العمرة يكون لديها اعتماديان، واحد من وزارة السياحة وواحد من ديوان الحج والعمرة. وأضاف سنوسي أن هذه الوكالات تتحايل على زبائنها من خلال الأسعار المنخفضة والمغرية والتي تتضمن مزايا كثيرة، لكن في الحقيقية، ولدى سفر المعتمر يتفاجأ بأن الفندق يبعد 2500 متر عن الحرم المكي، وأن الرحلة غير مباشرة وتكون عبر الخطوط التركية أو التونسية والإقامة في غرفة رباعية، زيادة على كون الإطعام غير متوفر، مشيرا أن بعض الوكالات لا تملك أي عقد في المملكة العربية السعودية، ما يعني أن المعتمر بدوره لن يحصل على أي تأمين أو ضمان. وفي حال تعرضه لحادث في البقاع المقدسة، فإنه لا توجد جهات رسمية يودع شكواه عندها.

وحتى لا يقع المعتمرون ضحية لهذه الوكالات غير المعتمدة والتي تحتال على زبائنها، نصح سنوسي الجزائريين الراغبين في العمرة بضرورة الاطلاع على قائمة الوكالات المعتمدة والموجودة على موقع الديوان الوطني للحج والعمرة، من أجل معرفة قائمة الوكالات التي تشارك في تنظيم المسوم هذه السنة بالإضافة على ضرورة أن يطالب المعتمر بعقد السفر للعمرة، مضيفا أن الوكيل مجبر على الالتزام بتسليم هذه العقود قبل السفر، وفيها تتضح نوعية الخدمات التي سيتم تقديمها خلال الرحلة، وفي حال وجود أي خلل أو تجاوز يمكن للزبون أن يفسخ العقد.

س. زموش
 

من نفس القسم الوطن