الوطن
طوابير وبيروقراطية في البنوك في عهد الرقمنة والدفع الإلكتروني ؟!
لا تزال معظمها تعتمد على الورق في معاملاتها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 ماي 2018
لم تتمكن أغلب البنوك الجزائرية بعد من بلوغ مستويات جيدة في رقمنة المعاملات المصرفية، حيث لا تزال هذه البنوك تعتمد على الورق في المعاملات البنكية وعلى إجراءات بيروقراطية في سحب وإيداع الزبائن لأموالهم، والذين يضطرون للوقوف في طوابير والانتظار لساعات فقط من أجل إجراء معاملة مالية بسيطة.
لا تزال الطريقة التقليدية تطبع عمل البنوك في الجزائر خاصة العمومية منها، فرغم إجراءات دخول الدفع الإلكتروني حيز التنفيذ وإطلاق بعض البنوك لعدد من الخدمات الإلكترونية، إلا أن الخدمات لا تزال بدائية ورديئة، حيث يضطر زبائن البنوك للانتظار لساعات فقط من أجل سحب أو إيداع أموالهم.
كما أن النظام المركزي الذي تعتمده أغلب البنوك بات مشكلة كبيرة بالنسبة لأغلب الزبائن المضطرين، كل مرة، للتنقل إلى فروع البنوك التي فتحوا بها حساباتهم لأول مرة فقط من أجل سحب أموالهم، خاصة أن البطاقات البنكية لا تتيح للزبون سحب أكثر من 80 بالمائة من حسابه البنكي، وبمعدل مرة واحدة في الشهر فقط، وهو ما يعتبره الزبائن قمة في البدائية. من جانب آخر، لا تزال التحويلات المالية من الخارج نحو الجزائر بمثابة هاجس لأصحابها، حيث تستغرق هذه التحويلات أحيانا مدة شهر للوصول، في وقت لا تستغرق بضع دقائق في الخارج، الأمر الذي جعل الجزائريين المغتربين يعزفون عن التحويل عن طريق البنوك ويفضّلون السوق السوداء.
ويرى الخبراء أن البنوك لا تقدم خدمات ذات نوعية لزبائنها، بسبب هشاشة نظامها المالي، في ظل التأخر الكبير المسجل على مستوى الإعلام الآلي المعتمد في البنوك الوطنية، والذي يجعل المعاملات البنكية بدائية ولا ترقى إلى مستوى المعاملات المالية العالمية، معتبرين أن قوانين وميكانيزمات بنك الجزائر باتت لا تتماشى والتطورات المصرفية العالمية، ما جعل الجزائريين يعزفون عن التعاملات البنكية في ظل العراقيل البيروقراطية وعدم تمكن البنوك الوطنية من تقديم خدمات ترقى إلى تطلعات زبائنها، داعين إلى ضرورة الإسراع في إصلاح جذري لبنك الجزائر، من خلال إعادة النظر في استراتيجية وميكانيزمات عمل البنوك الوطنية، مع إعادة تحديث نظام الإعلام الآلي، وإدخال أحدث التكنولوجيات المعتمدة عالميا، لتفعيل عمل البنوك وإحياء الصيرفة، وبالتالي تحسين التعاملات الخارجية بين بنك الجزائر والبنوك التجارية.
دنيا. ع