الوطن

طوارئ بالأسواق وحمى الشراء تصيب الجزائريين أسبوعيين قبل حلول رمضان!

كل النشاطات التجارية انتعشت بما فيها تجارة الأثاث ومواد البناء

 تعرف الأسواق، هذه الفترة، حركية كبيرة وحالة أشبه بالطوارئ. فإقبال الجزائريين على مختلف المنتوجات والمواد التي لها علاقة بالتحضيرات لشهر رمضان أنعش معظم النشاطات التجارية، منها تجارة المواد الغذائية وتجارة الأواني والأثاث المنزلي وحتى تجارة مواد البناء.

 ومع بدء العد التنازلي لشهر رمضان الذي يفصلنا عنه حوالي أسبوعان فقط، ارتفعت حمى الشراء عند الجزائريين تحضيرا لهذا الشهر، فكل ما له علاقة بشهر رمضان يعرف الإقبال واللهفة على اقتنائه، بدءا بالمواد الغذائية وصولا إلى مواد البناء والدهان المنزلي، حيث لا نجد في قاموس الجزائريين هذه الفترة كلمة اسمها التقشف أو تراجع القدرة الشرائية، والدليل الاكتظاظ والزحام الموجود في الأسواق والإقبال على اقتناء كل شيء.

 

إقبال على شراء وتخزين المواد الغذائية خوفا من الغلاء

 

وفي جولة قادتنا إلى عدد من الأسواق، وقفنا على حجم الإقبال الموجود على شراء وتخزين كل ما يمكن تخزينه وتجميده من مواد غذائية تحسبا لشهر رمضان، حيث بدأت أغلب العائلات تقتني كميات من الخضر الممكن تخزينها، على غرار الجلبانة، خوفا من ارتفاع الأسعار في الأسبوع الأول من الشهر الكريم، كما انتعشت تجارة التوابل بأغلب الأسواق والمحلات. 

من جانب آخر يقبل الجزائريون هذه الفترة على محلات طحن الحبوب الجافة بغرض طحن أو اقتناء ما يلزم من مختلف أنواع الفريك، في حين أن من بين المواد الاستهلاكية الأخرى التي يكثر عليها الطلب، عشية حلول الشهر الفضيل، والتي يتنافس التجار في عرضها، المواد المجففة على غرار البرقوق والزبيب، حيث فضل معظم الجزائريين اقتناءها منذ الآن خوفا من أي ندرة خاصة أن هذه المواد ممنوعة من الاستيراد.

 

اكتظاظ على محلات بيع الأواني والتجار يلهبون الأسعار

 

وغير بعيد عن محلات البقالة، يلاحظ كذلك إقبال كبير على محلات بيع الأواني المنزلية، حيث تشهد محلات بيع الأواني حركية غير مسبوقة خلال هذه الفترة، بحيث تعرف الأواني انتعاشا كبيرا من حيث المبيعات وإقبالا كبيرا من طرف ربات البيوت، خاصة أن اقتناء أوانٍ منزلية جديدة في شهر رمضان عادة من العادات التي لا تستطيع أغلب العائلات الجزائرية الاستغناء عنها، غير أن زبائن محلات الأواني لم يسلموا من ارتفاع أثمانها، حيث استغل التجار الإقبال الكبير هذه الفترة لرفع الأسعار وتعويض ركود تجارتهم باقي أيام السنة، رغم أنهم يؤكدون أن الأسباب لا تتعلق لا بشجع ولا بمضاربة، وإنما إلى أن بعض الشركات الموزعة كالألمانية والإيطالية وحتى الصينية تزيد الأسعار على المحلات في مواسم البيع هنا لتزيد من أرباحها، مؤكدين أنهم لم يرفعوا الأسعار استعداداً لرمضان، بل أرجعوا ارتفاعها في الأساس إلى الأشهر الماضية، غير أن الزبائن تفطنوا للارتفاع حاليا.

 

رمضان ينهي حالة الركود في محلات بيع الأثاث

 

من جانب آخر، تعرف محلات بيع الأثاث هي الأخرى إقبالا كبيرا من طرف عائلات تريد تجديد أثاثها بمناسبة حلول الهر الكريم. وحسب ما أكده عدد من أصحاب هذه المحلات، فإن الإقبال عليهم تضاعف بعد فترة من الركود بسبب ارتفاع الأسعار، مشيرين أن الزبائن تجاوزوا عقدة الأسعار تحضيرا لشهر رمضان.

 من جانب آخر، يؤكد أصحاب المحلات أن أطقم الصالون والخزانات وكذا الأسرة تأتي في قائمة أكثر المواد إقبالا هذه الأيام، تحضيرا لموسم انتعاش قد تشهده تجارة الأثاث مع اقتراب الصيف الذي يعد موسم الأعراس للجزائريين، حيث يكثر الطلب على غرف النوم بالنسبة للمتزوجين الجدد.

 

عمليات طلاء وترميم تنعش أسواق مواد البناء

 

هذا وتعرف محلات بيع الخردوات والعقاقير الحديدية، هي الأخرى، توافدا كبيرا عليها من طرف الجزائريين لشراء الطلاء أو تبديل الحنفيات ومستلزمات أخرى، كما تشهد مواد البناء هي الأخرى طلبا متزايدا لعائلات فضلت استباق الشهر الكريم بعمليات ترميم أو صيانة أو بناء أجزاء من منازلهم.

 

وجزائريون يستبقون رمضان بشراء ملابس العيد

 

هذا ولا تستثنى محلات بيع الألبسة من الانتعاش الكبير وحالة الطوارئ التي تعرفها الأسواق، فالكثير من الجزائريين فضلوا استباق شهر رمضان حتى من أجل اقتناء ملابس العيد منذ الآن، خوفا من ارتفاع الأسعار وكذا الاكتظاظ الذي تعرفه محلات بيع الملابس عشية العيد، وهو ما تفطن له التجار بدورهم وباتوا يعرضون منتوج عيد الفطر من الألبسة أياما قبل شهر رمضان، ويتعمدون رفع الأسعار منذ الآن قبل موجة ارتفاع أخرى تسبق مناسبة العيد بأسبوع.

 

من نفس القسم الوطن