الوطن

تمور فاسدة تسوق بأسعار ملتهبة مع اقتراب رمضان!

يرجح أنها من مخزون السنة الماضية وكانت بغرف التبريد

حريز: من غير المعقول تسويق تمور بـ 500 و600 دج وهي غير صالحة للاستهلاك 

 

تعرف أسواق التمور هذه الأيام مع اقتراب شهر رمضان، ارتفاعا قياسيا في الأسعار وتدنٍ في الجودة، حيث وصل سعر بعض أنواع التمور إلى حدود 950 دج، ليبقى السعر مسكوتا عنه بالنسبة للجزائريين أمام الجودة الغائبة، فأغلب ما يسوق هذه الأيام من تمور هو مخزون لغرف التبريد ومنتوج فاسد لا يصلح للاستهلاك.

وتعرف التمور هذه الفترة غلاء واضحا، فأسعار هذه الأخيرة تتراوح بين 400 و500 دج بالنسبة للنوعية المتوسطة وبين 850 و950 بالنسبة للنوعية التي من المفروض أنها جيدة، غير أن القاسم المشترك بين هذه الأنواع هو عدم صلاحيتها للاستهلاك، حيث اشتكى أمس العديد من المواطنين من المنتوج المسوق من التمور هذه الأيام، خاصة في الأسواق الموازية، حيث يسوق التجار الفوضويين منتوجا رديئا يحتمل أن يكون فاسدا، وقد أخلى عدد من التجار في حديثهم مع "الرائد" مسؤوليتهم حول نوعية التمور التي يوفرونها، مشيرين أنهم اقتنوا هذا المنتوج من تجار الجملة بطريقة عادية وإن حدث وكان المنتوج المسوق حاليا رديئا أو فاسدا فإن أصحاب غرف التبريد هم من يتحملون المسؤولية لأنهم يتجاوزون مدة الحفظ بالنسبة للتمور ويعرضونها بأسواق الجملة رغم عدم صلاحيتها للاستهلاك.

 

صويلح: نقص الإنتاج وراء تخزين التمور دون احترام للمعايير

 

وفي هذا الصدد، أشار رئيس اتحاد التجار والحرفيين، في تصريح لـ "الرائد"، إلى إمكانية استغلال بعض المضاربين فرصة اقتراب شهر رمضان من أجل إفراغ مخازنهم من التمور المخزنة حتى تستوعب المنتوج الجديد، مرجعا أسباب تخزين التمور إلى نقص إنتاج هذه المادة، ما جعل الفلاحين يحتكرونها ويخزنونها. وأضاف صويلح أن المنتوجات الفاسدة أو غير الجيدة عادة ما تسوق عبر الأسواق الفوضوية، وهو ما يحدث مع التمور، حيث أكد ذات المتحدث أن هناك انتشارا كبيرا للباعة الفوضويين هذه الأيام، والذين يعرضون التمور، وهنا حمل صويلح المسؤولية لوزارة التجارة، معتبرا أنه على هذه الأخيرة مراقبة هذه الأسواق وجودة المنتوجات التي تعرض، بالإضافة إلى مراقبة غرف التبريد والحفظ والتخزين، ناصحا التجار النظاميين بأن يتأكدوا من سلعهم التي يبيعونها ويحسنوا اختيار الفلاحين الذين يشترون منهم مثل هذه المنتوجات.

 

حريز: من غير المعقول تسويق تمور بـ 500 و600 دج وهي غير صالحة للاستهلاك

 

من جهته، أكد رئيس الفيدرالية الجزائرية لحماية المستهلكين، زكي حريز، أن جمعيته تلقت العديد من الشكاوى حول رداءة جودة التمور المسوقة هذه الأيام، مشيرا أنه من المفروض أن التمور ليس لديها مدة صلاحية معينة، لذلك فإنه على المستهلك التفطن والانتباه لعلامات وروائح الكحول المنبعثة من التمر الفاسد، واستغرب حريز الأسعار المتداولة لمنتوج التمور، معتبرا أنه من غير المعقول تسويق تمور بـ500 و600 دج وهي غير صالحة للاستهلاك، معتبرا أن السعر بالنسبة لكل المواد يجب ألا يغري المستهلك ليقتني منتوجا فاسدا أو منتهي الصلاحية. 

ولم يخل حريز مسؤولية التجار حيث أشار أن بعض التجار يغتنمون فرصة اقتراب رمضان لعرض سلع فاسدة، داعيا وزارة التجارة لتشديد الرقابة حتى لا يكون المستهلك ضحية.

 

جمعية منتجي التمور: التمور لا تخزن أكثر من سنة 

 

هذا وقد أكد بدوره رئيس جمعية منتجي التمور، وحيد قلاي، في تصريح لـ"الرائد"، أن التمور المسوقة حاليا وإن كانت حقيقية تفتقد لمعايير الجودة أو يحتمل أن تكون فاسدة، فإن السبب يرجع لعدم احترام مدة التخزين، مشيرا أن التمور لا يجب أن تتجاوز مدة سنة من التخزين عادة، غير أن هناك غرف تبريد تفتقد للمعايير، ما يتسبّب في إتلاف وفساد التمور حتى قبل مرور سنة على تخزينها، خاصة إذا كان التمر ذا نوعية جيدة.

يضيف ذات المتحدث، ونصح التجار وكذا المواطنين بضرورة التأكد من جودة التمور قبل اقتنائها، وذلك قبل معاينة المنتوج، مشيرا أنه يمكن التفريق بين التمر الطازج والمخزن عن طريق المعاينة، فالتمر الطازج يكون ذا لون ومذاق معين، في حين يظهر التمر المخزن من رائحته ولونه الباهت حيث يفقد لونه وشكله ليصبح بيضاويا وبمجرد دخوله الثلاجة، يذبل ويجف.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن