الوطن

ما تقدمه مراكز التنمية ليس "سحرا" وبعض برامج العلاج النفسي والعضوي احتيال!

مديرة مركز الوعي الإبداعي للتنمية البشرية، أنفال أولمي، في حوار مع "الرائد"

أكدت، أمس، مديرة مركز الوعي الإبداعي للتنمية البشرية، أنفال أولمي، في حوار مع "الرائد"، أن الجزائريين بدأوا ينفتحون على مختلف تخصصات التنمية البشرية، خاصة مع وجود مراكز باتت تعمل باحترافية، مشيرة أنه من يتهم هذه المراكز ببيع الوهم والاحتيال يحكم عليها من خلال نظرة محدودة، فالتكوينات التي تقدمها مراكز التنمية ليست "سحرا" ولا يمكن أن تصنع الفرق في حياة الفرد دون تطبيق، معترفة بوجود منافسة شرسة بين مراكز التنمية وعيادات الطب النفسي، غير أنها اعتبرت المنافسة عادية ولكل مجاله وزبائنه.

 

نرى السنوات الأخيرة انتشارا واسعا لمراكز التنمية البشرية، حيث باتت تنتشر حتى داخل الأحياء الشعبية، هل يمكن أن نعتبر أن دورات التنمية البشرية باتت "موضة" عند الجزائريين؟

 

 لا يمكن القول أن التنمية البشرية باتت موضة عند الجزائريين، وإنما علم بدأ ينتشر وبدأ الجزائريون يتعرفون عليه ويدركون أهميته في حياتهم اليومية، ولذلك بات الإقبال على مراكز التنمية البشرية كبيرا ومن مختلف شرائح المجتمع، وهو ما يفسر الانتشار الواسع لهذه المراكز بعدما كانت في سنوات ماضية محدودة.

 

رغم الانتشار والإقبال الواسع، تلقى مراكز التنمية البشرية العديد من الانتقادات، منها أنها تنشط في إطار غير قانوني ودون اعتماد من أي وزارة سوى سجل تجاري، بماذا تردون؟

 

النشاط بسجل تجاري لا يعني النشاط دون إطار قانوني، نحن كمسيري مراكز تنمية بشرية تواصلنا مع أكثر من وزارة من أجل توفير رعاية أو اعتماد رسمي دون نتيجة، لكن يبقى نشاطنا قانونيا لأن السجل التجاري يتضمن الحق في إنشاء شركة لتقديم الاستشارات وتقديم وصناعة برامج التكوين، ومراكز التنمية تقدم نشاطا علميا واستشارات وهذا ضمن القانون.

 

الانتقادات لا تتعلق فقط بالإطار القانوني وإنما حتى بالبرامج التكوينية التي تقدمونها والبرامج العلاجية والشهادات التي تمنح للمتدربين وبكفاءة المدربين، هل صحيح أن المدربين المعتمدين في هذه المراكز ليس لديهم أي علاقة بعلم النفس وليس لديهم حتى مستوى جامعي؟

 

لا يمكن تعميم هذا الواقع على كل المراكز، هناك الإيجابي، وهناك مراكز تعمل بكفاءة عالية وباحترافية وتكويناتها معتمدة، لكن بالمقابل لا يمكن أن نخفي أن هناك مراكز من تحاول ركوب موجة التنمية البشرية، رغم أن مسيريها لا علاقة لهم بهذا العلم، حيث أنهم يستعملون الديبلومات الممنوحة لهم بالضحك على الناس والنصب عليهم، لكن هؤلاء فئة قليلة وحالات شاذة، لا يجوز تعميم تجاوزاتهم. ومن المؤكد أن "البضاعة الرديئة" لا يمكنها أن تعمّر طويلا لأن الناس سيعرفون المدرب الكفء ممن هو دون ذلك.

 

تقدمون تكوينات في التنمية البشرية تتعلق أساسا بالتخطيط للمستقبل والتعرف على الذات، كيف يساعد ذلك على نجاح الفرد الجزائري؟

 

التخطيط الاستراتيجي الشخصي يعتبر بابا من الأبواب الكثيرة التي تدخل في تخصص الموارد البشرية، والشخص الذي لا يملك رؤية لنفسه من غير المعقول أن يملك رؤية أخرى للجميع، ومن هنا تنطلق العديد من برامج التنمية البشرية التي تركز على جعل الفرد فعالا في محيطة ومجتمعه. هذا العلم مهم لكن غياب الاهتمام به من طرف المسؤولين أخر تطويره، لتبقى الجزائر متأخرة بأشواط في التنمية البشرية.

 

هل صحيح أن هناك علاجات بالطاقة الحيوية يمكنها أن تشفي أمراضا نفسية وعضوية؟

 

نعم، آخر الأبحاث في علم النفس وعلم الطاقة الحيوية وصلت إلى أن العديد من الأمراض يمكن شفاؤها دون تدخل علاجي دوائي، بل فقط عن طريق التحرر من الطاقة السلبية في جسم الإنسان وتزويده بالطاقة الإيجابية، وهناك تقنيات متطورة لذلك، لكن في الجزائر لا يوجد من يتحكم في هذه التقنيات حاليا، وكل ما يقدم أو يروج على أنها برامج للشفاء من الأمراض بالطاقة خاصة العضوية من خلال الوخز بالإبر أو تقنية "النقر"، هو مجرد احتيال.

سألتها: دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن