الوطن
جلاب في مهمة صعبة لتسيير ملف رمضان دون أزمات
بسبب وضعية الأسواق غير المستقرة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 أفريل 2018
• نقص الأسواق الجوارية يطرح مرة أخرى وانتشار غير مسبوق للأسواق الفوضوية
لن تكون مهمة الوزير الجديد بقطاع التجارة، سعيد جلاب، خلال رمضان المقبل، سهلة حيث سيكون ملف رمضان من أثقل الملفات التي يواجهها جلاب، خاصة وأن وضعية الأسواق حاليا ليست مستقرة لا من ناحية التموين ولا من ناحية الأسعار، زد إلى ذلك النقص الكبير في الأسواق الجوارية، ما سيفتح الباب لعودة قوية أمام الأسواق الفوضوية خلال الشهر، كل هذا يضاف له قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد والتي تتضمن مواد يكثر عليها الطلب خلال الشهر الكريم، ما يستدعي تدخلا من جلاب من أجل إسقاط هذه المواد من القائمة على الأقل بصفة مؤقتة.
• الأسعار معضلة شهر رمضان.. هل سيتم تجاوزها في عهد جلاب؟
وقد بدأت وزارة التجارة هذه الفترة بعض التحضيرات لاستقبال شهر رمضان، حيث يصر المسؤولون بالوزارة وعلى رأسهم الوزير الجديد جلاب، على تطمين الجزائريين على أن شهر رمضان سيكون دون مشاكل ولا اضطرابات، وأن الأسعار والتموين مضمونة. وقد تحدث وزير القطاع، منذ أيام، عن نظام آلي لمراقبة الأسعار، غير أن الوزير لم يبين أي إجراءات ستتخذ في حالة ما تمت مراقبة الأسعار واتضح أنها مرتفعة ولا تتماشى والقدرة الشرائية للجزائريين، كما لم تبين تصريحات الوزير أي إجراءات ستتخذ لضبط الأسعار في مستوياتها العادية، لأن الأهم هو الحفاظ على انخفاض الأسعار وليس مراقبتها.
والظاهر من خلال المؤشرات الموجودة في الأسواق، حوالي ثلاثة أسابيع قبل حلول شهر رمضان، أن الأسعار لن تكون كما يعد به المسؤولون، فإلى غاية الآن لم تشهد أسعار الخضر والفواكه استقرارا يطول لأكثر من أسبوع، وعلى العكس فمنذ أكثر من 5 أشهر والأسواق تشهد موجات غلاء مستمرة، وهو ما قد نشهده خلال شهر رمضان، خاصة وأن الإضرابات الجوية لا تزال مستمرة، ما قد يؤخر جني العديد من المحاصيل الزراعية. ودون كل هذه المؤشرات وحتى في الحالات العادية، فإن بداية شهر رمضان لن تمر دون مضاربة واحتكار واستغلال للمناسبة من قبل التجار، خاصة في ظل غياب أي إجراءات ردع وتتبع لمسار الأسعار أو تقنين لهوامش الربح من طرف الوزارة الوصية.
• نقص الأسواق الجوارية يطرح مرة أخرى وانتشار غير مسبوق للأسواق الفوضوية
من جانب آخر يطرح مع بداية كل شهر رمضان مشكل قلة ونقص الأسواق الجوارية، وهو المشكل الذي طرحه أغلب ممثلي التجار أكثر من مرة على الوزارة الوصية، دون أن تتحرك هذه الأخيرة، ليتحرك بدورهم التجار الفوضويون ويملأوا الفراغ والنقص في الأسواق، حيث تشهد أغلب بلديات الوطن هذه الفترة توسعا كبيرا للتجارة الفوضوية، في حين تتحدث وزارة التجارة عن تكرار تجربة أسواق الرحمة هذه السنة مرة أخرى، حيث تم رفع عدد هذه الأسواق ليصل إلى 100 سوق عبر 45 ولاية، وسيكون الوزير الجديد مطالبا هذه السنة بتوفير ظروف أحسن لضمان التموين بهذه الأسواق طيلة الشهر، فالسنوات الماضية شهدنا مهازل بهذه الأسواق التي خلت على عروشا من السلع والتجار خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان.
• قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد تجعل رمضان 2018 استثنائيا
من جانب آخر، ينتظر أن يفصل الوزير جلاب، خلال الأيام القادمة، في قائمة السلع الممنوعة من الاستيراد، حيث يوجد بالقائمة العديد من المواد الاستهلاكية التي يكثر عليها الطلب خلال شهر رمضان، على غرار المكسرات والفواكه الجافة، وإبقاؤها ضمن قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد يعني التسبب في أزمة ندرة وأسعار، بما أن الإنتاج الوطني من هذه المواد لا يكفي لتغطية الطلب المحلي المتزايد خلال الشهر الكريم.
وكانت وزارة التجارة قد بدأت عملية تحيين القائمة قبل التغيير الوزاري الأخير، حيث أكد المسؤولون السابقون على رأس الوزارة أنه سيتم إسقاط حوالي 40 منتوجا من القائمة، كما سيتم إلحاق منتوجات أخرى ومنعها من الاستيراد. ويطالب ممثلو التجار وحتى ممثلو المستهلكين الوزير جلاب بالإسراع في تحيين القائمة بشكل يتماشى والاستهلاك خلال شهر رمضان، حيث سبق لاتحاد التجار أن دعا إلى إلغاء المكسرات والفواكه الجافة من القائمة قبل شهر رمضان.
• فتح أسواق تضامنية على مستوى أربعة بلديات بالعاصمة خلال شهر رمضان
سيتم فتح أربعة أسواق تضامنية على مستوى ولاية الجزائر تحسبا لشهر رمضان الكريم، حسبما أفاد به الأحد سيد علي بوكروش منسق مكتب الجزائر العاصمة للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، وأوضح أن ضمن البرنامج التضامني لمساعدة مختلف الفئات على اقتناء مختلف السلع والمواد الغذائية سيتم قبيل انطلاق شهر رمضان الكريم فتح 4 فضاءات أسواق موزعة على مستوى بلديات براقي وبئر توتة والرويبة وباب الزوار لتمكين المواطنين من اقتناء المواد الغذائية العامة والخضر الفواكه واللحوم وكذا الأجبان بأثمان تنافسية وفي متناول الجميع.
وأبرز في ذات الإطار أنه ستنطلق في غضون الأسبوع الجاري حملة تحسيسية تحت شعار "الراحمون يرحمهم الرحمان" لفائدة تجار سوق الجملة للمواد الغذائية بالسمار وسوق الجملة للخضر والفواكه بالكاليتوس وأصحاب المذابح واللحوم الحمراء وكذا منتجي الحليب ومشتقاته من أجل الحث على ضرورة مراعاة القدرة الشرائية للمواطنين والعمل على استقرار الأسعار الخاصة بمختلف المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك.
وأشار إلى أن المبادرة التي تنظم كل سنة في نفس الفترة هدفها تلبية طلبات المواطنين التي تزداد خلال فترة رمضان حيث سيتم نصب مئات الخيم لبيع مختلف السلع الواسعة الاستهلاك والطلب من قبل المواطنين من مواد غذائية عامة وخضر وفواكه وذلك بالتعاون مع تجار سوق الجملة للمواد الغذائية بمنطقة السمار الذين سيبيعون مباشرة جميع السلع بأثمان في متناول المواطنين بما فيهم ذوي الدخل المتوسط.
وأكد أن هذه المبادرة جاءت بالتنسيق بين مكتب الجزائر للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين وولاية الجزائر، مضيفا أنه" يتم حاليا التنسيق مع مصالح ولاية الجزائر بهدف إنشاء أسواق أخرى من هذا النوع بمختلف بلديات الولاية تحسبا لشهر رمضان بهدف محاربة المضاربين "الذين يتسببون كل سنة في التهاب اسعار المواد الضرورية بمناسبة الشهر الكريم".
وسيتم من جهة أخرى بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم توزيع ما يناهز 500 قفة على العائلات المعوزة بالتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني تحتوي على مختلف المواد الضرورية لمائدة رمضان وذلك بالتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني التي تقوم بتحيين قائمة العائلات المعوزة عبر مختلف بلديات العاصمة فضلا على تنظيم مطاعم الرحمة التي سيتكفل بها عدد من تجار سوق الجملة بالسمار ومن المنتظر أن تصل إلى نحو 100 مطعم.
وذكر المتحدث بالمناسبة أن أسعار الخضر والفواكه وكذا المواد الغذائية تعرف استقرارا ووفرة خلال هذه الفترة فيما ستعرف أسعار بعض المواد على غرار الفواكه المجففة والمكسرات ارتفاعا بنسبة 400 دج بعد الرسوم الضريبية التي أقرها قانون المالية الجديد على المستوردين حيث من المنتظر مثلا ان يرتفع سعر العينة (البرقوق المجفف) من 600 دج إلى 1000 دج وبنفس الدرجة مواد أخرى وهي المكرسات كالزبيب واللوز والجوز الفستق، وقال بوكروش أنه يتم حاليا وضع مختلف التدابير الوقائية لتفادي مختلف التجاوزات على مستوى الأسواق وما يعرض من سلع وذلك بتسخير فرق لمراقبة النوعية والجودة حرصا على صحة المواطن خلال شهر رمضان.
س. زموش