الثقافي

"العرب والولايات المتحدة": علاقات في بيئة متغيرة

على الرفّ

لا تزال العلاقة بين العرب وأميركا شائكة بعد مرور حوالي القرنين على احتكاك كل طرف بالآخر، لكنها ازدادت تعقيداً منذ بدء توسيع النفوذ الأميركي باتجاه المنطقة العربية بعد منتصف القرن الماضي، وتدخّلها في الحروب التي شهدتها العقود الماضية، وبالأخص الصراع العربي الصهيوني.

"العرب والولايات المتحدة الأميركية" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، والذي يحتوي ثلاثة أقسام؛ "الاستراتيجيا الأميركية في الشرق الأوسط"، وفيه سبعة فصول؛ و"العلاقات الثنائية العربية – الأميركية"، وفيه أيضاً سبعة فصول؛ و"المقاربات الأميركية تجاه الثورات العربية"، وفيه أربعة فصول، يمثّل الكتاب مختاراتٍ محكّمة من بحوث قُدّمت في مؤتمر "العرب والولايات المتحدة الأميركية: المصالح والمخاوف والاهتمامات في بيئة متغيرة"، الذي عُقد في العاصمة القطرية ما بين 14 و16 حزيران/ يونيو 2014، مفككاً هذه العلاقة المركّبة وأوجهها المختلفة، مع الأخذ في الحسبان التحوّلات التي طرأت عليها، في الفصل الأول "جذور الواقعية والمثالية"، ركّز ريتشارد مورفي على الجانب التاريخي في الاستراتيجيا الأميركية في الهلال الخصيب، التي تشكّلت مصالحها في الشرق مع الحرب الباردة، ما أوجَد أبعاداً سلبية في العلاقات العربية – الأميركية.

رأى مروان قبلان، في الفصل الثاني "المقاربة الأميركية تجاه تسوية الصراع العربي – الإسرائيلي"، أن أميركا تعاملت مع الصراع منذ بدايته بمنطق إدارة الأزمة لا حلّها، وباعتباره وسيلة لخدمة أهدافها الاستراتيجية العليا في المنطقة، في الفصل الثالث "التسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين وآفاقها في ظلّ إدارة أوباما"، عرض أسامة أبو أرشيد مساعي إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما للتسوية، وتناول مازن الرمضاني في الفصل الرابع "مستقبل السياسة الخارجية الأميركية حيال العراق"، حيث أن إدراك الولايات المتحدة للعراق في الماضي والحاضر حدّد أنماط تعاملها معه، ومن المرجّح أنه سيحددها في المستقبل، في الأمد المتوسط أيضاً.

يخلص إبراهيم فريحات في الفصل الخامس "هل تعيد الولايات المتحدة تعريف سياستها في الشرق الأوسط؟"، إلى أن حلفاء الأمس بالنسبة إلى أميركا هم حلفاء اليوم وربما غداً أيضاً، لكن قوّة تأثيرها في الحلفاء أنفسهم تراجعت، يركّز رغيد الصلح في الفصل السادس "الولايات المتحدة والتكامل الإقليمي في المنطقة العربية"، على المواقف والسياسات الأميركية من العمل العربي المشترك، أما قادير أوستون فتناول في الفصل السابع "الدور التركي في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، مسألة الأدوار الإقليمية للسياسات الأميركية في المنطقة"، دور تركيا المرشّح الطبيعي لتصبح الحليف الإقليمي الذي يمكن أن تعتمد عليه واشنطن.

 

من نفس القسم الثقافي