الوطن
مرضى وعجزة يستعدون للحج حتى وإن كلفهم ذلك "حياتهم"؟!
يمرون على المتابعة الطبية دون فحص دقيق
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 أفريل 2018
الوكالات السياحية: المرضى يصعبون من عمل البعثة الطبية ويمثلون عبئا علينا!!
تعرف العيادات متعددة الخدمات، هذه الفترة، ضغطا كبيرا بسبب عملية التلقيح الخاصة بالحجاج، والتي باتت إجبارية، حيث تستقبل هذه العيادات يومين في الأسبوع مئات الحجاج الذين يستعدون لأداء المناسك من أجل التلقيح، في حين هناك من الحجاج من يكتفون فقط بملء الدفاتر الصحية دون الخضوع للتلقيح، وهو ما حذر منه المختصون، معتبرين أن اللقاح ضروري لحماية الحاج من الأمراض، كما دعا هؤلاء لضرورة تشديد الرقابة على الصحة ومنع أي حاج مريض في وضعية متقدمة من السفر.
وقد انطلقت حملة تلقيح الحجاج عبر الوطن، استعدادا لموسم الحج 2018، منذ حوالي شهر، حيث دعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، جميع الحجاج للخضوع للتلقيح ضد الأمراض الخطيرة، التي قد يتعرض لها الحاج أثناء تأدية مناسكه، وهي التهاب السحايا "المينانجيت"، الأنفلونزا الموسمية، التلقيح ضد الخناق، الكزاز "التيتانوس والديفتيريا"، وقد بات خضوع الحجاج للتلقيح أمرا إجباريا، وذلك لحصولهم على دفتر التلقيح الذي يرافقهم إلى البقاع المقدسة.
وتعد عملية التلقيح الإجراء الثاني المطالب القيام به من طرف الحاج بعد استخراج شهادة الفوز بالقرعة، فيما سيكون الحجاج مطالبين بعدها بالتوجه إلى فرع بنك الجزائر القريب منهم، وذلك لدفع تكلفة الحج مرفوقين بجواز السفر والدفتر الصحي.
وإجراء التلقيح ضروري لتسوية إجراءات هذه المرحلة الثالثة والهامة، فيما يمكن بعدها للحاج حضور فعاليات التكوين والتدريب والتي يتم الإعلان عنها عبر المساجد والإذاعة المحلية.
وتعرف العيادات متعددة الخدمات هذه الفترة ضغطا كبيرا من طرف الحجاج، حيث توفر هذه العيادات التلقيح والفحص الطبي وأيضا المرافقة النفسانية، مع تقديم نصائح وإرشادات صحية لتأدية مناسك الحج في أحسن الظروف، خاصة أن غالبية الحجاج من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، غير أن هناك من الحجاج من يتحايلون لعدم إجراء هذه التلقيحات ويكتفون فقط بملء الدفاتر الصحية دون استفادتهم بصفة فعلية من التلقيح، وهو ما حذر منه المختصون، معتبرين أن التلقيح أمر ضروري من أجل الحماية من الأمراض المعدية المنتشرة في البقاع المقدسة، فالاكتظاظ واختلاط الأجناس الذي يحدث في البقاع يمثل بيئة خصبة لانتشار العديد من الأمراض.
• تلاعبات وخروقات على مستوى اللجان الطبية
وفي هذا الصدد، أكد نائب رئيس الوكالات السياحية، إلياس سنوسي، أمس، أنه وخلال كل موسم حج تحدث العديد من التلاعبات والخروقات على مستوى اللجان الطبية، حيث كشف سنوسي أن هناك من الحجاج من يمرون على المتابعة الطبية دون فحص دقيق، ورغم إصابتهم بأمراض خطيرة فإنهم يستفيدون من الدفاتر الصحية التي تمكنهم من أداء مناسك الحج.
وقال ذات المتحدث أن الوكالات والبعثات الطبية للحج كل سنة تقف على وضعية صحية متدهورة لعدد كبير من الحجاج، منهم من هم مصابون بأمراض نفسية وعصبية لا تسمح لهم حالتهم الصحية بأداء الحج، ومع ذلك يصر ذووهم على إرسالهم إلى البقاع المقدسة، وهناك من الحجاج من يكونون مصابين بالسرطان وفي وضعية متقدمة، ورغم ذلك يصرون على الحج وقد تتدهور وضعيتهم الصحية أكثر.
وأشار سنوسي أن إقبال الجزائريين على الحج في سن متأخرة جعل مشكل الأمراض المزمنة مطروحا بشدة، مضيفا أن أغلب من يقومون بالحج هم من أصحاب الأمراض كالسكري والضغط الدموي.
• حج المرضى يصعب عمل البعثة الطبية ويمثل عبئا على الوكالات
وقال سنوسي أنه رغم وجود قائمة بالأمراض التي يمنع على أصحابها الحج، إلا أن هناك حالات معزولة يتم فيها خرق هذه التنظيمات، ويتم تمرير مواطنين مصابين بأمراض خطيرة.
واعتبر سنوسي أن حج مثل هذه الحالات المصابة بأمراض في وضعية متقدمة وخطيرة يعقد من عمل الوكالات وكذا من عمل البعثة الوطنية للحج، بما فيها البعثة الطبية وتمثل عبئا حقيقا، حيث تضطر البعثة لإرسال مثل هذه الحالات إلى المستشفيات من أجل المتابعة الصحية، مشيرا أن أكثر حالات الوفيات التي عادة تسجل بالبقاع تكون حالات لحجاج مصابين بأمراض وفي حالة متقدمة من المرض، مضيفا أن بعض الجزائريين ورغم إصاباتهم بأمراض خطيرة ورغم وضعيتهم الحرجة يصرون على الحج حتى إن كلفهم ذلك حياتهم.
• نساء حوامل يخفين حملهن لوضع مواليدهن في البقاع!
من جانب آخر، دعا سنوسي اللجان الطبية إلى ضرورة التشديد في قبول النساء الحوامل، مشيرا أن كل موسم حج يتكرر سيناريو قبول نساء حوامل في الشهر الثامن وحتى بداية الشهر التاسع.
وقال سنوسي أن هؤلاء النساء يقمن عادة بإخفاء حملهن للحصول على الترخيص من قبل الأطباء لأداء الحج، رغم طبيعة وضعهن الصحي، علما أن الكثير من النساء يتعمدن إخفاء حملهن حتى يضعن مواليدهن في البقاع.
وهنا دعا سنوسي وزارة الصحة لضرورة وقف التلاعب الذي تشهده اللجان الطبية الخاصة بالحج، من خلال تمرير حجاج من دون عرضهم للفحص الطبي الدقيق، للتأكد من سلامتهم من الأمراض المزمنة، وكذا عدم تلقيحهم من الأمراض المتنقلة، معتبرا أن السلامة الصحية يجب أن تكون شرطا من شروط الحج.
س. زموش