الوطن
الجزائريون مقبلون على موسم الذروة في استهلاك الكهرباء!!
مع اقتراب شهر رمضان وموسم الصيف
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 أفريل 2018
• برور: استهلاك الجزائريين للطاقة يرتفع صيفا بعشرة أضاعف
من المنتظر أن يرتفع استهلاك الجزائريين للطاقة إلى حدود الضعف، في الفترة المقبلة، مع اقتراب شهر رمضان وموسم الصيف، حيث يُعرف على الجزائريين استهلاكهم الكبير للكهرباء خلال هذه الفترة التي تسمى بالذروة، وهو ما يطرح تساؤلات عن استعدادات مصالح سونلغاز، أم أننا سنشهد هذا الموسم أيضا معاناة مع الانقطاعات المتكررة.
وبما أنه لم يعد يفصلنا عن شهر رمضان سوى أيام قليلة، فإن التخوفات من انقطاعات الكهرباء بدأت وسط الجزائريين موازاة مع ارتفاع منتظر في سقف استهلاك هذه الطاقة، فمعظم الأسر يرتفع استهلاكها للضعف خلال شهر رمضان وفصل الصيف، خاصة في الفترة المسائية، حيث تكون الإنارة واستعمال الأجهزة الكهربائية وتشغيل المكيفات والأفران الكهربائية والتلفزيونات في ذروتها، وهو ما قد يتسبب في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، نتيجة استهلاك الطاقة الكهربائية بمستوى قياسي.
• حملات تحسيسية وبرنامج خاص للتكفل بطلبات الجزائريين من الطاقة خلال الصيف
وقد أطلقت مؤسسة سونلغاز منذ الآن حملات تحسيسية من أجل توعية المواطنين بضرورة ترشيد استهلاكهم للطاقة خلال الفترة المقبلة، وناشدت الشركة الجزائريين عبر موقعها الإلكتروني المواطنين الاعتدال في الاستهلاك لمصلحة وراحة الجميع، كما أوصتهم بإطفاء الأنوار والأجهزة الكهربائية في حال عدم الحاجة إليها، وضبط أجهزة التكييف على درجات معقولة وتفادي استخدام الغسالات والمكاوي والأجهزة الكهربائية ذات الاستهلاك العالي للطاقة أثناء أوقات الذروة.
من جهته، كان الرئيس المدير العام لشركة الكهرباء والطاقات المتجددة، شاهر بولخراص، قد أكد في وقت سابق استعداد سونلغاز، وفق برنامج مكثف، لتوفير الطاقة الكهربائية خلال الصيف مع العمل على تقليل الانقطاعات قدر الإمكان.
وأضاف ذات المسؤول أنه بالجنوب سيتم توفير226 ميغاواط زائد طاقات إضافية، بالإضافة إلى توفير 9 محطات لتوليد الطاقة جديدة والتي ستدخل حيز الخدمة الشهر الجاري.
• برور: استهلاك الجزائريين للطاقة يرتفع صيفا بعشرة أضاعف
وعن موضوع استهلاك الطاقة خلال فصل الصيف أكد، أمس، الخبير الطاقوي مراد برور، في تصريح لـ "الرائد"، أن استهلاك الجزائريين للطاقة يرتفع عادة في شهر رمضان وفصل الصيف بعشرة أضاعف عن المعدل العادي الذي يعتبر هو الآخر مرتفعا بشكل كبير عن مقاييس الاستهلاك الدولية، وأشار برور أن العائلات الجزائرية تستهلك في فصل الصيف ما بين 800 و1200 كيلوواط ساعي في فترة الأربعة أشهر الممتدة من ماي حتى نهاية أوت، وهو معدل مرتفع بشكل مفرط مقارنة مع المقاييس الدولية التي تتراوح بين 200 و250 كيلوواط في السنة.
• المنتجات الكهرومنزلية المغشوشة رخيصة الثمن تستهلك الطاقة بشكل مفرط
وأشار برور أن إفراط الجزائريين في استهلاك الطاقة يرجع أساسا لانخفاض أسعار هذه الأخيرة رغم الزيادات التي سجلت السنة الماضية، بالإضافة إلى اختيار العائلات الجزائرية لمنتجات كهرومنزلية منخفضة الثمن تستهلك الطاقة الكهربائية بشكل كبير جدا. وأضاف برور أنه في السابق وقبل فرض ضرائب على المنتجات التي تسهلك الطاقة بشكل كبير، تم إغراق السوق الجزائرية بمكيفات هواء ومعدات كهربائية أخرى تستهلك الطاقة بشكل مفرط، كما أن هناك بعض المنتجات أدخلت إلى الجزائر على أساس أنها ضمن فئة "ب (B)" ولكن هي في الواقع في فئة "خ (G)" وهي أعلى فئة استهلاكا للطاقة، مؤكدا أن أغلب الأسر تفضل المعدات الرخيصة التي تكون عادة مستهلكة أكثر للطاقة وبالتالي تكلف أكثر على المدى الطويل.
• 25 بالمائة مما ننتجه من الكهرباء يتم تبذيره صيفا
من جهة أخرى، أكد برور أن الجزائر تشهد في فصل الصيف خاصة هدرا كبيرا للطاقة، مقدرا كمية الطاقة التي يتم هدرها سنويا بـ25 بالمائة من تلك التي يتم إنتاجها، وهنا أكد برور أن مصالح سونلغاز لا يمكنها وحدها أن توفر الطاقة لكل السكان دون انقطاعات خلال فصل الصيف، مشيرا أنه على المواطن أن يتعاون مع الشركة من أجل تجنب أي تذبذب في توزيع الكهرباء هذه الصائفة، وذلك من خلال اختيار المواقيت المناسبة لاستخدام الأجهزة التي تتطلب استهلاك طاقة أكبر وتجنّب المواقيت التي تحدد عادة ما بين السادسة مساء ومنتصف الليل خلال الفترة الصيفية، مضيفا أن المواطن يضمن بذلك تخفيض قيمة فاتورة الكهرباء ويساهم في التقليل من الاستهلاك العام للطاقة.
• هكذا يتم تبذير الطاقة وإدارات عمومية في قفص الاتهام
هذا وقد ثمن برور حملات التحسيس التي بدأت منذ الآن من أجل ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، معتبرا أن هذه الحملات يجب أن لا تشمل المواطن فقط، فالإدارات العمومية والسلطات المحلية تعد هي الأخرى معنية بالترشيد كونها تستهلك هي الأخرى طاقة كبيرة في فصل الصيف، وهنا اقترح برور على معظم بلديات الوطن استبدال مصابيح الإنارة العمومية التقليدية بمصابيح أخرى من نوعية "لاد" بشكل يسمح باقتصاد ما معدله 65 بالمائة من الطاقة على مدار السنة.
س. زموش