الوطن

مئات الناقلين الخواص يوقفون نشاطهم بسبب "مترو الجزائر"

فقدوا زبائنهم على مستوى الخطوط التي استفادت من التوسعة

مشاحنات وبلطجة للتنافس على الزبائن بين الناقلين الخواص و"إيتوزا"

 

مع دخول توسعة مترو الجزائر حيز الاستغلال التجاري، تعقدت وضعية الناقلين الخواص أكثر، حيث أحيل المئات من أصحاب الحافلات على البطالة بعدما فقد هؤلاء زبائنهم لصالح مؤسسة مترو الجزائر.

وقد تفاجأ الناقلون الخواص على الخطوط ما بين عين النعجة وساحة أول ماي، وكذا عين النعجة وباش جراح، وأيضا عين النعجة وحي البدر، بهروب جماعي للزبائن بعد دخول توسعة مترو الجزائر التي تربط بين حي البدر وعين النعجة حيز الاستغلال التجاري، حيث سهلت هذه التوسعة تنقلات السكان ببلدية جسر قسنطينة نحو أكثر من وجهة، وهو ما ينطبق أيضا على أصحاب الحافلات الذين كانوا ينشطون على مستوى ساحة أول ماي وتافورة باتجاه ساحة الشهداء، حيث فقد هؤلاء أيضا أغلب زبائنهم الذين وجدوا في المترو حلا للازدحام المروري وكذا لتدهور خدمات النقل بالنسبة للخواص. 

وبدخول هذه التوسعات حيز الاستغلال، فقد أحيل المئات من سائقي وقابضي الحافلات على البطالة، في حين يعاني مالكو هذه الحافلات الإفلاس، وهو ما جعلهم يطالبون بتدخل وزارة النقل من أجل إيجاد الحل لوضعيتهم، خاصة أن الوزارة التي وعدت بامتيازات مؤخرا نظير عدم رف أسعار النقل بشكل كبير، يبدو أنها تنصلت من وعودها بدليل أن الناقلين لم يستفيدوا إلى غاية الآن من أي مزايا تذكر.

 

مشاحنات وبلطجة للتنافس على الزبائن بين الناقلين الخواص وإيتوزا

 

من جانب آخر، لا تزال معظم الخطوط الأخرى تعرف فوضى ومشاحنات و"بلطجة" بسبب المنافسة الموجودة بين حافلات النقل الخاص وتلك التابعة لمؤسسة إيتوزا، والتي دخلت الخدمة منذ أشهر. فعلى الخطوط الشرقية ما بين بلدية براقي والجزائر الوسطى وكذا بلديات رويبة ورغاية، تشهد محطات النقل وعدد من الخطوط صراعات يومية، حيث بات بعض أصحاب الحافلات الخاصة يفرضون على تلك التابعة لمؤسسة إيتوزا عدم التوقف في بعض المحطات من أجل عدم منافستهم، خاصة وأن المسافرين باتوا يفضلون الحافلات التابعة لمؤسسة إيتوزا على تلك التابعة للخواص بسبب نوعية الخدمة والاستقبال. 

وقد شهد خط النقل ما بين بلدية براقي والجزائر الوسطى، أمس، حرب عصابات واعتداء على إحدى الحافلات التابعة لإيتوزا، فقط لأن سائق الحافلة وقف في إحدى المحطات التي جعلها الناقلون الخواص حكرا عليهم فقط، وهو ما خلق مناوشات واعتداءات تطورت لولا تدخل الشرطة. وهذا السيناريو يتكرر في العديد من الخطوط ومحطات النقل دون الحديث عن السباقات والمخاطرات بحياة المسافرين، فقط من أجل الدخول في المرتبة الأولى إلى محطة النقل بحثا عن عدد أكبر من الزبائن.

 

بوشريط: نطالب بتوزيع خطوط جديدة على الناقلين الذين تضرروا من منافسة "المترو"

 

وعن واقع قطاع النقل بالعاصمة هذه الأيام، أكد رئيس فدرالية الناقلين الخواص، عبد القادر بوشريط، أمس، في تصريح لـ"الرائد"، أن دخول توسعة المترو حيز الاستغلال عقد وضعية الناقلين الخواص على مستوى عدد من الخطوط، مشيرا أن الفدرالية، هذه الأيام، بصدد إحصاء الناقلين الذين أحيلوا على الإفلاس وتوقفوا عن النشاط بسبب المنافسة غير المتكافئة مع وسيلة نقل أخرى أكثر تطورا، حيث قال بوشريط أن وسائل النقل الجديدة هذه تضمن خدمة لا يمكن مقارنتها مع خدمات وسائل النقل الجماعية الخاصة، التي اعترف بأنها تتجه من السيئ إلى الأسوأ بسبب غياب الإمكانيات، حيث أشار بوشريط أن الناقلين الخواص باتوا يقدمون خدمة رديئة فعلا بسب غياب الإمكانيات ودعم الدولة لهم. وأوضح هذا الأخير أن هناك من الناقلين من قرروا توقيف نشاطهم على مستوى الخطوط التي شملتها توسعة المترو، وهناك من يقاومون رغم أن مداخيلهم تقلصت إلى الربع عما كانوا يجنونه من قبل. 

وعن الحل الذي يراه بوشريط مناسبا لإنقاذ هؤلاء الناقلين من الإفلاس، أشار أن الفدرالية طالبت ببرمجة لقاء مع الوزارة الوصية من أجل نقل انشغالات هؤلاء الناقلين الذين يطالبون بإعادة توزيع خطوط جديدة عليهم يسجل عليها عجز في وسائل النقل، مشيرا أن خطوطا على غرار خط عين النعجة ساحة أول ماي يعرف تشبعا، فهذا الخط يعمل عليه الناقلون الخواص والناقلون العموميون، والآن بات مغطى من طرف خدمة النقل بالمترو، لذلك أكد بوشريط أن الناقلين بهذا الخط وخطوط أخرى يطالبون بمنحهم خطوطا جديدة حتى يتسنى لهم النشاط. وأكد بوشريط في هذا الصدد أن رفع التجميد عن الخطوط كان ولا يزال مطلب الفدرالية، مطالبا بإتاحة الفرصة للناقلين الخواص من أجل الاستفادة من هذه الخطوط حتى تكون الفرص متكافئة، مضيفا أنه ورغم توزيع عدد من الخطوط، إلا أن هناك نقصا في وسائل النقل في عدد من الولايات، خاصة الداخلية، ورفع التجميد لصالح الناقلين الخواص قد يفك العزلة عن بعض المناطق، ومن المؤكد أنه سيكون لصالح المسافرين.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن