الوطن

الجزائريون يقبلون على مراكز التنمية البشرية لملء سيرهم الذاتية لا غير

أكد أن الكثير منها يمارس الاحتيال ودون إطار قانوني، الهادي سعدي:

أكد، أمس، المختص في علم الاجتماع، الهادي سعدي، أن الإقبال الذي بدأ يرتفع عند الجزائريين على مراكز التنمية البشرية راجع لكثرة الضغوطات التي يعانيها الفرد من جهة، وعقدة الطبيب النفسي عند أغلب المواطنين، ما جعل هؤلاء يبحثون عن العلاج ورفع المعنويات عن طريق دورات التدريب، مشيرا أن هذه المراكز يجب أن تقنن وتخضع لتنظيم قانوني.

وقال سعدي، في تصريح لـ"الرائد"، أن الإقبال الكبير للجزائريين على الدورات التدريبية والمحاضرات، يكون عادة بدافع ملء السير الذاتية بخبرات ومهارات مختلفة ليس إلا، مضيفا أن شهادات التنمية البشرية عادة هي شهادات غير معترف بها ولا تمثل أي دليل على كفاءة صاحب السيرة الذاتية، خاصة وأن الاحتيال هو القاسم المشترك بين العديد من مراكز التنمية في الجزائر، حيث أشار سعدي أن هناك بعض المراكز تبيع هذه الشهادات دون أن يتلقى صاحبها أي تكوين فعلي نظير تلك الشهادة، كون معظمها يحمل طابعا تجاريا. 

وأشار سعدي أن التنمية البشرية في بلدان العالم قطعت أشواطا كبيرة، والعديد من الشعوب حققت نهضة حقيقية من خلال التنمية البشرية على غرار ماليزيا، لكن في الجزائر لا تزال التنمية البشرية متأخرة، مشيرا أن ذلك يرجع لكون مجال التدريب في التنمية البشرية في الجزائر غير مقنن ولا وجود لتنظيم يضمن السير القانوني للعملية، وذلك يسمح للكثير من أشباه المدربين بالتحايل على المواطنين، الذين في الغالب لا يدركون أن ملء السيرة الذاتية بكم هائل من الدورات لا يغني ولا يسمن من جوع، فالمجال هو عبارة عن تجارة لا غير.

 وألح هنا سعدي على ضرورة أن تنتبه وزارة التعليم وكذا وزارة الصحة لخطورة ما يجري في هذه المراكز، خاصة أنها باتت تضع حتى برامج علاجية لعدد من الاضطرابات التي يعد علاجها من اختصاص الطبيب النفسي وليس مجرد مدرب لم يدرس حتى علم النفس، مؤكدا على ضرورة تقنين المجال بقوانين واضحة، وكذا منح الاعتمادات للمراكز وتحديد مجالات التكوينات التي تقدمها حتى لا تتداخل مع أي مجال آخر، لتسير الأمور في شفافية ومصداقية أكبر.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن